|
مأرب برس ـ خاص
أنشُد للقراء الأعزاء في مقالي هذا الحقيقة والصراحة وفي بدايته أطلب من الأخ / الشبيري أن يكون واقعيا في طرحة لأفكاره وآرائه وخاصة فيما يتعلق بمقاله الأخير " رداً على تركي الدخيل – اليمن أكبر " وهنا أقول بأن الدخيل لم ولن يقول عكس ذلك. إن رد الأستاذ / الشبيري على الصحفي القدير الدخيل كان مجحفا في حقه وفي حقنا أيضا وبدلاً من أن يرد على ما أورده ( الدخيل ) في مقاله ذهب بنا أخونا محمد بعيدا لننتقص من شخص الدخي
ل وليس من مقاله بما ينصفه وينصفنا وهو محاولة بائسة لا تسمن ولا تغني من جوع كما أنه ذهب أبعد من ذلك وحاول الانتقاص أيضا من مملكة الإنسانية وهذا على ما أعتقد ليس من عادتنا ولا تقاليدنا نحن أهل اليمن لما تربطنا من أواصر وعلاقة حب واحترام بمملكة الإنسانية.
أخي محمد إن ما أورده الصحفي المخضرم تركي الدخيل حقائق ساطعة لا يستطيع إنكارها إلا مكابر أو جاحد أو شخص أعمى البصيرة لا يرى الأمور إلا كما يحلوا له وأظنك لست واحداً من هذا الصنف لأنها الدكتاتورية بعينها ولكي لا أطيل عليكم أود أن أسرد ما أورده الدخيل في مقاله وعندها اترك لكم الحكم ما إذا كانت شطحات الأخ محمد في محلها أم لا والنقاط التي وردت في مقال الدخيل هي كالتالي:-
1- أشار الدخيل إلى حالة الناس المأساوية من فقر وعوز وهذه القضية مُسَلّم بها من قبل الجميع.
2- أشار الصحفي القدير تركي الدخيل إلى الواقع الثقافي – السياسي اليمني ووصفه كما نصفه نحن أيضا بعجب العجاب حيث أنه التقى بشخصيات دينية تؤمن بالديمقراطية المفقودة والتعدد السياسي وآخرون يعتبرونها الشيطان ذاته وضرب مثالاً حيا على ذلك وهو شخص الشيخ / عبد المجيد الريمي .
3- أشار الدخيل إلى تهاوت وتساقط الأحزاب الاشتراكية في كل دول العالم وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي سابقا عدا اليمن حيث أن هذا الحزب لا زال له ثقله السياسي والاجتماعي وقاعدته العريضة التي تمتد من شمال اليمن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وهذه حقيقة يعرفها الحزب الاشتراكي نفسه , أما فيما يتعلق بعلاقة التجمع اليمني للإصلاح بالحزب الاشتراكي فإن ما جمعهما هي المصالح المشتركة ( مصالح الوطن ) ومواجهة الظلم الذي وقع على الجميع دون استثناء مع العلم أن هذا التحالف كان مستغربا من قبل أعضاء الاشتراكي والإصلاح قبل سنوات قليله ويعد هذا التحالف القائم اليوم عجيبا.
-أستاذ / محمد لقد بدا جليا أن الدخيل لم يتجنى على اليمن ويؤسفني جدا أن أقول أنك أنت من تجنيت عليه في ردك ولم تتماسك أعصابك أثناء الكتابة وكان تجنيك واضحا كالشمس على الصحفي القدير تركي من عدة نواحي ومحاور.
الأول : أن حالنا نحن اليمنيين ملئ بالتخلف والعوز والفقر والبطالة وكلنا نعلم ذلك وهذه حقيقة نعيشها أنا وأنت يا أستاذ محمد وكل ذي بصيرة بل وحتى فاقد البصيرة يعلم ذلك ولا أدري ما نوع التشخيص الذي تطالب الدخيل أن يشخص به حال اليمن وكأنك تطالبه أن يرتدي نظارة الحزب الحاكم الذي لا يرى من خلالها إلا التقدم والازدهار وأن الشعب بألف خير ونسيت أن حالنا بائس أشد البوس إلى درجة لم يستطع الدخيل إدراكها في فترة قصيرة و إذا تمكن من ذلك فإننا سوف نجد قلم مداده ودموعه قد امتزجت حزنا على اليمن واليمنيين ولن يطلق عليها اليمن السعيد بل اليمن التعيس.
الثاني : أوجه شكري الجزيل للصحفي القدير تركي الدخيل على برنامجه الرائع وأقوال له أحسنت صنعاً في أدائك واختيارك لضيوفك الأجلاء من رجال الثقافة والفكر وطرحك مواضيع تتميز بالجرأة والمصداقية وإثراء المشاهد العربي فيما يتم طرحه بطريقة متميزة تجذب المشاهد لمتابعة برنامجكم المميز " اضاءات " وهنا أذكر الأستاذ محمد الشبيري إن ردكم على الدخيل كان بعيداً عن الحقيقة وأقرب إلى الاصطياد في الماء العكر أو أنك لم تتابع برنامج " اضاءات " ولا حتى حلقة واحدة من البرنامج في حياتك بل لم تشاهد إعلاناً وأحداً عن البرنامج وإلى لما تجنيت يا أستاذ محمد كل هذا التجني على أحد البرامج المميزة في قناة العربية ، كما يؤسفني جدا أنك لا تعرف من هو الصحفي والإعلامي السعودي الدخيل ولا تعرف أيضا أنه كاتب متميز ومشهور ليس في المملكة فحسب بل وعلى مستوى العالم ممن يشاهدون قناة العربية وممن يقرؤون كتاباته ومقالاته التي تنشر على صحف خليجية عدة وله مؤلفاته المرموقة.
