صعدة..فنجان الدم
بقلم/ صحفي/عابد المهذري
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 14 يوماً
الأربعاء 16 سبتمبر-أيلول 2009 09:45 م

*سأكتب عن حزني وأوجاع الناس. عن صعدة والوطن مفقوء العين. عن أهلي هناك.. عن الأصدقاء والأحبة.. عن الحرب الملعونة وهي تنقضُّ كوحش جائع يغرس أنيابه ببشاعة في كبد الضحية.

نيران الاقتتال "السياسديني" هي الوحش ونحن الضحايا.. نحن أبناء اليمن جميعاً.. وكلنا مواطنو محافظة صعدة.. المحافظة التي ما أنْ تتماثل جفونها الواجفة للحظات آمنة حتى يقض مضجعها دوي قذيفة مدمرة.

وأنَّى لجفون صعدة أن تغمض في هدوء وطمأنينة؟ أنَّى لأهلها الخروج من منازلهم صباحا والعودة مساء بسلام؟؟ أنَّى لضحكات الأطفال أن تعاود تلوين القرى وأن يعود عناق الفلاحين مع عصافير المزارع حاراً كما كان؟؟ أنَّى للأمهات النوم بلا قلق على فلذات الأكباد؟؟ أنَّى للصعديين الحياة بلارئتين وعينين وقفص صدري؟؟ أنَّى للأحياء هناك والاحساس بالوجود على قيد التنفس؟؟ أنَّى لصعدة أن تعود لصعدة؟؟ وعجوة العقل لم ترجع بعد إلى مجانين الاحتراب؟؟

*لا داعي للتذكير بما مضى في خمس حروب سابقة..ولا طائل من استعراض عضلات القراءة والتحليل السياسي عما يدور حالياً في النسخة السادسة من معارك النزيف الدامي.

بصراحة: أشعر بالخجل يصفعني يومياً على مدار الساعة.. أستحي من نفسي كلما وجدتني أعيش مرتاحاً -هذه الأيام- في صنعاء ومحافظتي تحترق.. استحي من قلمي كلما هدهده هاجس الكتابة فيتسمر كـ"الأبلة" بين أصابع ترتجف خوفاً.. أستحي من روحي عندما لا أجد غير الدموع –شيئاً آخر- أبدد به وحشة التأمل لأوضاع مأساوية آلت إليها أرضي وديرتي. وهل أملك شيئاً غير الدموع؟!

ربما الكتابة بمداد القلب قد تكون البديل المناسب.. لكن بكاء القلوب الثكلى يظل هو الصوت الأقوى.. الكلمة الأعلى.. التعبير الأوضح.. الدعاء المستجاب. إنه الأنين.. الزاد اليومي لسكان صعدة.. إفطار النازحين.. وسحور المحاصرين.. قوت المشرد وفتات الغائب البعيد.. ولا شيء غير الأنين والنحيب يمكن الإصغاء إليه.. سوى هدير المقاتلات الحربية.. أزيز الرصاص.. ضجيج المدافع.. جلجلة الجنازير.. وتهليل الجنائز.

لقد انفطر الفؤاد وارتوى التراب بالدماء.. لقد شبعت المقابر.. واكتفى عزرائيل بما قطف من خيرة الأغصان.. فلماذا هذا الإصرار على إهدار الثمار؟!

*قد يكون من غير اللائق حشو هذه السطور الإنشائية بتفاصيل ذات ارتباط شخصي.. وإن كنت أراه مناسباً –إلى حد ما- مدخلاً يستخلص صور المعاناة ولا يلخصها.. مع أن مصيبتي -مقارنة بمصائب الآخرين- أهون وأخف إلى أبعد مدى..

