معهد أميركي يكشف أسباب الحذر السعودي من الملف اليمني وكيف جعل التصنيف الأمريكي للحوثيين يتخبطون الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وقوات الدعم السريع توسع عمليات الهروب من الخرطوم قرار قضائي يثير غضب إيلون ماسك.. عصابة أثيوبية تختطف اكثر من أربعين شخصا من جنوب اليمن وأجهزة الأمن تتدخل قناصو المليشيات الحوثية تستهدف النساء بمحافظة تعز الرئيس من الرياض يوجه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من الداخل ويؤكد على الوفاء بالالتزامات الاقتصادية والخدمية أمام الشعب جيش الإحتلال ينسحب من محور نتساريم الإستراتيجي.. شاهد كيف أصبح عدن: الداخلية تعلن بدء صرف مرتبات منتسبيها لشهر يناير وتعليمات لغير الحاصلين على البطاقة الشخصية الذكية تراجع مستمر في قيمة العملة اليمنية.. ''أسعار الصرف الآن'' مأرب في عين العاصفة... هل يدق الحوثيون طبول الحرب مجددا؟ وماهو أخطر ما يقلقهم اليوم ...تحركات خطيرة ومريبة
من القصص والطرائف التي حدثت لي ولا أنساها ما حييت أنني في مطلع شبابي ذهبت برفقة أحد الدعاة الشباب إلى إحدى قرى محافظة إب ليخطب الجمعة في الجامع الأكبر بتلك المنطقة.
ولما كنت أعرف شيخ تلك المنطقة ويحترمني جدا وهو صديق لعمي فقد سمح له بأن يخطب الجمعة، بل ورحب بنا وفرح بزيارتنا.
في أثناء الخطبة حدث ما أكن أتوقعه حيث قام ذلك الشيخ فجأة وغادر الجامع لدقائق ثم عاد، في تلك اللحظات كان صاحبنا الخطيب يتحدث عن بعض الناس الذين لا يتغيرون ولا تؤثر فيهم المواعظ والنصائح فقال بعد عودة الشيخ للجامع:
- بعض الناس كالكوز المجخى لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ولا يتغير، خرج أحمد ودخل أحمد ما غير الله على أحمد حال.!
والموافقة الغريبة أن الشيخ اسمه أحمد، فلما قال الخطيب ذلك المثل نظر الناس إلى الشيخ أحمد وفي وجوههم ابتسامة، وبعضهم كتم ضحكة كادت تنفجر، وبعضهم ضحك فعلا.!
حينها نظرت إلى الشيخ فإذا وجهه أسود كأنه فحمة.
وقد أدركت أن صاحبي قال المثل دون أن يقصد به الشيخ. لكن ما حدث قد حدث.
فالخطيب لا يعرف أن الشيخ اسمه أحمد، ورغم ذلك فالشيخ غضب جدا خاصة بعد تلفت الناس نحوه وظنوا أنه يعنيه.
أكملنا الخطبة وصلينا الجمعة وبعد الصلاة مباشرة غادر الشيخ أحمد إلى منزله غاضبا دون أن يصافح أحد.
كنت أتوقع أن يدعونا الشيخ إلى منزله كعادته مع أي خطيب أو زائر يصل المنطقة لكنه غضب بعد أن قال الخطيب مقالته رغم أنه قالها بحسن نية.!
ولما رأى الناس غضب الشيخ منا تحاشوا دعوتنا للغداء في منازلهم، وكنا في قرية لا مطاعم فيها وقد أضر بنا الجوع بعد أن مشينا مسافة طويلة، والمسافة إلى قريتنا بعيدة وتستغرق ساعات، ولذا قررنا الذهاب إلى أي دكان وشراء بسكويت وعصائر لنأكل فقد أضر بنا صاحبي دون أن يشعر .!
مشينا نبحث عن دكان فقال صاحبنا:
- لماذا الناس عاملونا بفتور ولم يدعونا للغداء حتى شيخهم بخيل هكذا؟!
وأضاف:
- هؤلاء بخلاء ما يدعون الضيف عندهم حتى لشرب الماء.!
فأخبرته بالحقيقة فضحك قائلاً:
- وأنا ما درينا أن الشيخ اسمه أحمد ؟!
المهم صاحب الدكان عندما ذهبنا إليه لشراء البسكويت والعصائر أصر بأن نتناول الغداء معه وقد كان.
وبعد الغداء ذهب إلى حقل مجاور وأشترى لنا قات ثم أهدى لنا البيبسي والماء وهو يضحك ويقول:
- أنا متأكد أن صاحبك لم يقصد الإساءة للشيخ ولا يعرف اسم الشيخ لكن الشيخ زعل لما ألتفت كل الناس إليه وبعضهم ضحك.
وأضاف:
- الشيخ قليل عقل واصحابنا وفوا الفورة.!
ومن هذه القصص أننا ذات مرة في السكن الطلابي أيام دراسة الثانوية العامة في إب كنا لأننا عزاب ومصاريفنا قليلة نطبخ الطعام ولا نأكل من المطاعم، وذات مرة دعونا أحد الزملاء للغداء معنا فلبى الدعوة، وأثناء إعداد الطعام كان أحد الشباب يرتل قوله تعالى: ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا).
كان يرتل هذه الآية بعفوية ويعيدها فحاولنا أن نغمز له فلم ينتبه وظل يرددها فيما الشاب الذي دعوناه للغداء قد أعتراه الخجل والإحساس بأننا نتصدق عليه، وحاولنا فتح قضايا أخرى للنقاش وجر الكلام بعيدا لكنه ظل صامتا.
وبعد الغداء انصرف بسرعة.
فقلنا لصاحبنا:
- ما الذي فعلته؟!
قال بعفوية:
- ماذا فعلت ؟!
فسألناه:
- لماذا تردد هذه الآية بالذات ؟
- لماذا تريد إحراج فلان ؟
- لماذا لم تفهم ونحن نغمز لك؟
فأقسم أنه رددها بعفوية وبحسن نية، وكان صادقا فيما يقول لكن وافق الأمر هكذا.!
والشاهد أنك أحيانا قد تقول كلاما بعفوية ولا تقصد به أحد فيما يظن بعض الناس أنك تقصدهم ويبنون على هذا الظن موقف.