الأمر الثالث : أخي محمد أي ديمقراطية تلك التي تتبجح وتتباهى وتضاهي بها الآخرين؟! أي ديمقراطية التي تتشدق بها؟! وأقول هل سجن الصحفيين ديمقراطية ؟! هل محاكمة الصحفيين ديمقراطية ؟! هل اختطاف الصحفيين ونشاطي المنظمات المدنية ديمقراطية ؟! هل وقف توزيع الصحف ومصادرتها ديمقراطية ؟! هل ما تعرض له كل من جمال عامر و الأغبري وحجيرة ديمقراطية ؟! هل تهديد الصحفيين ديمقراطية ؟! هل قذف الصحفيات ديمقراطية ؟! هل السجون الخاصة ديمقراطية ؟!.
أخي محمد إذا لا داعي للتباهي بديمقراطية عرجاء بين عرجها وعوراء بين عورها ولعلمك ولعلم القراء أن الدخيل لم يتعرض يوما ما في بلده مملكة الإنسانية لا للمحاكمة ولم يدخل السجن في حياته ولم يحاكم البتة ولم يُطلب من قِبل أي محكمة ، و هنا أسألك أخ محمد أين الديمقراطية ؟! والمقارنة بين اليمن والمملكة فيها ظلم لنا كيمنيين حيث أن مواطني الأخيرة يتمتعون بحقوق وفرص وظيفية متكافئة يسيطر عليها عامل واحد فقط هو الكفاءة والخبرة وبمواطنة متساوية تفوق مليون مرة ما تتمتع به أنت وأنا إذا ما كان هناك من شي نتمتع به أصلاً.
الأمر الرابع والأخير : عندما أشار الدخيل إلى الواقع الثقافي – السياسي في اليمن وإلى وجود أراء تبعد عن بعضها البعض بعد المشرق عن المغرب لم يكن ذلك تجناً لا من قريب ولا من بعيد حيث أن الدخيل إستدل على حديثه من ما يدرس في حلقات الشيخ الريمي من علوم الشريعة على الطريقة العلمية التراثية و قد حصر العدد ببضع مئات وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الدخيل اتبع المهنية الصحفية بوصفه للواقع كما هو دون مبالغة. أما العجب العجاب من وجهة نظر الدخيل ومن وجهة نظرنا أيضا أن نسمع متناقضات الريمي الغريبة العجيبة حين يصف الديمقراطية بالزندقة ويدعم نظاماً يدعي أنه ديمقراطي.
الأستاذ / محمد الشبيري إضافة إلى ما أوردته من نقاط تجنيت فيها على الصحفي تركي الدخيل فإني أقول وللأمانة إن تجنيك الظالم عليه على الرغم من مكانته الصحفية ومهنيته العالية التي لمسناها ساطعة من خلال مقاله " اليمن السعيد – العجيب " تجنيت عليه أيضا عندما اتهمته بدعوته للخلاف بين كل الأطراف ، تجنيت على شخصيته الفردية ، تجنيت على مملكة الإنسانية قاصدا جرح مشاعر الدخيل ليس إلا ، ويبدو لي انك نسيت ثقافة وحضارة المملكة السعودية العريقة ، تجنيت على علماء المملكة ونسيت أن المملكة قلعة العلم والعلماء. تجنيت على الدخيل عندما نسبت له كلاما لم ولن يقله بتجاهله لتراث الشعب اليمني ، تجنيت عليه عندما اتهمته بأنه جزء من إساءات النائب الكويتي مسلم البراك ، تجنيت عليه عندما أتاك الإلهام الذي لم يعطى لأحد من قبلك وشممت رائحة السخرية من خلال نواياه وليس مقاله لأنه لا يوجد في مقاله إلا صورة واقعية لواقع اليمن دون زيادة أو نقصان.
أخواني القراء قد يقول البعض لماذا كل هذا الدفاع المميت عن الصحفي السعودي تركي الدخيل ولكني أحب أن أوضح أن هذا الدفاع ليس عن تركي الدخيل وإنما الدفاع عن الحقيقة والمصداقية بدرجة أولى وبدرجة ثانية عن الدخيل تقديرا لأرائه ومقالاته المتميزة التي أتابعها وأقرؤها بشكل مستمر ، وبعيدا عن كتابته في الصحف فإن تعليقه على الأستاذ / محمد الشبيري رقم 24 ليرسم لنا بوضوح السلوك المهني والصحفي في آن واحد اللذان يتبعهما الدخيل من خلال تقديره لأراء واجتهادات أخونا الشبيري رغم التجني عليه حيث كان عنوان التعليق " حنانيك يا أستاذ محمد" كل ذلك ليكفي أن أُدافع وتدافعون أعزائي القراء عنه باستماتة.
ختاماً ..... أقولها نيابة عني وعن كل زملائي المثقفين- ممن يوافقوني في الرأي- وعن كل أبناء اليمن الذين يكنون كل الحب والتقدير والاحترام لتركي الدخيل ولمملكة الإنسانية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز " عفـــواً "
alhumaidi2004@yahoo.com
في الثلاثاء 24 إبريل-نيسان 2007 05:44:04 م