ويبقى استحضار التفاصيل كفيلا باستحواذ الحيرة على كل الحواس.. فكيف أقص فواجعي ومن أين ابتدئ.. أمن وسط منزلي المكتظ بالتوجُّس ودعوات النجاة؟ أم من شوارع حارتي المذعورة بما قد يحدث أو من طرقات قريتي المدفونة تحت ركام القصف؟ من الذكريات الجميلة لأصدقاء راحلين.. أم من حكايات المتبقين منهم بانتظار الأكفان؟ يا للخسارة الفادحة!! ففي كل زمان ومكان يتكاثر الأصحاب وتنمو الصداقات مع مرور الوقت.. إلا في صعدة.. فالأصدقاء يتناقصون بالقتل.. ومن أرشيف الذاكرة تغيب عشرات الملامح والوجوه.. وأمسح من ذاكرة الهاتف باستمرار أسماء وأرقام أحِبَّةٍ غادروا –فجأة- قبل الأوان.. حتى صار الطمس والمسح عادة سيئة عندي ليس أسوأ منها سوى أسبابها.

*لو قلت لكم: إني لا أعلم إلا قليلاً جداً من كثير يحدث في صعدة.. هل ستصدقون؟!

معظم الزملاء لا يتقبلون إجابتي السلبية عندما يبحثون عن خبر صحفي أو يستفسرون حول حدث ومعلومة.

أقسم: إنها الحقيقة.. لا أتابع ما يجري في ميدان المعارك إلا كما يفعل المار العابر.. أهرب من الاستقصاء والتتبع؛ خشية من ازدياد الفواجع.. وأنا الذي يحمل لي كل اتصال أو خبر فاجعة جديدة.. استقبل المكالمات فأعلم عن مقتل وجرح أصدقاء.. أقرأ الصحف والإنترنت فأعرف مصرع رفاق ومعارف وإخوة.. أشاهد الفضائيات فأصعق بأنباء تدمير مناطق وخراب أمكنة وُلِدتُ ونشأتُ بين ثراها الطاهر.. حتى الاتصال مع والدي الفاضل ووالدتي الغالية أعمل جاهداً على اختصاره ما استطعت للحيلولة دون سماع ما لا أحبذ سماعه ومعرفته.. يهزني الشوق لطفلتي الصغيرة فَتُلْجِمُني صعوبات الفيافي والقفار.. كيف أفعل للاطمئنان على أسرتي وغيري آلاف وآلاف.. لم يعد أمامهم من حيلة وقد قُطعت الاتصالات الهاتفية بأنواعها عن محافظة تعيش حصاراً متفاقماً منذ سُدَّت الطرقات المؤدية إليها عبر البر والسماء والفضاء.. إذ لا يوجد "بحر" في صعدة غير أنهار وشلالات الدماء.

*لقد وصلتْ الحرب إلى قلب المحافظة.. مركز صعدة.. مدينتها القديمة.. اشتعلتْ المعارك وسط البلد.. انفجر الوضع في المناطق التي لم يتوقعها أحد.. لتصبح هذه المساحات الآمنة خلال السنوات الأخيرة هي –الآن- الأشد اضطراباً.. عادت أجواء حالة الطوارئ، وسيارات الإسعاف عاودت صراخها المثير لقشعريرة الهلع.. وعدت أنا للنبش في ملفات الكارثة.. لا أوراق قديمة أو دفاتر أفتش فيها.. لا مذكرات ولا وثائق.. كل ما في الأمر.. جروح غائرة في نفوس أبناء صعدة.. يحتفظ كل فرد بإرشيفه داخل الطعنات.. يؤرشف مآسيه بأعماق روحه المقهورة.. للصغار ذكريات أليمة مع رعب الانفجارات الليلية.. وللكبار ذاكرة ممتلئة بكمٍ هائلٍ من حكايات العذاب وقصص الزمن الغادر.. ولي وجع الأسئلة وسهام الأعين المتوجسة.. وللأحلام مواعيد مُؤجَّلة.. وليس للحرب من أفق مفتوح أو سقف يقي البلاد رياح الخارج وأمطار تنزل في غير الموسم.. والموسم في صعدة –حالياً- هو فصل الخريف.. الفصل المفضل لآلة الحرب والموعد المحدد لزيارتها السنوية منذ خمس سنين خلت.

