مأرب برس - خاص
مشاهد درامية وتناقضات صارخة في اليمن تقف أمامها مستغرباً .. وبتكرارها أصباحنا نتقبلها كأمر واقع لا مفر منه.. ولكن مرارة تلك التناقضات تكمن أنها صادره من قبل السلطات في " بلد " يتجه بسرعة قصوى إلى النفق المُظلم.. ولازالت تكيل بمكيالين .
نقف أمام بعض تلك التناقضات والتي ظهرت على وسائل الإعلام خلال الأيام الأخيرة:
المشهد الأول:
أورد موقع مأرب برس خبر مفاده " وقوع اشتباكات مسلحة بين الجيش وأفراد من قبيلة آل طعيمان بمأرب بسبب نهبهم لقاطرة غاز من النوع ( الأحمر )"، .. إلى هنا وأنا لا اعترض على أي جزئية مما ورد في الخبر لان الجيش واجبه حماية ممتلكات " المواطنيين ".
في خبر سبق هذا الخبر بيوم " علي شملان " احد أفراد قبيلة الجدعان يحتجز 4 مواطنيين مع سيارتهم بعد ان نصب هو وأفراد من قبيلته نقطة قطاع قبلي جوار النقطة العسكرية بمفرق الجوف والتي لا تبعد عنها سوى بـ30 متر، وقد تم أخذهم أمام مرأى ومسمع الجنود المتواجدين في النقطة وتم المرور بهم من تلك النقطة، والمواطنيين 3من بني الحارث وواحد من بني حشيش وهو " صالح وردان " والذي يعمل سائق لدى المعهد الديمقراطي الأمريكي ، وسيارته مؤجره مع المعهد وكان في طريقها إلى المكلا لنقل كوادر من المعهد... والسبب خلافات على قضية ثار بين الخاطف وبني الحارث،. وقد مر على حادث الاختطاف أكثر من عشرة أيام، وحتى اللحظة ولازالوا المذكورين محجوزين لدى خاطفيهم مع سيارتهم ولم تقم السلطات المختصة بدورها.
قمة التناقض : عندما تحركت قوات الجيش واشتبكت مع القبائل الذين اختطفوا قاطرة وجرحوا 2من الخاطفين، فيما لم يحرك أي من الجهات الأمنية ساكناً عندما اُختطف مواطنيين مع سيارتهم من أمام الأمن.
أي بلد نحن نعيش فيه.. الأجل قاطرة تتبع احد كبار الدولة ولأنها مطلية باللون " الأحمر " هبت جنودنا لا استعادتها.
فيما أكرم ما خلق الله وأفضل كائن على الأرض الإنسان لم تعد له قيمة يُنهب ويُخذ " حلاله " مع مباركة من قبل تلك السلطات لإقامة نقاط التقطع والتي تسمى جزافاً نقاط قبلية وهي لا تمت للقبيلة وأخلاقها بشيء لأنها خارجة عن الأعراف والتقاليد الحميدة الموجودة في القبيلة.
المشهد الثاني:
اختطاف رجل الأعمال اليمني - السعودي محمد بن يمين النهدي من قبل عناصر من قبيلة الفقراء والذين هم مؤاخين قبيلة بني جبر وآخرين معهم من محافظة الجوف.
الجميع تسابق لأن يكون وسيط لإطلاق سراح النهدي، والذي كان اختطافه لغز انكشف جزء منه ليكشف الوجه القبيح للتأمر الذي تم من قبل شخصية كبيرة والتي لها مكانة اجتماعية في صنعاء وتعد من ابرز المشائخ في اليمن، وكذا لضلوع بعض أفراد الوساطة في المؤامرة الدنيئة.
لنجدنا نقف أمام تناقضات عجيبة هل من قيم القبيلة ان يتم اختطاف " الرجال " وهل من القيم ان يكون الخاطفين أيادي لغيرهم، وهل من شيم القبيلة ان يكون بعض الوساطة مشارك ولو بجزء بسيط في تلك المؤامرة وعلى قاعدة " ما أسكر قليلة فكثيرة حرام "، وسؤال يتردد ماهو دور الجهات أمام كل ذلك.
المشهد الثالث :
الحكم بالسجن على الكاتب الصحفي الزميل عبد الكريم الخيواني 6سنوات بتهمة التأمر على الوطن من خلال خلية حوثية، فيما العفو يطول قادة الحرب من الحوثيين في صعدة.
هل من تناقض اكبر من هذا !!!.
المشهد الرابع :
قادة الحراك الجنوبي يُقدمون للمحاكمة بسبب قيادهم مظاهرات ومسيرات احتجاجية وسلمية، فيما الدماء تُسفك والأنفس تُزهق في شوارع المدن الكبرى باليمن والقتلة يسرحون ويمرحون والقتلى بحمد الله تتمكن الأجهزة الأمنية من القبض عليهم .
كلمة تُدون:
قيادي مؤتمري من الصف الأول بمحافظة الجوف قال لي بعد انتخاب المحافظين في المحافظة والتي عَلقت المحكمة نتيجتها " لقد عرفنا كم تعاني أحزاب المعارضة " المشترك " من ظلمنا فلقد لمسنا هذه المرة كم نحن في المؤتمر ظالمين حيث تمت ممارسة كل وسائل التزوير والبيع والشراء من قبل فرع المؤتمر ونحن المتنافسين جميعاً مؤتمريين "!!!.. انتهى .