آخر الاخبار

بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات.. وثيقة مسربة تكشف عن أحدث الابتكارات الحوثية في مجال الجبايات مصر تجدد تمسكها بوحدة اليمن .. تفاصيل اجتماع الرئيس العليمي مع نظيره السيسي العالم على مشارف الحرب العالمية الثالثة.. الرئيس الأوكراني يستغيث بأوروبا ويعلن وصول 11 ألف جندي كوري شمالي إلى كورسك الروسية الاعلام الحوثي الرسمي ينقلب على التهدئة ويوجه اتهامات جارحة للسعودية بسبب رفضها الزواج.. عصابة من 5 اشخاص يقومون بتصفية شابة من تعز بإبرة مسمومة في عنقها العليمي أمام امام المنتدى العالمي يكشف عن خسائر مهولة للاقتصاد الوطني بسبب حرب الحوثيين تصل إلى إلى 657 مليار دولار اذا استمرت الحرب طارق صالح يفسد فرحة الحوثيين بهذا الظهور بعد إتحاد غالبية القوى السياسية في اليمن.. المجلس الانتقالي يشذ عن الإجماع الوطني ويعلن عدم مشاركته في اجتماع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية بعدن .. مقتل أحد القيادات العسكرية العليا بالحرس الثوري الإيراني بتحطم مروحية ومصرع من كان عليها جنوب شرقي إيران ماليزيا تعد مشروع قرار لطرد إسرائيل من الأمم المتحدة

جرائم حرب بدأت في اليمن فمن يوقفها
بقلم/ منير الماوري
نشر منذ: 15 سنة و 6 أشهر و يومين
الأحد 03 مايو 2009 07:25 ص

أفاد مصدر من أبناء الأسرة الحاكمة في صنعاء من الناقمين على سياسات الرئيس علي عبدالله صالح، بأن العميد علي الجائفي قائد قوات العمالقة، منع من السفر وأعيد من مطار صنعاء، في حين سمحت السلطات لنجله المريض بالسفر إلى الأردن بدون والده. ولم تعرف أسباب منع الجائفي من السفر، غير أن المصدر ذاته يؤكد أن الرئيس يعيش حالة خوف لا مثيل لها من قادة الجيش المخضرمين، رغم أن الجائفي ليس على وفاق تام مع اللواء علي محسن، لكنه يكن له شئ من الاحترام ورفض في إحدى المرات أن يكون بديلا لعلي محسن في قيادة الفرقة الأولى مدرع.

وليس من المستبعد أن يشارك الجائفي في أي خطة تغيير لإنقاذ الوحدة وإنقاذ اليمن من حرب أهلية يعمل على تأجيجها الرئيس الحالي منذ إلقائه خطاب الحرب في 25 ابريل المنصرم. وجاء منع اللواء الجائفي من السفر في وقت يرابط فيه اللواء علي محسن في معسكر الفرقة المدرع بالعاصمة صنعاء، ولم يغادر المعسكر إلا لأداء واجب التعزية في وفاة طفلي عبد السلام الحيلة، المعتقل اليمني في جوانتانامو. ولم يحضر أي شخص رسمي يمثل الرئيس في العزاء رغم أن الحيلة يحمل رتبة عقيد في الأمن السياسي، وكان فقدانه لابنيه كارثة إنسانية صعق لها حتى سجانوه في المعتقل، في حين لم تهتز شعرة للسلطة القائمة في صنعاء من هول الكارثة.

في هذه الأثناء يحاول السفير اليمني في واشنطن دون جدوى إقناع السلطات الأميركية بأن الأوضاع في اليمن مازالت مستتبة، ولكنه بدأ يستخدم عبارة جديدة مفادها أن الأوضاع "قابلة للسيطرة"، بعد أن كان في السابق يقول إن الأوضاع "تحت السيطرة"، أي أن نسبة السيطرة قد انخفضت من وجهة نظره، ويحاول الحصول على دعم لصهره في صنعاء دون أن يلقى آذانا صاغية بسبب انعدام الثقة في الرئيس اليمني.

ويردد السفير أيضا مقولة النظام المشروخة، إن الجنوبيين في حرب 1994 كانوا يملكون صواريخ سكود ودبابات وطائرات، ولم يستطيعوا أن يعملوا شيئا، فيكف سيحققون الإنفصال الآن وليس لديهم أي شئ. هذه المقولة الاستفزازية تجعل مهمة الخيرين من رجالات اليمن صعبة إذا ما قرروا في اللحظة الأخيرة التدخل لإنقاذ الوحدة من النظام القائم.

ولا أدري ماذا يمكن أن يقوله سفير النظام في واشنطن تعليقا على سيطرة مواطني ردفان على معسكر الكبسي، واستيلائهم على كافة المعدات والأسلحة فيه، ولا أدري ماذا سيقول أيضا بعد أن تمكن مواطني الضالع من محاصرة الـ35، رغم القصف العنيف لمدينتهم. ألا يعرف هذا السفير أن جيش الجنوب الذي أحيل للتقاعد يقود الآن معارك التحرير بإسناد قوي من شعب بأكمله.