*ومن ذا الذي لا يعرف صعدة.. بستان اليمن.. الرمان والعنب.. سلة الفواكه وزنبيل ما لذ وطاب من الخضروات.. هذه المحافظة المعطاءة تطعم الوطن فاكهة الجنة والحرب تطعم أهلها منذ خمسة أعوام صنوف الخراب وعذاب الجحيم.. أصبح فصل الخريف نذير شؤم على صعدة.. يا للأسف.. صودرت كل الفصول الجميلة.. الصيف نعيشه تحت وطأة حذر ورماد الهدنة.. الربيع زهورنا فيه ألغام والورود قنابل.. الشتاء خوف قارس في السجون والمعتقلات وبين جدران المساكن المضطربة.. أما الخريف فهو الموعد المثير للشك والظنون.. عما إذا كان هناك توجه لإفقار أبناء صعدة وتدمير مقومات الحياة فيها!! ذلك أن الزراعة هي مصدر الرزق الأول.. ويظل المزارعون ينفقون الأموال طوال السنة بانتظار الحصاد والمكسب.. وحين تنضج الثمار تندلع الحرب.. ينقطع التواصل.. تسد الطرقات.. تُحاصر المحافظة.. يتوقف التسويق.. تموت الثمار في الأشجار ويموتُ المُزارع حسرة على تعبه وما أنفق.. حين لا يجد سبيلاً لتسويق منتجاته الزراعية في العاصمة صنعاء أو أسواق صعدة كما كان يحدث عادة.. وهذا الموسم يضطر أصحاب المزارع إلى السفر بمحاصيلهم عبر طريق عسيرة تمر بصحراء الجوف واليتمة ولا تصل سوق ذهبان في أمانة العاصمة إلا وقد تلفت.. عوضاً عن ارتفاع أجور النقل أضعافاً يصعب وراءها تحقيق هامش ربحي للمزارعين.. وتبلغ المعاناة شوكة الحلقوم.. حين ينصب الفخ لأبناء صعدة عند طرمبات محطات صنعاء.. إذ يُقبض على هؤلاء الناس الباحثين على برميل ديزل انعدم عليهم في صعدة وسبب الفناء للمزارع لعدم توفر ما يشغل مضخات المياه.. هؤلاء الناس يسجنون في زنازن الوطن أثناء البحث عن دبة ديزل.

*كدت أبتعد قبل إكمال أوجاعي.. ودائما ما أسأل ذاتي: ما ذنبي أنا بهذه الحرب المجنونة؟؟ وما ذنب الإنسان الصعدي ليسقط ضحية رصاصات تأتي من المجهول؟!

في نهاية الحرب الخامسة العام الماضي.. قتل أطفال (ابنة عمي) بين يديها.. كانوا مع والدهم متجهين إلى منزلهم في قرية (محيط) بعد نزوح مرير قضوه بمنزل عمي داخل مدينة صعدة.. حين انحرفت سيارتهم على الطريق الفرعي المؤدي لمسكنهم انهمرت فوق رؤوسهم الرصاص من موقع عسكري يتمركز أعلى القرية.. سيطر الذهول وتجمَّد الأب على مقود سيارته (الهايلوكس) وهو يرى صغاره يغوصون وسط بركة دماء في صندوق السيارة.. حاول الفرار والاختباء.. رفعت الأم (رضيعها) بين يديها أمام أشاوس الموقع لعل مطلقي النيران يتوقفون عن استهداف هذه الأسرة المسكينة.. لم تفلح المحاولات.. ولولا الاحتماء بجدران مسجد صغير لقتل الجميع.. ثلاثة أطفال قتلوا وجرح رابع!! وخلفت (المجزرة البشعة) صدمة قاسية على الوالدين.. وحالة سخط واسعة لدى الناس أجمعين..

