آخر الاخبار

علوي الباشا: استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه الإرهابية يمثل تهديداً لكافة المواثيق العالمية ويتطلب وقفة جادة عاجل ..البارجات الأمريكية تدك بأسلحة مدمرة تحصيات ومخازن أسلحة مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟ شاهد.. صور جديدة غاية في الجمال من الحرم المكي خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان تعرف على مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر .. إعادة انتخاب رودريجيز رئيساً لاتحاد الكرة بالبرازيل حتى 2030 كبار مسؤولي الإدارة الأميركية يناقشون خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق سيجنال بمشاركة صحفي أضيف بالخطا

الصحافة في زمن الحوثي
بقلم/ مارب الورد
نشر منذ: 9 سنوات و 9 أشهر و 24 يوماً
السبت 30 مايو 2015 05:01 ص

لم يسبق أن عاصر الصحافيون اليمنيون زمنا الإرهاب يحيطهم فيه من كل جانب كما هو الحال اليوم تحت حكم مليشيا الحوثي الانقلابية، زمن يطغى فيه السلاح على الكلمة.
من يوم اجتياحها العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، أعلنت المليشيا الحرب على الصحافيين واعتبرتهم أهدافا لجنون مسلحيها المتفلتين وبدأ مسلسل الإرهاب بالتحريض من القيادات ووسائلهم الإعلامية حتى أصبح كل صحافي في عين المسلح الحوثي «داعشيا أو تكفيريا» وهي التهمة التي توجه لكل معارضيهم ولم يعد غريبا أن يكون الشعب اليمني مستباحا بهذه التهم السخيفة.
هذا الجو المشحون والملبد بالتحريض على القتل والاعتداء تحول إلى واقع وصار عدد كبير من الصحافيين بين مطارد بالداخل أو مهاجر إجبارا للخارج وبين آخرين مغيبين خلف القضبان والسجون السرية.
لأول مرة تشهد صنعاء تهجيرا جماعيا للصحافيين أفرغها من وجود الصحف التي توقفت عن الصدور بعد اقتحام مقراتها ومصادرة ممتلكاتها وأغلقت مكاتب القنوات التلفزيونية بعد حملة اقتحامات لمكاتبها لم تسلم من النهب واختطاف بعض العاملين فيها.
لقد تعرضت الصحافة على يد الحوثيين لمذبحة غير مسبوقة وصلت حد إغلاق خمسين موقعا إلكترونيا حسب المهندس يسري الأثوري مالك محرك «صحافة نت» اليمني، سبقها احتلال للمؤسسات الإعلامية الرسمية من القنوات (أغلقت مؤخرا من نايل سات بطلب من الحكومة) والصحف ووكالة الأنباء الرسمية «سبأ» ما دفع وزارة الإعلام اليمنية لإنشاء موقع إلكتروني جديد يحمل اسم وشكل موقع الوكالة المحتل.
إن التوصيف المناسب لما تتعرض له الصحافة والصحافيون في اليمن هو أنها تعيش حربا من طرف مليشيا انقلبت على مؤسسات الدولة وصادرت الحرية التي ناضل من أجلها اليمنيون عقودا من الزمن عبر ثورات خالدة آخرها ثورة 11 فبراير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
لا تزال الأسرة الصحافية تعيش هول الصدمة والفاجعة والصدمة من جريمة فقدانها للصحافيين عبدالله قابل مراسل قناة يمن شباب ويوسف العيزري مراسل قناة سهيل اللذين استشهدا الخميس (21 مايو) بقصف لطيران التحالف بعد أن وضعتهما المليشيا دروعا بشرية بموقع عسكري بذمار.
هذا الواقع المأساوي دفع بنقابة الصحافيين اليمنيين إلى القول إن الحريات الصحافية تعيش أسوأ مراحلها منذ إقرار التعددية السياسية والديمقراطية يوم إعادة توحيد شطري اليمن في 22 مايو 1990.
بل إن النقابة ذهبت إلى إعلان أن الصحافيين يرزحون تحت رحمة دعاة الحروب والعنف وأصبحت حياتهم ليلا ونهارا عرضة للخطر والقمع والتنكيل.
لم تعد هذه الرؤية مقتصرة على الداخل اليمني، بل تعدتها لتصل إلى الأمم المتحدة التي قال مبعوثها السابق إلى اليمن جمال بن عمر في أحد تصريحاته قبل استقالته إن الحريات الصحافية تتعرض لانتهاكات غير مسبوقة منذ أكثر من عقدين.
مع ذلك لا يزال الكثير من الصحافيين يؤدون عملهم في تغطية ما يجري ونقل الحقيقة رغم أجواء الترهيب والتخويف والملاحقة والاختطاف التي أصبحت سلوكا ممنهجا وسياسة تهجير مقصودة للصحافيين وإلا كيف نفهم أن تلجأ المليشيا إلى تهديد وتخويف أسرة الصحافي في حال لم تجده وعجزت عن اختطافه بغية إجباره على التوقف عن أداء رسالته.
تأخذ هذه الحرب أشكالا متعددة لا تقتصر على التهديد المباشر وإنما التهديد بمصير غير معروف عبر مختلف وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع انضمام تهمة الخيانة والعمالة إلى قائمة التهم الطويلة الموجهة للصحافيين.
إن صراع الحرية والاستبداد لم يتوقف منذ القدم لكن في نهاية المطاف كان ينتهي لصالح دعاة الحرية وفي مقدمتهم الصحافيون الذين يدفعون ثمنا باهظا لحرية شعوبهم ولم يثنهم ذلك عن التراجع أو الاستسلام بل على العكس كانوا دوما في طليعة المطالبين بالتغيير ومناضلي الديمقراطية كما هو الحال في اليمن الذي يجب أن تدركه المليشيا وتعلم أن حربها معهم خاسرة والأيام كفيلة بكشف ذلك.