الشئ الذي لم يدركه سفير النظام ولن يدركه إلا بعد فوات الأوان هو أن حرب 1994 جرت مع جزء من جيش الجنوب، بمساندة من الجزء الآخر، أما شعب الجنوب فقد وقف على الحياد حينها من أجل الوحدة إلى انتهت المعارك فكوفئ معظم أبناء الجنوب في الجيش والأمن بالإحالة إلى التقاعد. ولكن ما يجري اليوم مختلف تماما ويبدو أنه سوف يتصاعد ويخرج عن نطاق السيطرة، مادام أن القوى الخيرة في شمال الوطن تلوذ بالصمت حيال ما يجري.

الأحداث القائمة هي مواجهة شاملة بين شعب الجنوب وجزء من جيش الشمال، ولن تستطيع صواريخ علي عبدالله صالح ودباباته، وطائراته أن توقف حراك الشعب الجنوبي، الذي يتوق للتخلص من نظام النهب والفساد، وما على الخيرين من أبناء الشمال إلا التدخل لمنع جرائم الحرب التي قد تقضي على الوحدة للأبد. وعلى النظام في صنعاء وسفيره في واشنطن أن يدركا أنه لا الولايات المتحدة ولا دول مجلس التعاون الخليجي، ولا دول الاتحاد الأوروبي يمكن أن تقف ضد إرادة شعب بأكمله، ولن يعملوا شيئا لدكتاتور صغير متشبث بالكرسي انتهت صلاحيته، ولا يريد أن يرحل بسلام، ولو كان وحدويا فعلا لقدم استقالته ورحل، على الأقل من أجل الوحدة التي يدعي أنه صانعها، رغم أن الوقائع تقول بأنه يسعى لتدميرها.

ما يجري اليوم في الجنوب هو بداية جرائم حرب يرتكبها النظام، بكل بشاعة للحفاظ على كرسي علي عبدالله صالح. وعلى المخلصين من أبناء اليمن أن يتنبهوا لها، لأن هذه الجرائم المتمثلة في قصف المدن وتشريد الأهالي، وتدمير المنازل، واستهداف المدنيين، سوف تحرجنا مع العالم عندما تطالبنا المحاكم الدولية بتسليم مجرمي الحرب، وسنقف في حيرة من أمرنا بين التخلي عن السيادة أو التخلي عن العدالة.

نحن الآن في بداية حرب أهلية يقودنا إليها رئيس فاشل، متشبث بالكرسي، لا يكترث بأرواح أبناء اليمن، ولا يهمه أن تحترق البلاد والعباد، مادام أن دار الرئاسة في صنعاء سليم، ومطار صنعاء تطير منه الطائرات، وإذاعة عباس الديلمي قادرة على بث أغاني أوبريت براقا لمع، وقنوات اللوزي قادرة على امتاعه برقصة البرع. لا يهمه أن يموت جميع أهالي الضالع أو أن يبيد جميع سكان أبين، مادام آبار البترول تصب في جيبه، وهو يريد ان يعمد وحدته مرة أخرى بالدم وليس بالتضحية بالمنصب.

هذا الرجل لن يقاتل بنفسه من أجل الوحدة ولن يرسل أولاده، ولا أولاد أخيه، إلى أرض المعركة بل إنه يرسلهم حاليا إلى الخارج لمشاهدة سباقات السيارات، ولن يتردد في منع الجائفي وعلي محسن من السفر إلى الخارج لأنهما غير مستعدين الآن للدفاع عن وريثه غير الشرعي.

ورغم ذلك، مازالت الفرصة مواتية للخيرين من أبناء اليمن ليس فقط لمنع النظام من الإنزلاق في ارتكاب جرائم حرب ولكن لإنقاذ الوحدة نفسها، من رئيس غير مبال يتمنى له أصدقاؤه السقوط في أي لحظة، لأنه أصبح عبء كبير عليهم. الوحدة يمكن أن تبقى إذا ما تغيرت القيادة غير المسؤولة في صنعاء، ولا يمكن أن تستمر في ظل تجييش شعب الشمال ضد شعب الجنوب. وعلى عقلاء اليمن أن يدركوا أن استنجاد الرئيس بخطباء المساجد وتشكيل اللجان الشعبية للدفاع عن كرسي الرئيس تحت ستار الدفاع عن الوحدة، سوف يقودنا إلى حرب أهلية خطيرة من أجل هذا الكرسي الذي يسعى لتوريثه لأحد أبنائه أو إبقائه في اسرته، وهذا ما لا يمكن أن يحدث.

وأتمنى من عقلاء اليمن أن يتدارسوا الأمر الخطير الذي يقودنا إليه هذا الرئيس ومستشاروه، وأن يتوجهوا إلى دار الرئاسة في محاولة أخيرة طالبين من الرجل أن يضحي بالكرسي من أجل الوحدة بدلا من أن يضحي بالوحدة من أجل الكرسي، وهو ما لن يفعل، ولكن بعد ذلك فإن العقلاء في حل من أمرهم، وعليهم سحب بساط الشرعية منه لأن البلاد أغلى من كرسي الرئيس.