الشيخ عبد الله صعتر في حوار مع مأرب برس
بقلم/ جبر صبر
نشر منذ: 16 سنة و 8 أشهر و 20 يوماً
السبت 09 فبراير-شباط 2008 05:36 م

•  كان الشيخ عبد الله رحمه الله رجل التوازنات في العلاقات الداخلية والخارجية

• إكراما له بعد وفاته والاعتراف له بالجميل أن يخلفه في رئاسة مجلس النواب أحد أبناءه

• الشباب هم من يعول عليهم وهم القوة في تنمية الوطن وأمنه واستقراره

هو رجل خطيب وداعية من الطراز الأول يصدع بكلمة الحق دون أن يخشى في الله لومة لائم , يقطع المسافات الطويلة بين مختلف المحافظات لنشر دعوة الله وتوعية المجتمع وغرس القيم والأخلاق ,, لكنه مستاء جدا من الوضع الراهن الذي وصلت إليه البلد وبذات الوقت يعول على الشباب في أن يعملوا على نهضة البلد وتنميته وأمنه واستقراره .

الشيخ عبد الله صعتر – رئيس الدائرة الاجتماعية للتجمع اليمني للإصلاح يجيب من خلال هذا الحوار العدد من الأسئلة : فإلى تفاصيل الحوار:.


حاوره / جـبرصـبر

 
• تحل علينا ذكرى أربعينية فقيد الوطن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر – رحمه الله – ما الأثر الذي تركه بعد رحيله ؟

 في الواقع كان الشيخ عبد الله بن حسين رحمه الله رجل التوازنات في العلاقات الداخلية والخارجية على حد سواء , ففي الداخل كان له دور كبير في تأسيس اللقاء المشترك وهذا أدى الى توازن في المعارضة وكان له دور كبير في العلاقة بين المعارضة والرئيس وهذا أدى الى تهدئة الكثير من التوترات بين الحكومة والمعارضة , وكان له دور كبير أيضا مؤثر في العلاقات القبيلة وقد كان الناس يعتبرونه شيخ مشائخ اليمن كلها وليس شيخ حاشد وحسب , وقد كان اليمنيون يعتبرونه أبا للجميع , كما كان له دور في تحسن العلاقات بين اليمن ودولة الكويت الشقيقة وكذلك الأشقاء في المملكة العربية السعودية وأدى ذلك الى علاقة طيبة وإيقاف الكثير من محاولات شياطين الأنس لإثارة المشاكل خاصة فيما بيننا وبين الأشقاء في السعودية الذين تربطنا العلاقات بهم منذ أيام أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وقبيلة جرهم اليمنية التي سكنت جوار الكعبة وتزوج إسماعيل عليه السلام من هذه القبيلة ثم الى أيام الأنصار الذين آووا الرسول علية الصلاة والسلام والمهاجرين من مكة , ثم بعد ذلك الى التاريخ الحديث فكان له دور طيب في تحسن العلاقة , ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعوضنا خيرا وان يجري الخير الذي كان يقوم به على يد خلفه الشيخ صادق بن عبد الله وإخوانه , كما كان له دور أيضا في دعم الصمود الفلسطيني في وجه الغطرسة الصهيونية في اكثر من ميدان منها دعم جمعية الأقصى ودعم مؤسسة القدس ودعم الاخوة في فلسطين في مختلف الاتجاهات سواء في موقعه السياسي أو المالي كما كان سند للجمعيات الخيرية التي تقوم برعاية الأيتام والإغاثة عند الطوارئ وكفالة الأسر الفقيرة وتزويج العازبين , وكان من أنصار الحركة الإسلامية في اليمن منذ بداية نشأة جماعة الإخوان المسلمين في وقت كثرة فيه الرايات التي تنادي بالقومية أو الأممية أو العلمانية , فاختار هو التيار الإسلامي وكان من أنصار هذا التيار من أيام الزبيري رحمه الله وما تلاه الى أن تحقق على أيدي الثوار نجاح الثورة ثم وهو يرأس المجلس الوطني تحقق الدستور الإسلامي الصافي الذي كفل الحقوق والحريات ثم أدوار الكبيرة في الوحدة المباركة والحفاظ عليها ودوره في مناصرة القضايا المطلبية التي تحقق منها ما أمكن , ونسال الله أن يغفر له وان يرحمه .

