دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين قد لا تصدقها.. أطعمة خارقة تقاوم الشيب المبكر وتؤخر ظهور الشعر الأبيض مليشيا الحوثي تنقل الدورات الثقافية الى بيوت عقال الحارات وتفرض على المواطنين حضورها توكل كرمان: هناك طريقة واحدة فقط لإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي والغارات الخارجية التي تستهدف اليمن إرهاب مرفوض عاجل : قيادي حوثي من صعدة يقوم بتصفية أحد مشائخ محافظة إب طمعا في أملاكه
مأرب برس – خاص
ليس كل ما يلمع ذهباً.. ويمكن لكل منا أن يصل إلى هذه القناعة سريعاً بعد جولة قصيرة في مواقع الصحافة الالكترونية التي اعتاد بعضها ختام كل عام أن ينظم ما يسمى " باستطلاعات الرأي" حول قضايا تندرج ضمن اهتماماتها، فموضوعات مثل رجل العام والمرأة الأكثر جاذبية لهذه السنة واللاعب الأمهر والمؤسسة الأكثر نجاحاً، وغيرها كثير تظل من الموضوعات المفضلة لدى هذه المواقع خاصة تلك الأشد اقتراباً من مجالها.
لذا لا نقلق البتّة - كباحثين - من القول أن استطلاعات الرأي الالكترونية هذه يشوبها عيب بارز لكنه في الوقت نفسه عيب قاتل؛ وهو الإدعاء عند نشر نتائجها أنها تمّت وفق حيادية علمية، في حين أنها لا تمتّ إلى هاتين الصفتين من منظور علمي بأي صلة.
فاستطلاعات الرأي العام تعني بكل بساطة "التعرف على اتجاهات جمهور الأغلبية في زمن محدود من قضية معينة تثير جدلا وخلافا وتهم الناس"، وكي تنظم استطلاعات الرأي حسب هذا التعريف الشائع تقريبا لمفهوم الرأي العام فإن التقيد بشروط علمية معينة يصبح لازماً، أهمها وجود عينة تمثل الجمهور العام المستهدف واستمارة علمية مصاغة بعناية وعمل ميداني وحيادية منهجية ومهارة يمتلكها الباحث للتعامل مع الإحصائيات والبيانات الناتجة عن الاستطلاع.
وحتى عند تطبيق كافة شروط استطلاع الرأي العلمية تلك؛ فإن الضمير العلمي لا يطمئن تماما للنتائج بسبب أن الرأي العام كما هو معروف هو رأي عام متقلب وغير ثابت، وما يؤيده اليوم قد يعاديه غدا.
إن ما يعرف إذن "باستطلاعات الرأي" التي تعدها وسائل الإعلام التفاعلية عبر الانترنت أساسا إنما هي مجرد نشاطات خاصة بها وبجمهورها "الضيق" تحديداً مهما اتسع، فكم من الناس يملك حاسوباً؟ أو يتصفح الانترنت؟ أو يدخل إلى ذلك الموقع حصرا؟ ويصبح طرح هذه الأسئلة أكثر سهولة ووجاهة في بلادنا نظرا لارتفاع نسبه الأمية وتدني نسب مستخدمي الحاسوب في الريف الواسع خاصة.
ثم إن الشخص المتصفح الذي يتفاعل مع قياس الرأي أو الاستطلاع الالكتروني هو متصفح "متطوع" شارك بإرادته في الإجابة، وهذا خلاف المتعارف عليه في عمليه استطلاعات الرأي الميدانية التي تقوم علميا على اختيارا العينة عشوائياً أو حصصياً أو بشكل منتظم وغيرها من الطرق، مما يدعونا مطمئنين إلى الموافقة على وصف استطلاعات الرأي هذه "باستطلاعات المتطوعين".
وعليه يصبح من الأجدى - بناء على ما سبق - وعند إعلان نتائج تلك الاستطلاعات أن نشير إلى هذه النتائج بأنها نتائج خاصة " بمتصفحي موقعنا فقط .." وأنها لا تعبر بالضرورة بل لا تعبر إطلاقا عن الرأي "العام"، خاصة أن عيوباً واضحة تشوب عملية الإعداد من مرحلة الفكرة إلى مرحلة الصياغة واختيار فئات الإجابة وطريقة الاستطلاع نفسها.
وفي واقع الأمر، إن أحد أهم العيوب البارزة لاستطلاعات الرأي العلمية نفسها أنها في الحقيقة "تصنع الرأي" حول القضية المثارة ولا تكتشفه بالضرورة كما هو منتظر، فما بالنا بتلك الاستطلاعات "الساذجة" أحياناً التي تطالعنا بها بعض المواقع؛ والمنطلقة أساسا من موقف منحاز لا من حيادية علمية قد تبثّ فينا بعض الاطمئنان لنتائجها، وهذا يعيدنا إلى بدء وإلى التأكيد بأن " ليس كل ما يلمع ذهباً " فاحذروا الشراء.
خبير إعلامي ومدرب