تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية
مأرب برس - خاص
الزعامة ليست كلمة نمدح أنفسنا بها، ونقول أننا زعماء فنكون كذلك، الزعامة دور يسلم لنا به الآخرين، الزعامة ممارسة وليس ادعاء، بكلمات مثل هذه يتحدث الكاتب المفكر محمد حسنين هيكل وهو يرد ضمناً على حديث مصري عن دور الزعامة لمصر في الأمة العربية والمنطقة الإسلامية، حيث يرفض هيكل استجداء بعض النخب المصرية لدور الزعامة، اعتماداً على ارث كانت الزعامة فيه لمصر فعلاً، ولكنها كانت حصراً بفضل شخصية وكاريزما قائد مثل جمال عبدالناصر.
وبناءً على حديث مثل هذا فإن الأمر نفسه ينطبق على الدور السعودي الذي يقدم نموذج في النضج السياسي –شأن التجارب الإنسانية في مراحلها العمرية- تجلى في أوضح صوره في السنوات الأخيرة حيث صار هناك تسليم ضمني وصريح بالزعامة للسعودية في المنطقة العربية والإسلامية، ولا أريد هنا أن أنسب الفضل في ذلك فقط لشخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز القيادية والمتميزة بالفعل، ولكن الأمر يتجاوز ذلك ليمثل حكمة الضمير الجمعي للقيادة السعودية الممثلة بأركان الأسرة سواء ولي العهد الأمير سلطان أو بقية كبار رجال أسرة آل سعود، الذين نراهم بجانب الملك عبدالله يمثلون قيادة جماعية حكيمة بمعنى الكلمة حيث لا تؤثر فيهم مراهقة أمراء صغار أو يتخذ القرار لديهم بصورة فردية تجعله متخبط وارتجالي مثل بعض الدول العربية الأخرى حيث تغيب الحكمة لغياب من يسهمون في صناعة القرار..ويصبح القرار فردي وأحمق في نفس الوقت.
لذلك واجهت القيادة السعودية بزعامة الملك عبدالله مخاطر مابعد إحداث سبتمبر2001م باقتدار، ولم يثنيها دورها السابق في العلاقة مع الجماعات التي قاتلت في أفغانستان في الثمانينات عن العمل على معالجة اختلالات حقبة الثمانينات بمسئولية دون محاولة اللعب على الحبلين ووضع قدم مع الإرهاب وأخرى مع محاربة الإرهاب، ودخلت مواجهة مع هذه الجماعات رغم فداحة التضحيات، وكان من الواضح أن ما اتخذته القيادة السعودية عمل استراتيجي وليس ارتجالي.
وبالتأكيد أن لدى السعودية على مستوى الداخل أو حتى المحيط العربي مشكلات كثيرة تجعلها محل انتقاد من بعض الأوساط خاصة في الشارع العربي، لكن السعودية من الدول القليلة التي تتمتع بقيادة حكيمة، وهنا الحكمة تتعلق بمقتضيات ومعطيات القرار السعودي أي أنه مرتبط بتقدير صناع القرار لمصلحة المملكة والمنطقة العربية، وبالتالي تكون وجهات النظر المتباينة محل نقاش وليس إقصاء، وهذا ما يجعل الإدارة الأمريكية والأوربيين كذلك يتعاملون مع ما يصدر من السعودية بجدية و يأخذونه بحساباته الكاملة وليس للاستهلاك الجماهيري الذي أدمنت عليه بعض القيادات العربية وصار يجعلها محل استخفاف، إلى الحد الذي يدعو إلى السخرية والاستهزاء بما يصدر عنها..ناهيك عن التعامل مع ما تقوله باعتباره لاستجداء الرضى من شعوبها لا يستحق وضعه في شريط إخباري لقناة مثل (الجزيرة).
ومن نتائج أسلوب القيادة السعودية الرزين في اتخاذ القرارت أنها تتمتع بمقدرة كبيرة على قراءة الأوضاع بصورة صحيحة وهذا ما يجعل معالجتها لمشاكلها على الصعيد الداخلي سلس ويحقق نتائج ملموسة، كما ظهر في معالجات قضايا الفقر ومشكلات الشباب السعودي.
وحيث أن الحكمة في الداخل تنتج بالطبيعة ثقة في الخارج، وعندما تكون القيادة حكيمة مع شعبها يمنحها الآخرين ثقة التدخل في قضاياهم، ولذا فإن القيادة السعودية استطاعت أن تلعب دور في القضية الفلسطينية وتحديداً بين فتح وحماس، كما أنها مارست دور جاد فيما يجري بالعراق ولبنان وفي الصومال، وهذا الدور الذي لا يرضي بعض الأطراف العربية كما أنه قد لا يكون مغري للتأييد الجماهيري الواسع ولكنه لا يخرج عن رؤية تؤمن بها القيادة السعودية وتثبت في كثير من الأوقات أنها صحيحة، وأنها الممكن الوحيد.
بعد ذلك يمكن تفهم المكانة التي صار يتمتع بها الملك عبدالله في ظل ترابط وتماسك داخلي في صناعة القرار السعودي الأمر الذي أعطاه دور المتصدر، أي الزعامة في المنطقة العربية بمعطيات الواقع وليس باستجداء الكلمة، ومثلما كان جمال عبدالناصر زعامة لا يمكن إنكارها في وقته، ومثله الملك فيصل، فإن عبدالله بن عبدالعزيز يحتل هذا الدور باقتدار.