عدن: ضبط مواد متفجرة بالقرب من ديوان الهيئة العامة للأراضي بكريتر صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي حماس تضع شرطين أمام العدو الصهيوني للتعامل بإيجابية مع أي مقترح يتعلق بغزة الداخلية السعودية تعلن إعدام يمنيين اثنين "تعزيرا"..وتكشف ما أُدينوا به - أسماء إعلام إيراني يتحدث عن سر الاستنفار الحوثي في الحديدة الاحتلال الحوثي يرفع وتيرة التصعيد في صنعاء - هدم منازل ومتاجر وطرد للتجار والباعة والمتسوقين حزب الاصلاح بمحافظة المهرة يحتفي بذكرى التأسيس واعياد الثورة ويدعو لاستعادة مؤسسات الدولة قيادي حوثي يجني شهريا أكثر من 190 مليار ريال من وكالات الشحن البحري مقابل عدم اعتراض سفنها التجارية في البحر أحد كبار القيادات العسكرية الأمريكية يسخر من تعاطي الإدارة الأمريكية مع مليشيا الحوثي في اليمن وزارة الأوقاف تبدأ عملية المسح الميداني لشركات النقل لضمان جودة خدمات النقل الأمن وراحة الحجاج
تثير محاولة اغتيال باسندوه الكثير من الأسئلة والتساؤلات ، أهمّها.. لمصلحة مَنْ .. ومن يمكن أن يقف وراء ذلك ؟ وبالطبع ، فإنني لست بصدد الإجابة عن هذه التساؤلات.. ربما لأن ذلك هو عمل الأجهزة المختصة التي لم تقل شيئا حتى الآن ولا يبدو أنها سوف تقول ! وإذا قالت فلن تفعل شيئا.. وإذا فعلت فإن النتيجة ستسكن كالعادة في بئر الغموض والإبهام.. والنسيان !
وإذن ، فما الذي يحفّز واحدًا مثلي على الإهتمام وعلى غيرعادته بهكذا حادثة وهكذا شخصية ؟ .. ما حفّزني ، سببان رئيسيان في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ اليمن : أولهما.. أن باسندوه يكاد أن يكون المدني الوحيد في الثكنة السياسية اليمنية الهائلة الان ! ليس بمعنى عدم انتمائه الحزبي على الطريقة اليمنية البائسة فحسب.. بل في قطيعته النهائية ايضا مع المناطقية والجهوية رغم انتمائه لعروس المدائن اليمنية .. عدن . أما السبب الثاني لاهتمامي فهو أن الرجل وحدويّ يمنيّ لم تغيّر عقيدته الوحدوية عواصف الايام وقواصف العهود منذ ستين سنة على الاقل قضى معظمها في صنعاء منذ وصلها هاربا بُعيد منتصف ستينيات القرن العشرين ! لم يذهب الرجل الى دول الخليج كما فعل كثيرون من ابناء عدن ومثقفيها من شريحة التكنوقراط الاداري والسياسي الراقي كي يبحث عن من يكفله هنا أو هناك ! بل هاجر إلى شطر روحه الآخر صنعاء محمّلا بحلم الوحدة .. وهانحن الان ويا للهول نكتشف معادن الرجال ونعرف الوحدوي من غير الوحدوي.
مدنية باسندوه الساطعة ووحدويته الناصعة تثيران إعجابي باستمرار .. وكلما تهافت او تساقط البعض أمام اغراءات السياسة أو غوايات النخاسة في سوق يشتعل بالمزايدات ويحترق بالمضاربات .. زاد إعجابي بالرجل وإصراره على رؤيته ورؤياه . أن تكون مدنيا ووحدويا في هذا الزمان ! فأنت غريب الوجه واليد واللسان ! حتى بين أبنائك الشباب . وحتى حين يحاول البعض اغتيالك فإن أحدا لا يأبه ! بينما تقوم القيامة لان أحدهم غادر البلاد حانقا ! وكأن البلاد تحت إبْطه والعباد في ممتلكاته ! يضع الحلول ويستمع إليه الجميع وهو الذي لم يقرأ كتابا واحدا في حياته ! .. كل ما لديه أنه غير مدني وغير وحدوي ! فياله من رصيد ويالها من قيمة !
إنّ آخر ما يمكن أن أفكر فيه أن أتحدث عن واحد من الناس باعتباره رئيسا للوزراء ! في حكومة إئتلافية أو خلافية .. وبالنسبة لباسندوه فإن حكومته لا تغري أحدا بالحديث عنها ! ولاسباب لا يد له فيها كما أظن ! فالشراكة السياسية على الطريقة اليمنية وفي كل الاوقات كانت شرَكاً للوطن وحفرة للمواطن ! وكانت قبل ذلك وبعده فخّاً لمن يريد أن يُنجز .
الكل في اليمن يغني على ليلاه .. بينما ليلى وحيدة كئيبة على قارعة الطريق ! وهكذا ، نرى الشعب يذوى بالاهمال واللا مبالاة ويتساقط بالمرض والجوع والظلام .. بينما النخب السياسية تتناهش نُتف التقاسم مثل أسماك القرش ! في بحر متلاطم لاتلوح شواطئه أو تهدأ أمواجه !
لابدّ أن أشير مرّة أخرى الى أن القيمة وفق معايير أضعها هي ما يثير إعجابي .. مثلا ، .. لم ترِدْ على لسان باسندوه يوما كلمات مثل أقاليم أو تقسيم الثروة والسلطة والفيدرالية والدولة الاتحادية وفيفتي فيفتي ! بينما تساقط الرجال الكبار وتهاوت القامات تحت غواية مسايرة صخب الشارع وأزقة السياسة في اليمن . اما باسندوه فلم يفعل .. ربما لانه واثق بالخبرة والتجربة والمعرفة أن المشكلة ليست هنا ! إنها ببساطة تكمن في الفساد المركب والنهب المرتب وعدم إحترام القانون .. وتكمن في صانع القرار حين يعتقد أن وطنا بكامله هو مجرد ضيعة في أملاكه .
كنت احب للشباب في مؤتمرهم أن يستمعوا لرجلٍ على مشارف الثمانين كي يتأملوا قصةً جديرة بأن تُروى قبل أن يرفع بعضهم صوته احتجاجا غاضبا وعنيفا لمجرّد أن اشار باسندوه للوحدة اليمنية ! أليس هذا هو الارهاب بعينه ! رغم أنني لا ألوم الشباب بل ألوم النخبة الخائبة الدائخة التي كرّست بالإلحاح هذا الجهل ، وزيّنت بالصمت هذا الجنون !
أتمنى أن يذكّرني أحدٌ بوجود مدني وحدوي واحد في قلب السلطة الان أو حتى في أطرافها !.. قد تجد مدنيا غير وحدوي .. أو وحدويا غير مدني ! أو مدنيا وحدويا بينه وبين نفسه ! وما أكثر هذه النوعية مثل اصنام لا تنطق .. وفي كل مرّة أرى فيها هذه الوجوه البليدة الصامتة أتذكر بيت المتنبي : أسيرُها بين اصنامٍ أشاهدُها .. ولا أشاهد فيها عفّة الصنمِ !