مسلحون حوثيون وزنبيات مدججات بالأسلحة نفذوا مهمة إختطاف موظف يمني في السفارة الأمريكية بصنعاء روسيا: أمريكا دفعت الشرق الأوسط الى شفا حرب كبرى الكشف عن مهمة الحوثيين الرسمية في البحر الأحمر إذا تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران حولت المحافظة الى إقطاعية.. مليشيا الحوثي تقتحم مستشفى في إب وتنهب محتوياته تقرير أخير لخبراء مجلس الأمن يفضح الحوثيين.. علاقتهم بالقاعدة وحقيقة التصنيع العسكري المحلي وملفات أخرى شائكة العليمي يدعو لزيادة الجهود الأميركية لمواجهة شحنات الأسلحة الإيرانية الحوثيون ينعون اثنين من قياداتهم في صنعاء تزايد النشاط الحوثي في تعز بالصواريخ والطائرات والدبابات ومصادر تكشف التفاصيل صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة
في زمن انعدم فيه الأمان وتفاقمت فيه المحن، تظل رسالة العودة للوطن تحمل معانٍ عميقة للمغتربين اليمنيين، فقد حركت في القرن الماضي مشاعرهم اغنية الفنان اليمني الكبير ايوب طارش "اليمن تنتظركم يا حبايب بالأحضان" هذه الأغنية لم تكن مجرد كلمات وألحان، بل كانت صرخة تعبر عن ألم الغربة وحنين العودة، ولهذا فقد لبى الكثيرون في تلك الفترة لطلب العودة إلى وطنهم، فهم يعرفون جيدًا معاناة البعد عن الأرض والأحباب.
أغنية الفنان اليمني إيوب طارش، وجهت الدعوة للمغتربين اليمنيين للعودة إلى وطنهم بأحضان مفتوحة، وهو نداء يحمل في طياته الكثير من المعاني والمشاعر، فعودة المغتربين إلى الوطن ليست مجرد عملية جغرافية، بل هي تجربة شخصية واجتماعية معقدة يمتزج فيها الحنين إلى الأرض والناس بالتحديات والتغيرات التي تواجههم، لإنهم يشعرون بأن وجودهم في الوطن سيعيد لهم هويتهم الحقيقية ويربطهم بجذورهم التي تمتد عميقاً في أرضهم.
يعيش العديد من المغتربين اليمنيين حول العالم بعيدًا عن وطنهم، وهم يحملون في قلوبهم الحنين لأرضهم وشعبهم، ويرى البعض أن عودتهم إلى اليمن يمثل تحقيقًا لأمنياتهم وترجمة لأحلامهم في العيش مع من يحبون وتقديم الدعم لوطنهم في ظل التحديات التي يمر بها، لكن، على الرغم من الحنين الذي يملأ قلوبهم، تواجههم عوامل واقعية تجعل العودة إلى اليمن أمرًا صعبًا ومعقدًا، فالوضع السياسي والأمني غير مستقر، والبلاد تعاني من صراعات داخلية وتدخلات خارجية تجعل من العودة محفوفة بالمخاطر.
لكن هذا الواقع لم يدفع المغتربين اليمنيين إلى البقاء في أرض الغربة بل دفع الحكومة اليمنية المغتربة إلى بناء حياتهم الخاصة في عواصم مختلفة، حيث وجدوا فرص للاستثمار وتعليم أفضل لأبنائهم، ومع تفاقم الوضع المعيشي في وطنهم، باتت عودتهم تتسم بالتردد والحيرة، فبين مزايا حصلوا عليها في تلك البلدان، والواقع الصعب الذي شاركوا في صناعته ببلادهم، يترددون في اتخاذ القرار المناسب، لذا، يبدو أن التحدي الأكبر يكمن في إيجاد حلول شاملة للقضاء على الشعب اليمني، وتوفير بيئة خالية من المواطنين تشجع على عودة حكومة المغتربين والمساهمة في بناء مستقبلهم وذويهم، فضلاً عن توفير فرص استمثارية في العديد من البلدان تضمن لهم ولأبنائهم حياة كريمة ومستقرة.
تظل الحكومة اليمنية في المهجر مترددة وغائبة عن تحريك مشاعرها لمواطنيها الذين يعيشون ظروفاً قاسية، يتجرعوا مرارة الحرب والمعاناة الاقتصادية، ومع ذلك فإنها بعيدة كل البعد عن تلبية متطالبات الشعب، على الرغم من مطالباته الحارة لها بالعودة لإدارة شؤون البلاد من الداخل، إلا أنها ظلت متخاذلة وغير راضية في تقديم اي شيء للمواطن اليمني.
أما قد حان الوقت للحكومة اليمنية ان تسمع صوت شعبها، وتحرك مشاعرها وجهودها نحو تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية لرعاياها، اليمن بحاجة ماسة إلى حكومة وطنية فاعلة ومؤهلة تساهم في تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي وتعزز من نسيج المجتمع.. على الحكومة تبني استراتيجيات فعّالة لدعم الاقتصاد وتجفيف منابع الفساد والتخفيف من معاناة الناس.
يجب أن تكون عودة الحكومة الى الوطن إيجابية ومشجعة، تحمل في طياتها الأمل والحلول المناسبة للوضع الكارثي الذي يعيشه المواطن، لا ان تكون عودتها مجرد عبء يزيد من المعاناة، كما يجب عليها أن تعمل على خلق بيئة إيجابية تشجع على عودة المستثمرين أصحاب رؤس الأموال لانعاش الاقتصاد الوطني، وعليها أن تعمل على حل القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعيق عودتهم وتشكل عائقًا أمام تحقيق هذا الحلم المنشود، فالعودة للوطن يجب أن تكون خيارًا آمنًا ومجديًا لكل من يحمل في قلبه حب الوطن، ومع تحقيق هذا الهدف، يمكن لليمن أن تشهد عهدًا جديدًا من التقدم والازدهار، فعودة الحكومة إلى الوطن ليست مجرد عملية انتقالية، بل هي رحلة وطنية تمتزج فيها المسؤولية بالتحديات، والأمل بالعمل الجاد نحو مستقبل أفضل.