• كيف تنظر الى مستقبل اليمن وعلاقاتها الخارجية في ظل غياب الشيخ عبد الله ؟

• لاشك انه بغياب الشيخ عبد الله افتقد اليمن رجل من رجالات الخير والصلاح والإصلاح ونعتقد أن غيابه له اثر كبير في الداخل والخارج والدليل على ذلك ما حدث من أحداث منذ أن ابتلاه الله بالمرض الى الآن ,, فلاشك أن في غيابه له أثر الكبير ونأمل أن لا يؤدي غياب الشيخ عبد الله الى تفاقم الأزمات والمشاكل وان يحافظ العقلاء على ما أنجز في حياته وأسس له من علاقات طيبة ونأمل أن تستمر وخاصة مع إخواننا في الكويت الشقيقة والسعودية الشقية كما نأمل أن تكون العلاقة أقوى وان يحافظ الإنسان عليها ويقويها وينميها لما فيه خدمة الأمة العربية والإسلامية ولما فيه خدمة اليمن جميعا فان قوة العلاقة ومتانتها مع أشقائنا في جميع العالم الإسلامي كله دون استثناء يحقق الخير الجميع . نأمل أن لا يضيع شيء من جهوده سدى وأسال الله أن يحفظ هذه العلاقة من شياطين الأنس التي يحاولون تعكيرها .

• في آخر جلسة له اجل مجلس النواب اختيار رئيسا له خلفا للشيخ عبد الله إلى الاثنين القادم والمؤتمر اجمع على الراعي .. بوجهة نظرك هل يعتبر كشخصية الشيخ عبدالله ويكون أهل لذلك المنصب ؟

• أن يوجد الذي يحل محل الشيخ عبد الله بنفس الكفاءة في إدارة المجلس بما هناك من قوى سياسية سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة ويصل إلى تلك الكفاءة فقد يحتاج الى وقت تجربة الشيخ عبد الله التي ليست كتجارب الآخرين فمن أيام المجلس الوطني ومن زمان الى اليوم كان له تجربة طويلة , وتجربته السياسية من قبل الثورة والمدة الطويلة وأحداث الثورة وأحداث المشاكل الطويلة والانقلابات العسكرية والصراعات الدامية والتشطير وغيرها تلك تجربة طويلة , لكن نقول أننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن تكون رئاسة مجلس النواب لمن هو أهلا له ويحقق الخير .

• لماذا لم يطرح أن يخلفه أحد أبناءه في رئاسة مجلس النواب ؟

• لاشك أن فيهم من هو أهل لمثل هذا غير أن الأغلبية هي التي ستحسم الموضوع, فالموضوع يرجع الى الأغلبية وإلا فانه من إكرام الشيخ عبد الله والاعتراف له بالجميل أن يكون أحد أولاده خلفا له في هذا المكان .

• برزت مؤخرا خلافات بين أعضاء مجلس النواب من المؤتمر الشعبي العام على رئاسة المجلس فبما تفسر ذلك ؟

• ربما قد تكون امتداد لخلافات في اللجنة العامة والدائمة , لكن ما هو التفسير لا ادري .. وأنا في نفسي ما احب أن أتتبع خلافات الآخرين , بالعكس أنا شخصيا أتمنى لو أني أستطيع أن يكون لي دور في التأليف فأنا احب الإلفة في داخل كل تنظيم سياسي والإلفة بين التنظيمات السياسية ولا أحب التفريخ واكره ذلك , وهي سياسة سيئة جدا للغاية سواء لمصلحة البلد أو لمصلحة التنظيم الذي فيه الخلاف وكل ما كان هناك الفة كان هناك استقرار سياسي وتنمية افضل وكل ما كان هناك صراعات كل ما كان هناك محاولات من داخل كل جناح من التنظيمات لإفشال الثاني ومحاول من كل تنظيم أن يفشل الآخر وبالتالي سيكون فشلا للبلد بأكمله , فأنا أتمنى أن لا يكون هناك صدامات وخلافات .

• هل ترى من أهمية بالغة لمجلس النواب في تحسين وضع البلد والمعيشة للمواطنين ؟

•الواقع المجلس جزء من تركيبة وليس هو كل شيء , وهو فعلا قد يكون عنده قدرة على الرقابة والمحاسبة إذا كان هنالك حيادية حقيقية لكن عندما يكون المجلس والعضو فيه يرتبط بسياسات معينه خارج المجلس ولا يستطيع أن يعطي فيه رأيه المستقل من ملئ هذه السياسيات , اعتقد انه من الصعوبة أن يحافظ الإنسان على مصلحة البلد بذلك , بالعكس بدلا من أن يساعد على حفظ مصالح البلد يكون مساهم في تدميرها فالسبب هو الارتباط بسياسيات معينه خارج المجلس وهم عضو المجلس انه يمثل تنظيم معين لا يمثل الشعب وبالتالي فهو يميل مع التنظيم حتى وان كانت القضية تمس صالح الأمة . والأصل أن يكون مع مصلحة الوطن لانه اقسم يمين وعاهد الله أن يكون محافظ على مصالح الشعب والدستور والنظام الجمهوري وحقوق الناس وأقسم قسم شديد مره , فيكون ارتباطه بشيء من خارج المجلس فيصبح الذي بالمجلس دوره في تنفيذ ما يملئ عليه من خارج المجلس .

