ما أصدق من قال ما يأتي سريعا يذهب سريعا , جماعة الحوثي ما فتئت تهدد العالم وتتوعده بالسحق و القتل مؤمنين بخرافة النازية (الرب يقف مع البندقية) أثبت الحوثييون بما لا يدع مجالا لشك أنهم حركة نازية فاشية لا يمكنها التعايش مع الآخرين واحترام ما لديهم فضلا عن تقديم أنفسهم بشكل محترم , و يا لله كم يذكرني غبائهم بقصة الفأرة التي تغزلت بجمل وجرته من لجامة حتى أوصلته باب جحرها نظر الجمل على بيت الفأرة وقال لها إما أن تعشقي من هو في حجمك أو تبني بيتا بقدر محبوبك ثم تركها وذهب وظلت الفأرة في حجرها تقلب كلام الجمل في رأسها ولم تألوا على شي من ذلك
عندما خرج الحوثيين من صعدة بسلاحهم و واقتحموا قرى ومدنا وكأنهم خرجوا من غياهب التاريخ وفي كل قرية أو مدينة اقتحموها تركوا شاهدا وذكرا لمرورهم فهذه مئذنة محطمة وذلك بقايا بيت كانا شامخا في يوما ما وتلك آثار مدرسة كانت تعلم القرآن , وفي حقيقة الأمر خروجهم من صعدة كان شيء لا يمكنهم استدراكه وهي أولى خطواتهم إلى الانتحار الكبير لأنهم حكموا على أنفسهم بالموت سياسيا بادئ ذي بدء فلا توجد دولة في العالم تؤمن بالديمقراطية والتعددية والمساواة والمدنية فيها مكان لأفكار شاذة ترى أن شخص له ميزة التفضيل وفوق الجميع وله الأمر في الأولى والآخرة بسبب جيناته الوراثية , كانت هذه هي أكبر مشاكلهم التي أوردتهم حتفهم , لم يكن الحوثيون يؤمنون بحوارنا الكبير ولا بدستورنا ولا بالمبادرة الخليجية ولا بثورة الشباب السلمية لا شيء من ذلك أبدا فلهم حوارهم الخاص ودستورهم الخاص ولجنة ثورية خاصة بهم وأب روحي قابع في إحدى الكهوف يقول أنا ابن رسول الله ولي الحق المطلق في كل شيء .
لم يقدم الحوثيين لليمنيين برنامج سياسيا أو خطة لإنهاء معاناتهم الأبدية لم يقدموا سوى الموت والموت فقط في عام واحد فقط قتل ما لا يقل عن 7000 ألف يمني بسبب حروب شنتها جماعة الحوثي في أكثر من مكان على خارطة اليمن الكبير
وفي طريق انتحارهم الجماعي وقعوا ضحية لعبة هم بدؤها فتحالفوا مع المخلوع وكانوا يضمرون في أنفسهم شيء ويظهرون شيء آخر حتى وقعت الفأس في الرأس كل منهم استخدم الآخر كورقة لعب متى ما فرغ منها ألقاها على الطاولة ليربح اللعبة وللمخلوع تجارب في استخدام الآخرين لتنفيذ مآرب في نفسه أجادها قديما ولكنه غفل عن القاعدة التي تقول من الغباء استخدام نفس الشيء وبنفس الطريقة وانتظار نتائج مختلفة , ومن سوء طالع صالح والحوثيين التغير الجذري في سياسة المملكة العربية السعودية خصوصا ما يتعلق بالسياسة الخارجية فقد عادة المملكة لدورها المأمول في قيادة وسيادة الأمة العربية والإسلامية نظرا لما تحظى به من حب وتقدير في قلوب المسلمين .
لم يبقى الكثير لجماعة الحوثي سوى زيادة معاناة الشعب اليمني وهذا هو ما يجيده فعلا أما شيء آخر فلا نتوقع شيء انتحرت سياسيا وعسكريا لم يستطيعوا حكم اليمن بالرغم من دخولهم قصور الرئاسة وجلوسهم على كراسي فخمة ولبس بعضهم الجاكت والكرافتة وألبسوا مليشياتهم اللباس العسكري ,
لم نعد ننظر إلى اليمن الآن المحطم والمدمر والمشتت قد تجاوزنا هذه المرحلة وبتنا ننظر لما بعد الحوثيين وكيف سنحكي هذه المرحلة للأجيال القادمة بالنسبة لي سأقول لأولادي وأحفادي أنه في يوم من الأيام خرجت رائحة كريهة قادمة من كهوف الجبال وانتشرت لتصل إلى كل القرى والمدن و أيما قرية وصلتها تلك الرائحة البشعة مات بعض أهلها وفرا آخرون ولكن جيران لنا ساعدونا بسد الثقوب والشقوق التي خرجت منها تلك الرائحة وزرعنا حدائق للزهور والورود العطرة التي أزاحت تلك الرائحة إلى الأبد إلى الأبد .