مليشيات الحوثي تختطف 282 مدنيًا من 9 مديريات أمريكا تعلق على الضربة الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل لماذا نجحت استخبارات العدو الإسرائيلي في لبنان وفشلت في غزة؟ بعثة ايران لدى الأمم المتحدة تكشف عن نوعية الرد لبلادها في حال ردت إسرائيل على هجوم اليوم توجيه حكومي بمنع تحصيل أي رسوم غير قانونية من المسافرين في ميناء الوديعة معلومات حصرية تفضح أحدث منظومة مالية سرية للحوثيين - وثائق تثبت تورط المئات من شركات الصرافة توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية الاعلان عن إصابة سفينتين في هجومين قبالة سواحل اليمن مارب تدشن مارد الجمهورية...الدبابة التي مرغت انوف الحوثيين هيفاء وهبي تبكي على ما يحدث جنوب لبنان مسقط رأسها
بعد عشرة أشهر من المماطلة والتسويف وافتعال الأعذار والذرائع المختلفة وجد رئيس النظام اليمني منذ ثلث قرن، نفسه وجها لوجه ليس أمام الشعب اليمني الذي يواجهه منذ 33 عاما، بل أمام المجتمعين الإقليمي والدولي الذين أرهقهما كثيرا وهو يبتكر الحجج ويصطنع المبررات للتراجع عن وعوده بالتوقيع على المبادرة الخليجية التي عدلها المبادرون مرارا وتكرارا بناء على طلبه وظل دائما يرفض ما طلبه من جيرانه وأصدقائه، . . .وبعد أن وجد الرجل نفسه أمام بوابة العقوبات التي لم يعد أمامه مفر من الوقوع تحت طائلتها اضطر مكرها إلى التوقيع على المبادرة الخليجية التي جاءت لخدمته لكنه ظل يعترض عليها إلى الحد الذي وصفها بأنها مؤامرة لإحدى الدول الخليجية التي أحسنت إليه كثيرا.
كان الرجل صريحا وهو يتحدث للحاضرين مراسيم التوقيع عندما قال: "ليس المهم هو التوقيع . . . . .ولكن المهم هو حسن النوايا"، وقد تبين جليا وهو يتحدث أنه لم يمتلك أي نية حسنة أو نصف حسنة وهو يتباكى على المجد الذي يوشك أن يفتقده والتوريث الذي أعد العدة له منذ سنين خلت حينما راح يلفق الأكاذيب ويكيل التهم ويهدد ويتوعد دونما مراعاة لمشاعر الوسطاء والمضيفين الذي وقفوا مشدوهين وهم يسمعون ذلك الخطاب المفتقد لأي توازن.
كان الرجل يقول بصراحة أنه لا تتوفر لديه النية الحسنة لنقل الصلاحيات إلى نائبه الذي ظل يهينه على مدى أشهر بأنه ليس من الأيادي الأمينة عندما كان المبادرون والمعارضون يطلبون منه نقل صلاحياته إليه (أي إلى النائب)، وما يؤكد غياب النية الحسن لدى صاحب التوقيع إصراره على التدخل في كل صغيرة وكبيرة حتى بعد نقل الصلاحيات إلى نائبه.