• تردد مؤخرا وعلى لسان النائب عبد الرحمن بافضل في تصريحاته الصحفية حسب ما أكد له رئيس الوزراء ووزير المالية أن هناك جرعة جديدة قادمة .. أين يكمن دور الإصلاح خاصة والمشترك عامة في التصدي لهذه الجرعة ؟

• أولا أنا اعتب على الدكتور عبد الرحمن بافضل الذي نعتبره من المثقفين والمجربين , كيف وقع في هذا الخطأ؟ أن رئيس الوزراء اخبره أنها ستكون جرعه, طيب وهذا الذي نحن فيه ما هو؟ ارتفاع سعر السكر والأرز وحليب الأطفال والملابس وكل شيء حتى الأشياء الصغيرة أليست جرعة؟ , فأنا استغرب من تصريحات بافضل ولا ادري هل يتعامل مع صاحب بقالة ويشتري أشياء ؟ وما ادري أين يعيش الدكتور بافضل نفسه حتى يقول انه اخبره رئيس الوزراء أنها ستكون جرعة ,. فالجرعة نزلت قبل أسبوع يوم أعلن التلفزيون الرسمي اليمني أن مجلس الوزراء يعتب على المشترك ويكذبه على قوله أن هناك جرعه وكل شيء ارتفع بنفس اليوم . فهل هذا لا يعتبر جرعه ؟ إلا إذا كانوا يقصدون أنها ستكون هناك جرعه لا يستطيع أن يعيش معها أحد فهذا ممكن .. أما الجرعة التي تتعب الشعب وتمرضه وتسبب له الأمراض كسوء التغذية كأن يصل سعر الأرز الى 10 آلاف فاعتقد أن العملية غلطة وقع فيها بافضل ويصححها ويقول أن الجرعة قد نزلت عند نزول البيان لكن لا يزال وراها آلاف الجرع تواصلا , لو قال أنها ستنزل تواصلاً كجرع العلاج كان افضل .

• ما دور المجتمع ودوركم كدعاة وخطباء مساجد في السعي للحد من تدهور الأوضاع الحالية الى أسوء مما هي عليه ؟

• في الحقيقة الخطباء الآن وفي ظل القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت ورسائل التلفونات القصيرة وفي ظل الصحافة التي أغرقت السوق , يبقى الخطيب عندما يتكلم ستقف كل هذه الموجه مهرجة مصفقة ويظل التلفزيون 24 ساعة تهريج وهو في الأسبوع يخطب نصف ساعة لمن حضر في أول الخطبة , اعتقد انه يوجد نوع من التناقض بين ما يقوله الخطباء وما يحدث , ونحن لا ننسى انه ما حدث أيام الانتخابات حيث تأثر الكثير أن اليمن ستتحول صومال إذا لم يفوز المؤتمر وستحاصر اليمن مثل فلسطين وستضرب أمريكا اليمن وتقول إرهاب , لاشك أن ذلك اثر على الناس في الانتخابات , لكن على كل حال لا يعفي ذك الخطباء في الجهد من مواصلة المحاضرات والندوات دون كلل ولا ملل ودون استسلام واقع والخطيب كالطبيب لايياس من علاج المريض ويحاول أن يصمد في وجه المرض , والواجب على الخطباء أن يستمروا حتى يموتوا أو يموت الشعب , لان الشعب عندما تكلمه ويقول ينفع أو لا ينفع هذا ليست مسؤولية الخطيب , ونحن سنستمر وننادي الخطباء أن لايياسوا ويتأثروا بالذين يخطبون بالإيجار , فخطيب الإيجار حتى وان سرقوا بيته أو سيارته ممكن يعوض ويقول البلد في أمان وفي استقرار .