مثل هذه الأخطاء الفادحة بحق الأبرياء تفاقم المأساة الإنسانية في صعدة.. وتلوث قداسة الحرب التي يزعمها الطرفان. الحرب نجسة.. قذرة.. دماء الأطفال تدين طهارتها وأرواح المساكين من الضحايا تضاعف مسئولية الجانبين فيما يُقترف من جرائم.

وحين يكون الأطفال هم وقود الحرب الملعونة.. فماذا ينتظر المستقبل من جيل قادم ترعرع وسط البارود؟ أما استخدام المتصارعين للأطفال كورقة مناورة ومزايدة فالبشاعة تتضخم!! ذلك أن السلطة تتهم المتمردين بتجنيد الأطفال الصغار وتستدل بصورهم يرددون الشعار فوق الدبابات التي يستولون عليها من مواقع الجيش.. ويأتي الرد من قبل الحوثيين بتوزيع صور لأشلاء أطفال يتهمون القوات الحكومية بالتسبب في قتلهم.

*يجب أن يتخلى الحوثي وجماعته عن الغرور والتحدي.. وأن تترك الدولة المكابرة والعناد.. كي تتوقف الحرب.. ويتمكن عشرات الآلاف من النازحين من العودة لمنازلهم.. ويعود معهم (عمي) إلى منزله في مدينة صعدة بعد قصة تعكس قساوة الوضع المعيشي القاتم في صعدة. في الأسبوع الأول من رمضان وصلت الهجمات إلى محيط القصر الجمهوري الذي يسكن (عمي) قريباً منه.. خاف الناس من توسع رقعة الاشتباكات.. عمي المسالم يكره المشاكل وزاد مقته للحرب منذ مقتل أحفاده الصغار (أبناء ابنته) بتلك الحادثة المشئومة.. ويبدو أن حبه لبقية أحفاده من أطفال أولاده دفعه للتفكير بالكيفية المناسبة لحمايتهم وكابوس الجريمة إياها لم يُفارق خياله.. ولأن الأبناء كانوا مسافرين في أعمالهم وهو الوحيد في البيت.. قرر الهروب من المنزل بحثاً عن مكان آمن.. أخذ الأطفال وجدتهم وقرر الرحيل بسيارته باتجاه القرية في (المهاذر) التي تشتعل حرباً بضراوة أشد.. كان يعلم أن الطريق الأسفلتي العام مقطوعاً ومغلقاً منذ انفجار الحرب؛ لذا سلك طرقاً رملية صعبة وعبر منافذ ومعابر خلفية ومسار متعرج أشبه بخطوط التهريب.. وصل بمشقة وعناء لحدود المنطقة التي يقصدها.. وقبل أن يتنفس الصعداء باغتته عيارات رشاش مصوبة عليه من موقع يتمترس فيه الجنود؛ ليعود أدراجه من على حدود (المهاذر) يتمتم حمداً وشكراً بسلامة الأرواح.. قافلاً من حيث أتى وشمس الغروب كانت تودع ذلك اليوم الحزين.. وبعد ساعات مُرَّة وصل –أخيراً- إلى مشارف المدينة بغية منزله.. لكن أمراً لم يحسب له حساباً حال بينه وبوابة بيته.. أثناء ذهابه وعودته تطورت الأحداث خلال وقت قصير.. صدرت الأوامر بمنع دخول مركز المحافظة من الجهة التي هو قادم منها ولا طريق آخر يمكن السير فيه غير هذا الطريق.. ألقى بما هو فيه على رب السماء.. ولحسن الحظ تذكر أقرباءه في المنطقة التي هو عالق فيها.. لجأ إليهم لقضاء تلك الليلة وأمله انفراج الحال عند الصباح.. غير أن هذا الانفراج لم يتحقق حتى اليوم.. وما زال عمي نازحاً على بعد كيلومترات قليلة من منزله.. وعلى هذا قس أحوال مئات الأسر المشردة في العراء وتحت (طرابيل) مخيمات النازحين وسط ظروف صعبة للغاية.

