آخر الاخبار

صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي حماس تضع شرطين أمام العدو الصهيوني للتعامل بإيجابية مع أي مقترح يتعلق بغزة الداخلية السعودية تعلن إعدام يمنيين اثنين "تعزيرا"..وتكشف ما أُدينوا به - أسماء إعلام إيراني يتحدث عن سر الاستنفار الحوثي في الحديدة الاحتلال الحوثي يرفع وتيرة التصعيد في صنعاء - هدم منازل ومتاجر وطرد للتجار والباعة والمتسوقين حزب الاصلاح بمحافظة المهرة يحتفي بذكرى التأسيس واعياد الثورة ويدعو لاستعادة مؤسسات الدولة قيادي حوثي يجني شهريا أكثر من 190 مليار ريال من وكالات الشحن البحري مقابل عدم اعتراض سفنها التجارية في البحر أحد كبار القيادات العسكرية الأمريكية يسخر من تعاطي الإدارة الأمريكية مع مليشيا الحوثي في اليمن وزارة الأوقاف تبدأ عملية المسح الميداني لشركات النقل لضمان جودة خدمات النقل الأمن وراحة الحجاج مقتل عبد الملك الحوثي كيف سيؤثر على الحوثيين وإيران؟ .. تقرير أمريكي يناقش التداعيات ويكشف عن الخليفه المحتمل

ويظلُ أملُ الجنوبِ ألماً
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 4 سنوات و 4 أشهر و 13 يوماً
السبت 20 يونيو-حزيران 2020 07:30 م

مطلع الثمانينات كان زواجي وابن عمي ، عمي الذي مضت 10 سنوات على خطفه من قبل قوات التصفية والسحل والتدمير لكل جميل في الجنوب . 

ليلتها والسمرة التراثية تجري ، فقدت جدي ( رحمه اللهُ ) بين الحضور ، فذهبت أتفقده ، ووجدته في غرفة مجاورة ، مضطجعاً على جنبه ، وقد ملأ وجنتيه دمعٌ ، يردد " يا رب يا الله " ، التفت نحوي بغتة ، وكأنما عز عليه أن أراه هكذا ، فقال بحدة :" أيش جابك هنا ، رح أسمر مع الخلق " . إنَّها دموعُ مرارةٍ وقهر وأسى . 

في يوم كهذا تذكر ولدَه المخفي ، وجهله بحالته ، فغابت البسمةُ وحل محلها دمعٌ لم يرد أن يراه أحدٌ ، وفي خلوة أخذ يبث حزنَه لله وحده . 

وبعد شهرين مات جدي ، وفي قلبه جروحُ تساؤلٍ ، وندوبُ تفاؤلٍ .. أين .. لماذا .. هل ... ؟.

تذكرت هذا بعد أن طالعتُ مؤخرا بيانَ "رابطة أمهات المختطفين" اليمنية ، عشرات الأمهات يقفن أمامَ مقرِ التحالف العربي في مديرية البريقة بعدن ، يطالبن بالكشف عن مصير أبنائهن المختطفين منذ 2016م . ووفقاً للرابطة فقد ظلت إحدى الأمهاتِ تنتظر رؤيةَ اثنين من أبنائها المعتقلين منذ 4 سنوات ، لكنها توفيت قبل أسابيع دون أن تتمكنَ من رؤيتهما . 

وكشفت منظماتٌ دولية حقوقيةٌ عن وجود سجون سرية في عدن ، متهمةً الإمارات والقوات المدعومة منها بارتكاب جرائم تعذيب بشعة بحق المعتقلين .

 إنَّ ما يحدث اليوم هو تكرارٌ للمأساة القديمة ، وإن خادع البعضُ أنفسَهم بأنَّ ذلك ماضٍ قديمٌ ولن يعود . كيف لن يعودَ وها هو تحت نظرهم وسمعهم يتجدد كمدُ الأمهات والآباءِ ، وتعود حسرةُ الأطفال والزوجاتِ ، ويتكرر قهرُ الرجالِ . هل لكم أن تتخيلوا تلك الأمَ التي تأوي إلى فراشها ، وكالعادة تتذكر ولدَها ، فتتساءل ودمعُ العينِ يسابق آهاتها عن حاله ، تناول عشاءَه أم بات جائعا ، بخير أم يشكو علةً ، يرى الشمسَ ويتنفس الهواءَ ام في الظلمة والكتمةِ يحيا ؟. 

وتظل تتساءَلُ بحسرة وقهر ، فيهجرها النومُ وتتلبسها الكآبةُ حتى الفجر . لماذا يتقنُ ساستُنا نقشَ المآسي في قلوبنا ؟ . ولماذا يتفنون في رسم التعاسة على وجوهنا ؟ .

 خرجت بريطانيا فتأملَ الناسُ الخيرَ في ظل الحرية ، فأبى السياسيون إلا أن يجعلوه شرا لا يطاق ، وهكذا كلما شعَ نورُ أملٍ أطفأوه بحماقة التوجهات وعناد التكتلات وتبعية الولاءات ، وما مأساةُ يناير 86 ببعيدة .

ونحن نستقبل عيدَ الأضحى ، أوجه دعوةً لمن كان في قلبه مثقال ذرة من إنسانية ورحمةٍ ، من قيادات الانتقالي ومن يرعاهم من التحالف خاصةً ، ومن الحوثية والشرعية عامةً .. 

هلا حققتم أملَ الأمهات والآباء ، وكفكفتم دموعَ الزوجات والأبناء ، وأدخلتم السرورَ على بيوت عشعش فيها اليأسُ والألمُ ؟. بينوا مصيرَ أبنائهم ، أين هم إن كانوا أحياء ، أين قبورهم إن كانوا أمواتا ، أطلقوا سراحَهم إن لم يكن عليهم شيءٌ ، قدموهم للقضاء إن ثبت منهم جرمٌ . اليوم لا يريد أهلُهم منكم أكثرَ من ذلك ، وسيتقبلون الخبرَ مهما كان قاسيا ، فهو أجدى لهم من تعاسة التساؤل المُرِ كلَ ليلة ، ومن ذُلِ تسولِ الخبرِ عند بواباتكم كلَ يومٍ . فهل فيكم من يسمعُ ويعقل ويملك سلطةَ القرارِ ؟ ، أم ليس لكم من الأمر إلا ما لعبدٍ مملوك يترقب أمرَ سيدِه فيسارع في تنفيذه ؟. أم أنكم - ولاء له - لن تمانعوا بالتضحية بنصف أهلِكم وثلاثة أرباع وطنكم . 

مرددين بخنوع دامَ عزُك سيدنا .. وطال عمرُك أميرنا .. وعزَ مقامُك مرشدنا . شاهت الوجوه إن كنتم كذلك . فهل أنتم ....؟ ! .