علي ناصر: المبعوث الأممي لن يحل الأزمة ما لم يدعمه موقف دولي
بقلم/ وكالات
نشر منذ: 6 سنوات و 8 أشهر و 9 أيام
الثلاثاء 20 فبراير-شباط 2018 05:48 م

 

أكد الرئيس علي ناصر محمد أن الحرب في اليمن لن تنتهي لوجود قوى محلية وأقليمية ودولية مستفيدة منها.

وتحدث علي ناصر مساء أمس لقناة "روسيا اليوم RT" الروسية على هامش مشاركته في مؤتمر الحوار الدولي الذي بدأ أعماله أمس في العاصمة الروسية موسكو لمناقشة "قضيا المنطقة العربية واليمن" قائلا: "حذرنا منذ البداية بأن الحرب ستطول، وأنها لن تنتهي بالطريقة التي خُطط لها لوجود مستفيدين من الحرب ولكن مع الأسف أن البعض لم يفهمني، وكانوا يعتقدون أن المشكلة في اليمن ستُحسم بشهر أو شهرين".

مأرب برس يعيد نشر نص اللقاء فيما يلي:

* ضيفنا في هذه التغطية الأستاذ علي ناصر محمد الرئيس اليمني الجنوبي السابق منذ عام 1980م حتى عام 1986م أهلا وسهلا بكم أستاذ علي، لنبدأ من الجلسة. تحدثتم طويلا عن الأزمة اليمنية عن محاولة الوصول إلى حلول، ما هي أبرز المواقف التي تتخذونها في هذا المؤتمر تجاه الملف اليمني؟.

- الرئيس علي ناصر: أنا اشكر قناة (آر . تي) على تغطيتها لأعمال المؤتمر للمنطقة العربية كلها وللمتابعين خارج المنطقة العربية، ومشاركتي للمرة الثانية في مؤتمر فولداي، وأشكر المسؤولين على الاهتمام الكبير الذي اولوه لقضايا المنطقة، سوريا والقضية الفلسطينية، وأيضا اليمن حيث كرست الجلسة الأخيرة للقضية اليمنية وللتطورات في اليمن، ونحن تحدثنا في هذه الجلسة عن المبادرة التي سبق أن تقدمت بها للاطراف الإقليمية والدولية لأجل حل الأزمة في اليمن والتي ستدخل الحرب فيها عامها الرابع، ونحن حذرنا منذ البداية بأن الحرب قد تطول، وهناك من كان يعتقد بأن الحرب ممكن أن تُحسم في شهر أو شهرين، وبعضهم قدرها بسنة، وكنتُ متأكدا أنها لن تنتهي بالطريقة التي خُطط لها؛ لوجود قوى محلية وإقليمية ودولية مستفيدة من هذه الحرب، بدليل أننا سندخل الشهر القادم العام الرابع للحرب، وأنا وقفت منذ البداية ضد الحرب، وطالبت بالاحتكام للغة الحوار وليس لغة السلاح، لكن مع الأسف فإن البعض لم يفهمني، وكانوا يعتقدون أن المشكلة في اليمن ستُحسم بشهر أو شهرين، وأوضحت أثناء حديثي في المؤتمر بأن الحرب في اليمن عام 67 كان هناك من يعتقد بأن الأمور ستحل منذ عام 62 بعد قيام ثورة اليمن بشهر أو شهرين وستستقر الأمور، وجاء المصريون بسبعين عسكريا عام 62 واستمرت الحرب سبع سنين، وسبعين ألف عسكري جاءوا إلى اليمن والكل تضرر من الحرب في اليمن عام 62، الشعب اليمني والمصري والسعودي، كانوا معسكرين: المعسكر الجمهوري، والمعسكر الملكي، حينها لم يكن البعض يتوقع بأن الحرب ستطول، واستمرت سبع سنوات أكلت الأخضر واليابس وأنهكت كافة الأطراف، وهو ما يحدث اليوم، لكن كيف حسمت الحرب؟، حسمت عندما التقى الرئيس جمال عبدالناصر- رحمه الله - والملك فيصل، في قمة الخرطوم، وبعد لقاء الزعيمين حسم أمر الحرب، واتفقا على وقف الحرب؛ لأن الكل تضرر من الحرب وفي المقدمة الشعب اليمني والشعب المصري خسروا رجالا والسعودية أيضا تضررت من استمرار الحرب، ولكن الكبار هم من حسموا المشكلة.

ونحن الآن على مشارف العام الرابع يجب ايقاف هذه الحرب لكون الشعب تضرر والمنطقة تضررت، وأنا قدمت مبادرة متكاملة، تضمنت ايقاف الحرب أولاً وثانياً طالبت بتشكل مجلس رئاسة، وثالثاً أن ينزع السلاح من الجماعات المسلحة الكثيرة وبدون أن أذكرها، والسلاح يجب أن ينزع ويسلم إلى وزارة الدفاع ومجلس رئاسي انتقالي وحكومة توافقية بين كافة الأطراف، ويجري بعدها انتخابات برلمانية ورئاسية بعد فترة انتقالية، وبعدها ممكن يحل الأمر عبر الحوار وليس عبر السلاح.

 

* من يعطل هذا الحوار خاصة أن هذه المبادرة التي تتحدثون عنها شبيهة بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة وشبيهة بمبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن التي قدمها والتي تتضمن نزع السلاح، والانسحاب من المدن، وتشكيل هيئة رئاسية قادرة على ضبط الأمور والتوصل إلى حل رئاسي أين يكمن الخلل هنا؟.

