حيث الإنسان في اليوم العالمي للمرأة يوثق تجربة فريدة في تمكين عائشة من مشروعها المستدام ليكون عونا لها ولكل صديقاتها ..
الحوثي الطلقة الأخيرة لمدفعية إيران
إيران تحظر دبلجة وبث مسلسل معاوية لأنه ''يحاول تبرئة ساحة بني أمية''
سلطات حضرموت تستدعي صحفياً على ذمة مداخلة له مع قناة فضائية يمنية
تعرف على مشروبات اذا تناولها بعد الفطار ستخلصك من الوزن الزائد
لماذا اعلن الرئيس الأمريكي ترامب انه سيمدد مهلة بيع تيك توك في الولايات المتحدة؟
صاحب المركز الثاني يفرض التعادل على مانشستر يونايتد في أولد ترافورد
أمريكا وروسيا تطلبان اجتماعًا لمجلس الأمن غدًا لمناقشة الأحداث في سوريا
الجيش السوداني يكثف هجماته على معاقل الدعم السريع وعينه على القصر الرئاسي ومركز العاصمة الخرطوم.. آخر المستجدات
انتحاري خطط لإغتيال ترامب..ومواجهة مسلحة تندلع قرب البيت الأبيض..
مأرب برس - خاص
لا يجحد إلا مزايد بأن الأمور في اليمن منفلتة وبأن هيبة الدولة تلاشت ولم تعد تسري قوانينها إلا على الضعفاء أو على مناطق الفرائس الذين تعودت الدولة جبايتهم عبر الأحقاب ولعل الاحتواء القبلي للدولة اليمنية قد أطلق العنان للقبائل كي تصول وتجول ناخرة الدولة ومرعبة الشعب ومكبلة لطاقاتها وطاقات الآخرين عبر افراغها في متاهة الشر وفي العراك الذي يقصم ظهر بعير التنمية.
وإذا كانت الدولة اليمنية قد تمكنت من تذويب القبيلة إبان حكم الشهيد الحمدي في الشمال وإبان حكم الحزب الإشتراكي في الجنوب فإن صعود علي عبدالله صالح إ لى الحكم قد فتح نوافذ وأبواب الدولة لعودة القبيلة وتم تعميم نظامه على كل اليمن بعد انتصاره في حرب صيف 1994 بعد أن فتحت صنعاء مدارسها لتعليم أبناء المحافظات الجنوبية أصول القبيلة. وإذا كانت اليمن اليوم توثق عرى التحالف القبلي العسكري وتشد أزرهما بالتحالف مع البيوتات التجارية فإن هذه العرى في الغد سينفرط عقد تحالفها لأنها تزاول سياسات سيكون رد فعلها هو الثورة الشعبية التي لا تبقي ولا تذر وتلوح مخاوف التشضي للدولة اليمنية.
إن النخب المثقفة ترفض القبيلة في وعيها ولكنها لم تقترب من تحليل وتفكيك البنى القبلية ودورها الواقعي بل اكتفت بكشطها من قائمة وعيها لتجد نفسها مصدومة بها صبح مساء.
إن حضور القبيلة جلي في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وتجاوز حضور الدولة في بعض الأحايين والأماكن بل إن الدولة تفني نفسها حبا للقبيلة كفناء المتصوفة بل وصل العرف القبلي إلى ذروة السلطة التنفيذية والتشريعية وجرى مجرى الدم في شرايين الحياة السياسية في البلد.
الدولة الهشة الراهنة نفخت بهشاشتها عضلات القبيلة التي حضرت لتحل محل الدولة التي صارت محطة ترانزيت لاقلاع القبائل التي لا تعترف بالدولة إلا كسياج وقائي لتصرفاتها التي في الغالب يغلب عليها طابع الرعونة.
وصارت الهوية القبلية مخزونا احتياطيا لهوية النظام الذي يرتبط بعلاقة جدلية مع القبيلة لدرجة استمرار الحبل السري الرابط بينهما.
لقد اخفقت كافة المشاريع المستهدفة تحضير القبيلة وفشل مشروع التعليم ومشروع الجيش النظامي ومشروع القوننة وترويض الوحش القبلي الكاسر لتجد الدولة نفسها بدلا من احتوائها القبيلة محتواة تماما وتلوح مؤسساتها كالسلطنات والمشيخات لتنحصر البلاد كلها في "البلاد" بالمعنى المتداول والضيق ولتعمم البلادة على الجميع.
أين تلوح بوادر المستقبل؟ الإجابة ليست عند دعاة المجتمع المدني الغائب والمغيب وإنما عند القبيلة الخبر اليقين.
* شاعر وأكاديمي يمني