الشهيد القشييبي .. سيكون وداعا يليق بالأبطال
بقلم/ مصطفى حسان
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 14 يوماً
الثلاثاء 22 يوليو-تموز 2014 06:35 م

لم يكن استقبال جثمان الشهيد العميد القشيبي إلا استقبالاً لجثمان وكرامة الجيش اليمني!

فمن سلموه وخذلوه كانوا في الصفوف الأولى لاستقبال جثته الطاهرة، وهم بعيدون كل البعد عن الخجل من التفريط باللواء 310، وتسليمه إلى مليشيات مسلحة محملة بأحقاد الماضي هذه المرة بلباس عسكري بعد أن تم ترويضها في صعدة، ولذلك فلا غرابة أن يظهر القائد الميداني لميلشيات الحوثي علي الحاكم بعد ايام من اسقاط اللواء310 وهو يقدم تمرات الإفطار إلى الجنود الذين حلو مكان اللواء 310 وأصابعه لا زالت ملطخة ولم تجف من دماء زملائهم!

تضاربت الأنباء حول مصير اللواء القشيبي غير أني ادركت أنه فاز بكرامة طالما تمناها وهو يمشي بعكاز اطفأ نار المجوس الملتهبة في المناطق الشمالية على مدى الأعوام الماضية، وكان وفياً بوعده عندما اطلقه للتأريخ " واهم من يضن أننا سنستسلم.. سأقاتل ومعي كل الشرفاء وسنموت على ساحات الشرف"

وبالفعل لقد نال شرف الشهادة وكشف مدى الرعب الذي كان يعاني منه الحوثي عندما اطلق عليه اكثر من 60 رصاصة..! كان العميد لا يؤمن إلا بالوطن عندما آمن غيره بالولاءات.

حاولت جهات حكومية التستر على الصفقة المكتوبة بحبر الخيانة التي تمت برغبة دولية بالقول بأن اللواء متمرد على قرارات الرئيس، غير انها مجرد اشاعات لا وجود لها فلو كان متمرداً كان رئيس الجمهورية يستطيع اقالته بقرار جمهوري، دون أن يجعل مليشيات مسلحة تضع كرامة الجيش في التراب!

لكن تلك الفقاعات لم تكن إلا محاولة للتستر بعد أن عرف الشعب اليمني خيانة وزارة الدفاع وتفريط الدولة باللواء 310 وتقديم جنود اللواء مع القائد كبش فداء لإرضاء سياسات خارجية.

قبل سقوط اللواء تحدثت مصادر أن الرئيس هادي طلب زيارة إلى المملكة لكن طلبه لم يحصل على القبول كون اللواء ما زال متواجداً على ساحة عمران بعد أن سقط اللواء وبساعات قليلة وبصورة مفاجئة وصادمة للشعب اليمني الرئيس هادي يصل الرياض ! ولا يزال البحث جاري عن سبب الموافقة بعد الرفض وبهذه السرعة.

لقد ارادت المملكة ضرب اللواء فهي تعتقد أنه احد اذرعه الإخوان ولم تنظر أنه احد الوية الجيش اليمني!

لا سيما وهي تسعى لضرب كلاً من الإصلاح والحوثي بعصى واحدة ولا تدرك أنها تقوي بذلك مليشيات ترى قتل السني قربة إلى الله ..!

الحديث عن حيثيات مقتل الشهيد البطل تحتاج مساحات، فهي لحظة فاصلة لها سلبيات ستنعكس على الجمهورية.

إن استشهاد العميد القشيبي ذكرى تكتب في جبين التأريخ وسوف تتناقلها الأجيال وتخلد في قلب وطن مغدور أما الجبناء فلا وطن لهم.!

دعونا نتساءل هنا بعد وصول جثمان الشهيد البطل هل سيكون تشييعه يليق بشهيد بحجم الوطن؟ أم أن وزارة الدفاع ستتعمد تجاهل تشييعه خوفاً من الأمواج البشرية التي ستحظر لتودع أحد ابطال الجمهورية؟

اتمنى أن يتم تحديد يوم يتم فيه تشيع الشهيد وأن يكون ذلك اليوم يوماً مشهوداً لتعرف القيادات العليا كم حجم المواطنين التي خذلتهم!

سيكون وداع يليق بالكبار وسيخلد التأريخ أن الجبناء لا يمكن أن يموتوا ابطالاً.