تصريحات مدرب منتخب اليمن للناشئين بعد الخسارة من اندونيسيا وقبل لقاء كوريا الجنوبية
لقاء الرئيس العليمي مع سفير واشنطن لدى اليمن يبحث ردع الحوثيين
مباحثات أمريكية سعودية على أعلى مستوى تناقش ''تقويض قدرات الحوثيين'' وتعزير أمن المنطقة
عاجل.. الرئيس العليمي يبحث عن تأمين دعم دولي لمعركة الخلاص من الانقلابيين ويؤكد أن المرحلة باتت الآن حاسمة
حتى لا يغضب ترامب وأمريكا.. فصائل مسلحة مدعومة من إيران تعلن لأول مرة استعدادها نزع سلاحها
الإعلان عن مفاوضات غير مباشرة بين أمريكا وإيران
الحوثيون يعتقلون نائب رئيس جهاز المخابرات التابع لهم و يعترفون بمقتل قيادي آخر بضربة أمريكية
أمطار متفرقة مصحوبة بالرعد على المرتفعات الغربية في اليمن
ما فوائد التعرق؟ ولماذا يحدث خلل في التعرق الطبيعي
هام وضروري للنساء- هذا الشاي مفيد لعلاج تكيس المبايض
يعتقد غالبية عظمى من اليمنيين أن هذا الشعب من أفضل شعوب الدنيا حضارة وأخلاقاً، بل وينظرون بدونية لبقية الشعوب، حتى تلك التي كانت سبباً في هذه الاكتشافات العلمية في مختلف المجالات، مع أن السلوك الغالب لدينا لا يتفق وهذا المعتقد بتاتاً.
لا أعرف سبباً لهذا الشعور بالعظمة، ولكن قد يكون الحديث المتواصل عن أن اليمن هي موطن العرب الأول، وأنها بلد شهد حضارات عديدة، مرتكزاً لهذا الاعتقاد الذي اكتفى أصحابه بتضخيمه عبر الكتب المدرسية وفي وسائل الإعلام دون الغوص في تفاصيل الممارسات اليومية التي ينبغي الالتزام بها حتى تتسق المسألة.
في كتب التاريخ ستجد لغة العنصرية الطافحة من بين سطور المخطوطات التي دونت الأحداث والمذابح التي مرت بها اليمن، ولهذا يصف الكثير من المؤرخين خصومهم بالكفر وبالخروج عن الملة وبعدم الأخلاق، فيما يرون أن قتل ألف شخص وجعل ألف من زملائهم يحملون رؤوسه من أطراف البيضاء إلى صنعاء دليلا على نصرة الله للإمام المطهر بن شرف الدين صاحب الشمائل التي لاتحصى.
الأمر ذاته في الكتب التي تتحدث عن دولة بني نجاح وتصف حكامها بالعبيد بسبب لون بشرتهم، والتحقير من شأنهم على اعتبار أن أصولهم من الحبشة، مع أن الوقائع تؤكد أن أبرهة الأشرم كان أكثر حماساً للهوية اليمنية في مواجهة طغيان شمال الجزيرة العربية من الذين مجدوا بطولة سيف بن ذي يزن الذي استنجد بالمجرمين في سجون فارس لكي يصل إلى حكم اليمن. وقد امتدت هذه الثقافة المتخلفة إلى الآن، حيث تفيد غالبية كبيرة من الناس أن اليمنيين من أمهات إثيوبيات مولدون ومواطنون من الدرجة الثالثة، وأن المشتغلين بالزراعة والتجارة مجرد أبناء سوق لا يجب مقارنتهم \"بمن شمه باروت\".
في الشارع لا نحترم إشارات المرور، وفي اليوم الواحد ستصادف العشرات من الأشخاص يقذفون النساء بألفاظ وعبارات سفيهة، ومع ذلك نحن شعب حضاري. وستجد أيضاً من يحدد طريقة تعامله معك من خلال رقم لوحة سيارتك (ومن لهجتك، وإذا ما تهورت وانتقدت سلوكا مشينا ستجد من يرد عليك ويشتمك، هذا إذا تواضع ولم يأت ليعتدي عليك بالضرب).
لدينا محلات لإصلاح الأجهزة الالكترونية بدون شهادة تؤكد أن من يعمل فيه يمتلك القدرة على التعامل مع هذه الأجهزة، ولهذا ستجد من يستبدل قطع غيار أجهزتك الأصلية بأجهزة مقلدة، وستجد من يقوم بتعبئة سيارتك بزيت محرك غير مطابق للمواصفات، وفي كل يوم ستواجه من يغشك بشريط كاست أو حتى عيادة لمعالجة المرضى، مع أنه لا علاقة له بمهنة التعامل مع الأجساد البشرية.
الشعب الحضاري العظيم يبصق في وجهك بـ\"الشمة\" ويعادي النظافة بإصرار عجيب، ويرى في الاهتمام بالمظهر أمرا معيبا لا ينبغي للرجال فعله، ويؤمن أن المبنطلين \"مش رجال\".
لديه إيمان راسخ بضرورة المحافظة على مواعيد الصلاة الخمس وبأهمية صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع؛ لكنه يمتلك نفس الإيمان بأن القتل أمر اعتيادي وبأن استعباد النساء ومصادرة حقوقهن وإرثهن علامات رجولة شديدة العنف والصلابة.
الفضول يلاحقك في كل مكان. وأنت في الباص لا بد أن يسألك من بجوارك: من أين أنت؟ وإذا لم يعجبه ملابسك لا ضير أن ينتقدك وأن ينصحك بما ينبغي فعله. حتى النساء لا يسلمن من هذا الفيض الحاتمي من النصائح: \"ليش ما تلبسي بنطلون؟\" أو \"ليش لابسه هكذا؟\".
كيف نريد أن نكون بلداً سياحياً ونحن لا نحسن التعامل مع بعضنا، نعيش على وهم الشعب الحضاري، ونلقي بكل العبارات القذرة في وجه السياح، ومن يرى في ذاته شخصاً متحضراً فإنه يوقف الأجنبي ليسأله: \"لماذا لا تسلم؟\"، أو يعطيه محاضرة في المسيحية المحرفة، وبعظمة أخلاق المسلمين.
عن أي وهم نتحدث وأجهزة الدولة بمختلف مستوياتها تمجد القبيلة، وتعجز عن حل لغز هروب الشابة اليهودية وزواجها من مسلم، فيما لا تزال هي على ذمة زوجها اليهودي، وينظر مسؤولونا إلى الخروج على القوانين وسلطة الدولة على أنه بطولة، فيما يتعاملون بدونية واحتقار مع المناطق التي تلتزم القوانين وتحترم سلطة الدولة.
malghobari@yahoo.com