- الرئيس علي ناصر: الخلل بأنه ليس هناك جدية من قبل كافة الاطراف، هناك أُناس لهم مصلحة في استمرار الحرب ولا يريدون للحرب أن تنتهي، وأنا لا اريد أن ادخل في التفاصيل، وتحدثت مع المبعوث الأممي منذ شهرين (ولد الشيخ) وطالبته بأن يتقدم بمبادرة، وتقدم بأكثر من مبادرة وأجرى اتصالات مع كافة الأطراف وسافر إلى الرياض وصنعاء وصعدة وعمان ولكن دون جدوى، وقبلها جمال بن عمر المبعوث الأممي، لكن حتى جهود المبعوثين بدون موقف اقليمي ودولي لن تصل لحل، وهذا ما يحصل في سوريا ولييبيا، المبعوثون الأمميون كلهم في سوريا واليمن وليبيا لم يصلوا لحل لأنهم بحاجة إلى أن يدخلوا الكبار أصحاب القرار.

* يعني القرار ليس داخليًا في اليمن لأن هناك من يقول إن الحوثيين يعطلون الحوار والبعض يقول إن التحالف العربي في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات هو المسؤول عن تدهور الاوضاع في اليمن، من المسؤول عن الوصول إلى هذه الحالة، قلتم ليس هناك جدية طيب ماذا عن الأطراف الداخلية في اليمن؟

- الرئيس علي ناصر: بعض الاطراف الداخلية لا تريد أن تنتهي الحرب، هناك أُناس مستفيدون من استمرار الحرب، ولهذا التدخل المحلي والاقليمي والدولي ممكن أن يؤدي إلى وقف الحرب، وأنا قدمت مبادرة كما ذكرت ومتكاملة لوقف هذه الحرب، واعلان السلام في اليمن، فاستقرار اليمن هو استقرار للمنطقة كلها، بحكم الموقع الاستراتيجي لليمن في البحر الأحمر والمحيط الهندي وباب المندب للجزيرة العربية، وهي ممر الملاحة كلها، فلهذا لمصلحتنا ومصلحة الجميع أن تتوقف الحرب ويحل السلام في المنطقة.

* الحديث الآن عن طهران والرياض.. مراقبون يقولون إنه لا يمكن حل الملف اليمني الا عبر حوار بين طهران والرياض؟

- الرئيس علي ناصر: أنا مع حل سياسي إذا اتفقت كل الأطراف على حل سياسي وممكن أن تنتهي التدخلات الخارجية نحن بحاجة إلى دور إقليمي ودولي لوقف الحرب، أنا لا اريد الدور الايراني أو السعودي، هناك اطراف كثيرة في اليمن لكن أنا اعتقد أن الحل أن تتفق كل الاطراف المحلية والاقليمية لوقف الحرب في اليمن واحلال السلام.

* ما هو الدور للاطراف الدولية في المأساة اليمنية وهو عنوان الجلسة الثالثة (اليمن.. مأساة مهملة) إذا اردنا الحديث عن الدور الدولي دور موسكو على سبيل المثال في محاولة حلحلة الأزمة اليمنية، ماذا تقولون في ذلك؟

- الرئيس علي ناصر: اليوم الكل يؤكد على وقف الحرب بدون استثناء، كل الاطراف، كان وزير خارجية روسيا ووزير خارجية إيران والأطراف الأخرى تحدثت أيضا، حتى المتحدثون الذين شاركوا كلهم بدون استثناء طالبوا بوقف الحرب واحلال السلام، والمشاكل الإنسانية لايكفي فيها جمع التبرعات (مليونين أو ثلاثة ملايين)، إذا توقفت الحرب انتهت المشكلة، نحن لسنا بحاجة لمساعدات إنسانية نحن بحاجة لحل سياسي لايقاف الحرب.

* في اليمن أمراض متفاقمة مثل الكوليرا والأمراض المنتشرة بسبب الحرب، التحالف العربي يقول إنه يفتح الموانئ ويقدم المساعدات لضخ الأموال للخزينة اليمنية في محاولة لرفع سقف هذه الماساة للتخفيف قليلا من وطأة هذه المأساة، كيف ترون الحل في اليمن ومستقبل الصراع في اليمن من هذا المدخل الإنساني؟

- الرئيس علي ناصر: الحل في وقف الحرب، مهما قدمت من المساعدات الإنسانية لا يمكن أن تحل المشاكل في اليمن، والحل بوقف الحرب وبعدها يجب اعادة تعمير اليمن بعد الدمار، هناك دمار واضرار كبيرة دمرت البنية التحتية كلها انهت الدولة مع الأسف، نحن بحاجة لوقف الحرب، أنا متاكد سيجري رد الاعتبار للدولة والأمن والاستقرار في المنطقة.

* سؤالي الأخير لك أستاذ علي هل تتطلعون إلى دور من موسكو مثلا كوسيط للتسوية اليمنية على غرار الملف السوري؟.

- الرئيس: دور روسيا مهم جداً سواء بالنسبة لليمن أو بالنسبة لسوريا وليبيا، ونحنا في اليمن ارتبطنا بعلاقات تاريخية، أنا كنت اتحدث (أمس) عن معاهدة الود والصداقة بين اليمن والاتحاد السوفيتي بين ستالين وبين إمام اليمن، كانوا يقولون بين إمام الشيوعيين، فهناك علاقات تاريخية، ونحن حتى في اليمن الجنوبي ارتبطنا بعلاقات تاريخية مع الاتحاد السوفيتي الذي ساعد وقدم كثيرا من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لليمن ودور روسيا اليوم مطلوب لمساعدة اليمن على الخروج من هذه الازمة، ولمسنا اهتماما من جانب المسؤولين الروس الذين التقيناهم، لمسنا استعدادا واستجابة واضحة لحل الأزمة في اليمن.