بطلب من منتخب الشياطين الحمر .. إختطاف جوهرة نادي بروج
ترشيح زين الدين زيدان لتدريب احد المنتخبات الرياضية الأوروبية
دراسة تحليلية تطالب المجلس الرئاسي والأحزاب بإسناد جهود رئيس الحكومة .. بن مبارك قام بتحريك ملف مكافحة الفساد ونشّط الجهاز المركزي للمحاسبة وأحال قضايا فساد إلى النيابة
الإتحاد الأوروبي يمدد مهمة إسبيدس في البحر الأحمر عامًا آخراً
النائب عيدروس الزبيدي يلتقي المدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للغاز
توكل كرمان خلال مؤتمر ميونخ للدفاع والأمن : التخلص من ميليشيات الجنجويد والميليشيات العابرة للحدود ضرورة عالمية
15 قاضية يمنية يتخرجن من برنامج شريكة حول إدارة العدالة الفاعلة وتأهيل القيادة النسائية في القاهرة
ما هي تأثيرات تصنيف واشنطن الحوثيين منظمة إرهابية على السلام باليمن؟
قبائل غرب صنعاء تؤكد جاهزية رجالها لخوض معركة التحرير الفاصلة واسناد القوات المسلحة (صور)
توجيهات رئيس لبنان للجيش لردع فلول حزب الله بعد أحداث شغب عارمة
..أخيراً رحل "مبارك" غير مأسوف عليه.. رحل وهو الذي كان لسان حاله كلما أطل على قومه "ما علمت لكم من رئيس غيري".. وبرحيله يتأكد كم أنه ومن قبله "بن علي" وأشباههما ليسوا سوى دمىً من ورق يكفي لكي يصبحوا رمادا تذروه الرياح إشعال عود ثقاب، كما عبر عن قريب من هذا المعنى ذات حين الشاعر أحمد مطر..
يا لدورة الزمن!. تتغير فقط أسماء الأشخاص وهيئاتهم، فيما التاريخ بعاقبته على السابقين يعيد نفسه على اللاحقين، فقديما قال الـ "فرعون" ما علمت لكم من إله غيري".. وقد تمثل بدلالة هذه المقولة "مبارك" من بعده، فلا عجب أن يصيبه ما أصابه، إذ ليس ثمة ما هو أنكى وأمر وأدهى على المرء من أن لا يظفر بحسن الختام.
قال الـ "فرعون" وقد "أدركه الغرق" "آمنت".. بينما لم يشأ "مبارك" أن يقولها بنفسه فألقى بها إلى نائب حديث عهد بالنيابة قديم عهد بالتبعية ليعلنها بدلا عنه، وقد كان يمكنه النطق بها في واحد من خطاباته الثلاثة لولا صفاقته التي ظهر معها في مراتب الطغيان أشد من ذاك الذي حكى القرآن الكريم عنه أنه قال "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي"..
ربما لم يكن "هامان" قريبا من "فرعون" حين أدركه الغرق، ليصدر إليه آخر قرار "فرعوني" مخادع على شاكلة أن اعلن الآن أنني "آمنت" بما آمنوا به.. بينما لم يضرب "مبارك" يدا بأخرى قلقا وحيرة وحسرة حتى وجد "سليمان" ماثلا أمامه، وشاءت الأقدار أن يقول النائب الجملة الوحيدة المفيدة، التي يمكن بها استذكار أنه كان نائبا يوما ما..
"تنحى مبارك" وهو يجر أذيال الخيبة.. وقد طوت ثورة شعب مصر العظيم في مدة وجيزة مسيرة ثلاثة عقود من حاكمية الفرد الظالم المستبد.. وإنها لمفارقة مذهلة تُظهر كم أن تطاول سني أنظمة القمع والجور والفساد لا تتطلب للإتيان عليها إلا أياما أو أسابيع في صحوة الشعوب، ثم ما تلبث أن تنهار.
ألم تتهاو في ثمانية عشر يوما فقط من إرادة الشعب المصري الثائر دكتاتورية "مبارك" التي دامت ثلاثين عاما؟ وقبل ذلك ألم تود فاتحة الثورات بـ "بن علي" إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، حين أهال الشعب التونسي العظيم في أسابيع التراب على سوءات ثلاثة وعشرين عاما من حكم الدكتاتور؟
تتشابه مصارع الظالمين إذاً.. إذ العاقبة هي العاقبة، ولن تجد لسنة الله تبديلا.. فاستحقاقك اليوم يا فرعون أن "ننجيك ببدنك" ليس لقولك "آمنت" كونها جاءت منك متأخرة جدا "وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين".. وإنما "لتكون لمن خلفك آية".. فهل تراهم على استعداد للإفادة من توالي الآيات وتتابع الدروس، أم أنهم في طغيانهم يعمهون؟ً.