اليوم وبعد مضي أكثر من أسبوعين على توقيع الرجل على المبادرة التي تمنحه ضمانات بعدم المساءلة على كل الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه على مدى ثلث قرن، يتساءل اليمنيون: ما الذي تغير في نهج وسياسة وطريقة إدارة الأمور في اليمن؟
لقد عاد الرجل ليعرقل كل ما وعد به معتمدا أسلوب المماطلة والتسويف والرهان على مرور الزمن والتدخل في صلاحيات يفترض أنها لم تعد من اختصاصه، مع المراهنة على متغيرات مخطط لها وأخرى غير مخطط لها، ومن المتغيرات المخطط لها إمكانية تنامي نشاط الجماعات المسلحة التي يدعي رئيس النظام وأركانه بأنها تنهج نهج القاعدة والتي ثبت بالملموس بأن النظام هو من يسخرها ويدعمها وينمي نشاطها ويفسح لها المجالات لتنشط بشكل آمن ويتصدى لكل من يقاومها، فضلا عن استمرار سياسة العدوان على نشطاء الثورة السلمية وربما لجأ رأس النظام إلى القيام بأعمال عنف تستهدف قادة المعارضة السياسية المشاركين في التوقيع على المبادرة الخليجية، وقد يصل الأمر إلى تفجير الحرب الشاملة سبيلا لعرقلة وصول المبادرة الخليجية إلى غاياتها حتى ولو كان الرئيس القادم هو نائب رئيس النظام وأمين عام حزبه، أما المتغيرات غير المخطط لها فهي تلك الخاضعة للصدفة كأن يصاب شباب الثورة بالإعياء واليأس والانصراف عن ميادين الاحتجاج، أو دق الأسافين بين قوى الثورة ونشوب مجموعة من التنازعات بين أطراف العملية الثورية سواء بين التجمعات والائتلافات الشبابية أو بينها وبين الأحزاب السياسية، وهي آمال تراود النظام ورئيسه منذ انطلاق أولى شرارات الثورة، ومن غير المستبعد أن يدفع النظام إلى التصادم مع الوزارات التي سيتولاها ممثلو المعارضة ومن ثم إفشال حكومة الوفاق الوطني لتأكيد القول أن المعارضة عاجزة بل وأن المؤتمر نفسه عاجز عن إدارة الحياة إلا في حضور رأس النظام الذي رفضه الشعب.
لم يتغير شيء حتى بعد التوقيع على المبادرة وقد لا يتغير شيء في المدى المنظور ما لم يكف الرئيس (الشرفي) عن التدخل في ما ليس من صلاحياته بعد نقل هذه الصلاحيات إلى نائبه ، وقد تبدو الفترة المتبقية من التسعين يوما هي الفترة الأشد عسرا في مهمة الرئيس بالإنابة وفي مهمة حكومة الوفاق الوطني خاصة في ظل التعمد تعطيل عملهما، لأن النجاح في مهمات هاتين الهيئتين يعني أحقية المطالبة بالتغيير وتأكيد فشل ما قبل التغيير.
كل الوطنيين اليمنيين مطالبون اليوم بالإسهام في إنجاح مهمة الانتقال ويأتي في المقدمة شرفاء المؤتمر الشعبي العام الذي يعلمون أن الرئيس القادم هو أمينهم العام حتى وإن لم يكن من عشيرة الرئيس المرفوض،. . . فهل سيقومون بواجبهم في إنجاح حزبهم أم أن المعارضة وحدها هي من يحرص على نجاح حزبهم بينما سيبقون رهائن لدى رئيس استنفد كل قدرة على مسايرة العصر ومواكبة متطلباته؟ ذلك ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.
برقيات:
* نهب وزارات الداخلية والإعلام والكهربا من قبل القائمين عليها، قبيل تشكيل حكومة الوفاق الوطني لا يوحي بالرغبة في تحقيق وفاق حقيقي، وهو ما يستدعي الوقوف الجاد من قبل المجتمعين المحلي والإقليمي والدولي لمساءلة من أقدموا على هذه الأفعال.
* إذا كان رأس النظام قد قتل أكثر من أربعين شهيد في أقل من نصف شهر منذ توقيعه على المبادرة الخليجية، فكم سيقتل خلال ما تبقى من التسعين يوما من عمره السياسي، والأهم هل يعتقد هو وأنصاره من القتلة أن الضمانات التي طلبوها ستحميهم إلى ما لا نهاية؟
* خاطرة شعرية:
جيوش النَّـــــمل آتيةٌ بحـــجم السفح والسهلِ
تعسكر بين أوردتي وزوراً تدّعي وصــــلي
تجسِّد كلَّما أمــــــحو وتهدم كلَّــــــــــما أعلي
وتعلن بدء تنويري وتســـترخي على جهلي
تدشِّن فصل إحيائي وسرًّا تـــــــــــبتغي قتلي
تثرثر عن فضائلها وتســـــتولي علي فضلي
وطوراً تدّعي عدلاً ولكن دونـــــــــــما عدلِ