مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟
المتابع للاحداث الجارية باليمن يشعر بالحزن بعدما تحولت صنعاء الى مدن اشباح وتحولت تعز لمدينة منكوبة دمرها النظام بكل قسوة، قتل وذبح وهو الان يحاصرها ويسلط عليها بلاطجته ينهبون ويحرقون ويقتلون من دون وازع او ضمير. في الجنوب تم تسليم مدينة جعار لعناصر 'القاعدة' وربما يتم تسليم مدن اخرى لخلق الفوضى، هي كلها اساليب من اجل تركيع الثورة، وهي نفس الاساليب التي اتبعها نظام القذافي، يمكننا القول ان علي عبدالله صالح استفاد كثيرا من التجربة التونسية والمصرية والليبية والسورية، بل ربما يكون ابشع واقذر منهم جميعا وقد نشرت بعض المواقع ان صالح الان يستعين بمرتزقة من صربيا وبعض البلدان الاخرى لتنفيذ سيناريو اكثر بشاعة ليحرق الاخضر واليابس.
البعض يطالب اليوم بايقاف النظام اليمني واصدار مذكرة اعتقال بحقه كونه ارتكب جرائم حرب هو وابناؤه وحاشيته واصهاره، فاكثر من مئة يوم من المظاهرات السلمية خرج الناس والشباب بصدورهم العارية وبطرق حضارية، لكن النظام البائس الجاهل المتخلف ظن ان هذا ضعف وان بامكانه ترويع وافشال الثورة مستعينا بدعم لا محدود مادي وسياسي من بعض دول الخليج، خصوصا السعودية التي تسعى بكل جهد الى القضاء على الثورة اليمنية او استنساخ وتدوير النظام، فهي تريد نظاما قبليا او عسكريا متخلفا وخاضعا يمد يده الى امرائها وملوكها، هي تريد ان يظل اليمن مزار سياحيا ومرتع اللذة، فاغلب الفنادق الفاخرة باليمن هي المكان المناسب لقضاء خميس ساخن ولذيد مع بنات جميلات شابات بابخس الاثمان، خصوصا مع وفرة فتاوى الزواج ووجود شيوخ الافتاء لاباحة اي محرم طالما هو في مصلحة الطبقة الثرية الغنية بالمال الفقيرة من الاخلاق والانسانية، يريدون يمن يصدر لهم اجود انواع اللحم والخضار والفاكهة والاسماك بثمن بخس، حتى افخر انواع القات واجوده مخصص للتصدير اليهم يريدون عماله مدربة وامينة ورخيصة لا تطالب بأي حق، فهم السادة ونحن العبيد علينا السمع والطاعة، اليمن يصدر لهم الفاكهة والخضار واللحم والبشر وهم يصدرون لنا دعاة وايديولوجيات متخلفة تمجدهم تدعونا للتقشف والتعبد والزهد بالحياة وتنمي التخلف والعنف والارهاب بثقافة عقيمة تسخر الدين لخدمة دنيا الحكام لهم وحدهم لا شريك لهم.
كان اليمن ومازال منتجعهم السياحي والسعودية لا تريد اكثر من هذا اليمن وتريد نظاما يعمل كشرطي يحمي الحدود ويحمي منتجعاتهم ومزارتهم السياحية باليمن.
لا يمكننا الاعتماد في هذه المرحلة على المعارضة اليمنية، خصوصا احزاب اللقاء المشترك كونها احزابا ضعيفة وهشة وقياداتها خانت الامانة وباعت الثورة بركضها وراء المبادرات طمعا بالحكم رغم انها تعلم ان المشاركة بالحكم هي مشاركة بالفساد، وافقار اليمن والعمالة لمن يدفع المال، نعني السعودية او اي جهة اخرى. المعارضة لا تختلف كثيرا عن نظام صالح كونها من صنيعه ومن اهم اسباب بقائه تقدم له السند والعون تصوره على انه ديمقراطي وان هناك حراكا سياسيا وقد ركض زعماء المعارضة الكهول الى الرياض تاركين الشباب والساحات المضرجة بالدماء الطاهرة الزكية، وكانت النتيجة مخيبة كون صالح بغبائه افسد على نفسه وعليهم خروجا مشرفا، فالجميع يعلم ان مطالب الثوار ليس حكومة مشتركة والتنازل عن الدماء بمنح علي صالح وشركائه حصانة من القضاء، رغم جرائمه البشعة وتصوير الامر على انه مجرد اختلاف سياسي او ازمة من الممكن حلها بالحوار والمبادرات، ولم نستغرب هذا من المعارضة كونها العملة الاخرى للنظام وامتدادا له ومن نفس الطينة معجونة بالفساد والخيانة والتخلف، وهي لا تعبر عن رأي الشعب اليمني الذي يموت من الفقر والمرض والجهل وتنتهك كرامته ليل نهار من عصابة صالح، فصالح منذ توليه ادمن خلق الازمات والحروب لابتزاز الاخرين، واليوم الجميع بالداخل يطالبون الخارج بوقف حنفيات الدعم المالي السخي لحسابات علي صالح، بل وتقديمه للمحاكمة كمجرم حرب لم يكتف بالقتل بل قام بحرق الجثث واخفائها ناهيكم عن التجويع المتعمد وانتهاك حقوق الشعب باكمله، فلا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات وصعوبة كبيرة في التنقل مع حصار لعدة مدن ومحافظات، واخيرا يطلع رجل مثل عبده الجندي ليقول ان اليمن سعيد ومبتهج فهذا الرجل يكذب ويكذب مدافعا عن سيده السفاح، وكذا الشامي وياسر اليماني واصبح وجود مثل هذه الوجوه او الاستماع لهم امرا مقززا، رغم ذلك قنوات التلفزة تسارع الى استضافتهم، هي فعلا تسخر منهم ومن النظام لكنها ايضا تثير اشئمزازنا بسماع هذه الاصوات القبيحة.
الانزلاق للحرب الاهلية امر ليس صعبا رغم ان الكثير يقول ان هذا امر شبه مستحيل لكننا نراها اصبحت شبه واقع معاش، وهذه حرب بين نظام ديكتاتوري مستبد يخدع البعض بالداخل ويجد دعم الخارج، وشعب مؤمن بالثورة والتغيير السلمي لكنه مضطر للدفاع عن نفسه، خصوصاوانه يمتلك السلاح ولن يقف مكتوف اليدين طويلا امام جلاد يرتكب كل يوم هولوكوست بحق شعب اعطاه الكثير، كان صابرا وانتظر الوعود في كل دورة انتخابية لكن النتيجة الاخيرة اكتشف ان حاكمه اناني وجشع الى ابعد الحدود فهذا الرجل لم يكتف بما سرقه طيلة اكثر من ثلاثة عقود، بل يريد فعلا ان يحرق اليمن كله فهو يرقص على الاشلاء اليوم وقال انه سيترك اليمن كما وجده يوم استلم السلطة، لكننا نعلم ان هذا الرجل سيرحل مذموما مدحورا ويجب محاكمته كمجرم حرب لا البحث له عن مخارج ونتمنى من المعارضة والجيران ترك الثورة تسير في مسارها الصحيح فهي قادرة على الانتصار على الظلم والفساد وانتزاع الحرية والكرامة.
' كاتب يمني مقيم في فرنسا
*القدس العربي