على هذا الصعيد.. لا بد من الإشارة إلى عدم تسجيل ما يقارب نصف النازحين ضمن كشوفات المنظمات.. فالغالبية الفارون من مناطق الحرب يلجأون إلى أقربائهم في المناطق الأخرى.. إذ يفضل معظمهم اللجوء للأقارب من الأرحام وذوي القربى.. كبرياء أهل صعدة تثنيهم عن البقاء في المخيمات.. كثير من النازحين أَعزَّة قوم أذلتهم الحرب.. كان لديهم مزارع ومنازل وسيارات وأملاك.. صاروا فجأة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.. إنهم من أسر محترمة.. هناك من تعاقب على مزرعته عدة أجيال. وبين عشية وضحاها يتم تدمير كل شيء.. حتى التخيل يصعب على الواحد أن يتصور نفسه ذات يوم كما آل إليه شرفاء صعدة وناسها.

*مثلا.. ما بيدي فعله؟ وغيري ماذا يمكنه القيام به؟ قبح الله وجه من كان سبباً للمشكلة وسوَّد الله وجوه من حالوا دون حلها.. تباً لقوى الثقافة والسياسة إذا ما بقوا على مدرجات المتفرجين.. سحقاً لمن جعل صعدة بؤرة للشماتة وتصفية الأحقاد والحسابات.. بئساً لأظافر وأنياب المستفيدين من نزيف الأرواح.. المتاجرين بجماجم البشر.. اللعنة على الصمت المطبق.. الشفاه المرتجفة.. الأفئدة المتصلبة.. العيون الشريرة.. الأيادي الملطخة باللون المفضل للشيطان.. وعقبى لكل منتظر يراهن على صعدة في تحقيق مآربه السياسية أو الدنيونية.. هيهات للمتخاذلين عن إنقاذ صعدة وأبنائها من أن ينالوا عزاً أو مكانة.

بات الوضع لا يحتمل.. نكره قطبي الحرب.. لكننا نخشى بطشهم.. نبحث عن خيط الحسم.. فلا نجد غير بضاعة الأرض المحروقة وصيحات الجهاد في سبيل الله والوطن..

إن الانتصار للدين بسفك الدماء والدفاع عن الأوطان بجز الرؤوس.. أمر لا يستسيغه أبناء البلد والدين والدم اليمني الواحد.. ومهما كان بريق الشعارات ولمعان الرايات المرفرفة بالويل والثبور.. فإن لا شيء أنصع من شعاع العقل وأنوار السلام.. لعل قومي يفقهون.

*لعلهم يغتنمون ليالي القرآن وليلة القدر.. ويحققون النصر المؤزر بإيقاف ترسانة الموت وإعادة السيوف إلى أغمادها استعداداً لنحر العدو المتربص بأعناقنا ونحن لا ندركه.

لن أتقمص دور الواعظ.. ولا مهام كبار القوم.. وحسبي شق الثوب وكسر العسيب وحرق (الشال).. لعل الأعراف تنفع حيثما لم ينفع نداء أو استحلاف بأنبياء الأرض وملائكة الفضاء.. وكأن نفوس هؤلاء المتعجرفين قُدَّت من صخر وحجر.. وكأني صدى لا يقدم أو يؤخر لما سبق وما هو آت.. وذلك ما أنا متأكد منه.. وليسأل بعضكم بعضا.. كيف سيكون هذا العيد في صعدة.. وفرحة الأطفال مذبوحة.. وضحكة الشبان غائبة.. ابتسامة الأمهات خافتة.. ونشوة الآباء فاترة؟؟ كيف سيكون العيد والجوع يتوسد زوايا البيوت.. الضوء منطفئ في الصدور.. الجوامع خاوية من العطر.. الأرض بلا فراشات ولا طيور.. السوق دون نشيد أو أغنية؟؟ عيد بأي حال عدت يا حرب.. بأي هدية جئت يا رمضان وكيف ستغادرنا وصعدة عالقة في ذمة روحانيتك؟.

Alabed000@hotmail.com