• بوجهة نظرك الى متى سيستمر الوضع الحالي للبلد من سيئ الى أسوء وما المعالجات التي يمكن اتخاذها لاصلاح الوضع ؟

• أولا يقول الله عز وجل " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " فنرجع أولا للقران الكريم والسنة المطهرة لنجد فيها المخرج وبعد ذلك نقول رأينا في الآليات لكن كمنهج الحل الوحيد هو تطبيق منهج الله عز وجل , عندما تقطع يد السارق ويقام حد الحرابة ويقام العدل في توزيع الثروة والعدل في التوظيف والمشاريع وعندما تقوم دولة مؤسسات عند ذلك اعتقد أن البلد ستتطور , لكن نقول أن البلد ستتطور في ظل نهب الثروات والعبث بالمشاريع والدرجات الوظيفية التي تباع وشهادات علمية ورتب عسكرية وترقيات وظيفية تباع , وظلم واضطهاد ونهب لاراضي الفقراء والمساكين فهذه فوضى عارمة , قروض تغرق البلد وكل عام قروض وكل ما قلنا المديونية بتنزل رجعت , ونتقول اليمن حققت كذا وكذا وعملت في نادي باريس وبعدين يقولون الدول المانحة جاءت , أصبحت البلد مثل جهنم يوم نقول لجهنم هل امتلئتي وتقول هل من مزيد ,فخلاص بطون الفاسدين ابتلعت البترول والغاز والجمارك والضرائب والمساعدات والأسمنت , وبالتالي فان المسالة هي عبارة عن معادلة لايمكن التغيير إذا لم يتم تغيير الفاسدين فلن تتم تنمية البلد ولا أمن ولا استقرار حتى وان تحول البحر الى بترول والجبال الى ذهب وهي بيد فاسدين لايمكن أن تصلح هذه البلد لان الله عز وج يقول لا يصلح عمل المفسدين , فالمعالجات تغيير الفساد مع المفسدين لان الفساد ليس أشخاص وحسب الفساد عبارة عن أنظمة ومؤسسات خاربة , والمطلوب إصلاح إداري ومالي في آن واحد , ولا يصلح الانتقاء والمطلوب برنامج متكامل , وهناك فساد سياسي عندنا سيستخدم الحزب الحاكم الجيش والإعلام والخدمة المدنية والمشاريع وكل شيء وقت الانتخابات طبعا بهذه الصورة في إصلاح البلد يعتبر نوع من الوهم أو أسطورة من الأساطير الخرافية .

• أين يكمن دور الشباب اليمني في العمل على تحسين وضع البلد ؟

• الأمر هو في النهاية يدور حول الشباب , لأننا عندما نرى شباب ملتزم بامر الله وصادق ومخلص لله سبحانه وتعالى ينطلق من ذلك وسلوك مستقيم سيكون منفعة للبلد وإصلاح الأوضاع في كل الميادين فمن يخاف الله لن يسرق ولن يقتل ولن يؤذي جاره ولن يكذب ولن يغش لن يأكل حقوق غيره , بذلك فان الأمور ستنضبط , فعندما نرى الشباب يتجهون نحو ذلك فان المستقبل يبشر بخير,لكن عندما نرى الشباب ينغمس في الشر فان المستقبل لا يبشر بخير ,أما كبار السن فهي أيام قليلة فمننا من اصبح عنده سكر وعنده ضغط وتكون آخر أيامنا , أما الشباب فهم اكثر عطاء منا وانتظام والتزام .

• ما تفسيركم لما يحدث في غزه وما تقييمكم لمواقف الشعوب العربية وحكامها في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ؟

على أية حال بالنسبة لجامعة العربية والرؤساء العرب المسالة محسومة ليست أول تجربة , من جنين الى مذابح صبرا وشاتيلا وقضية الصومال وبعدها احتلال الكويت وبعدها العراق والسودان ركام كثيرة والعرب أين هم ؟ فالعرب اصبحوا كالمتفرجين كمتفرجي لاعبي الكره فقط , لكن كدور في النتيجة ليس لهم مساهمة وانما هم متفرجون , قضية فلسطين أنا اعتقد لو أن العرب فعلوا اتفاقية مكة والقاهرة ودعموا تمكين ما أنجزه الاخوة في مصر والحقيقة كان لهم دور في تأليف الفصائل الفلسطينية والاخوة في السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين بالحضور والتأييد لإنجاز اتفاق مكة , لو تم تفعيل هذه الأمور جيد , أما الشعوب العربية لاشك أن هناك تعاطف لكن لم يصل الى حد الدعم القوي الذي يفك المشكلة ويحلها , ولكنها إسعافات أوليه , ونحن نتكلم عن كساء وغذاء ومواجهة حرب , وكل مسلم في العالم عليه أن يفكر بهذا التفكير أن هناك مليون ونص شخص بحاجة الى غذاء ودواء وملابس والتعليم والماء والكهرباء وجميع الاحتياجات إضافة الى الحرب , وهم يحتاجون الى مضاعفات كل ما زادت إسرائيل في غطرستها . ونحن نشيد كل من سيقف ويتعاون مع الشعب الفلسطيني لأي طرف كان .