حين يخذل أزلام السلطة أيوب طارش
بقلم/ محمد البذيجي
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و 29 يوماً
الجمعة 07 أغسطس-آب 2009 10:44 م
 
 

بصعوبة أهضم ما أقرأه من اخبار عن ما تسببت به الحالة الصحية للفنان (الوطن) أيوب طارش عبسي من كشف لنوايا السلطة الحقيقية في قتل المبدعين ، والخذلان الممزوج بالأسى من قبل الحكومة اليمنية ممثلة بوزيرها الدكتور المفلحي والمهتمين بالشأن الثقافي اليمني ..

قبل أيام تأثرت كثيرا وانا استمع الى الحوار الذي أجرته قناة السعيدة مع زوجة الراحل عبدالله عبدالوهاب نعمان الذي شكل ثنائيا فنيا ووطنيا مع الاستاذ الكبيرأيوب طارش عبسي ، مكمن تأثري الحقيقي دموع ذرفتها (عزيزة نعمان) وهي تشتكي من إهمال السلطة لأعمال الفضول والعمل على تهميشه وعدم النظر الى ما قدمه من عطاء وطني تتعلم منه الاجيال مبادىءالحب الوطني الخالي من النفاق والكذب الذي تُعلمنا مقررات السلطة ورجالها ..

وفي زيارة سابقة قمت بها الى منزل الفنان أيوب طارش ومعي عدد من الادباء والصحفيين اليمنيين ألتقينا خلالها بفناننا الكبير وأحسسنا خلالها بمرارة المعاناة الذي تفصح عنه ملامح أيوب قبل لسانه ..انه الاهمال الذي يواجهه هذا الفنان ابتداءا من إجباره على القبول براتب تقاعدي لا يتجاوز العشرون الف ريال ،ومرورا بمعاناته مع المرض حين أجبرته ظروفه الصعبة التي يعيشها على بيع سيارته ورهن وثيقة منزله محاولة منه لانقاذ نفسه من المرض الذي يكاد ان ينهيه حين شعر بخذلان الوطن له وهو الذي قدم نفسه فداءا لوطنه وشعبه وأمته ..

ينتابني حزن شديد الآن وانا أرى الى مبادرة أعضاء البرلمان اليمني بمساندة الفنان في مرضه بمبلغ لا يتجاوز الف وخمسمائة دولار ومبادرات ذاتية للاستاذ حميد عقبة والمعجبين بحنجرة ولحن ايوب طارش من الفرنسيين والفرنسيات وهو ان دل على شيء انما يدل على ان الفنان أيوب طارش يستحق ان تهتم به الدولة ايضا ، وننتظر من الوزير المفلحي ان ييادر بموقف انساني تلبيه لنداء الواجب وصرخة الوطن البائسة التي تتمنى ان تكون وزارته اول من يقف لتحمل نفقات وأعباء مرض الفنان الخالد أيوب طارش عبسي ..

أفكر في أحايين كثيرة ، ماذا لو كان الثنائي ايوب والفضول من مدينة غير تعز ، وماذا لو ان شاعر النشيد الوطني وملحنه من قبيلة الرئيس علي عبدالله صالح ، أظن وبعض الظن ليس اثما انهما سينالان من الاهتمام مالم يناله احد منهما الآن لا لشيء ولكنهما يتمتعان بالقبيلة كونها حكم الدولة وسياسة المنهج القبلي يكره المدنية ويشرد ابناءها ..

لك الله يا أيوب ، قلوبنا تسافر معك اينما رحلت ، في مزهريات ارواحنا نرزع لك الوفاء في كل حين ،وندعوا الله جل جلاله ان يغمرك بالشفاء العاجل وان يعيدك سالما الى وطنك الذي يخذلك الآن، وان يجنبك الله خذلان المهتمين مرة أخرى ..أعرف ان الموقف صعب وانك تدمع الان وانت تشاهد وتسمع نكران المسؤولين في وطنك لكل ما قدمته من تراث وتاريخ وعبق أصيل .لكنها الجماهير وحدها لن تخذلك ،لانها لا تفكر الان بأن تحرم نفسها من لحظات السمو العاطفي التي تعيشها بوجودك ايها الكبير .فعد سالما وعسى الله ان يسخر لك رجال الخير من الذين يحبون وطنهم حقيقة ، وليس كحب حثالة الأزلام الذين يستمتعون الان بأناتك وصرختك الموجعة يا سيدي ..

M_bodigi@hotmail.com