وزير الدفاع يصل الإمارات لبحث جملة من الملفات العسكرية
تطبيق إباحي يفجر خلافا واسعا بين المفوضية الأوروبية مع أبل
كاف يعلن الموعد النهائي لقرعة الكونفدرالية ودوري أبطال إفريقيا
«إي إس سبورت» تكشف عن هوية جديدة لتعزيز السياحة الرياضية
حركة «حماس» تعلن رفضها الكامل لكل مطالب إسرائيل بخصوص نزع سلاحها
خطة ترامب لغزة خيار مستحيل.. الغارديان: تسخر من موقف الدول العربية بسبب ضعفها التاريخي بشأن فلسطين
مقتل وإصابة أكثر من 9 الف مواطن يمني بسبب ألغام المليشيات الحوثية
انهكوه تعذيبا وأهملوه طبيا ...وفاة أسير في سجون المليشيا التي يشرف عليها عبدالقادر المرتضى
توكل كرمان: الإعلان عن حكومة موازية في السودان إقرار بهزيمة وسقوط مشروع اسقاط البلاد
ندوة سياسية تناقش أدوار ثوار11 فبراير في الحفاظ على منظومة الدولة ومقارعة الانقلاب
لا زالت هناك أصوات تحرث فوق الضباب, لا تدري وقت السقوط المريع, وإلى أين يكون, غرها العلو المستفحل, وبعض العلو قد يكون خسارة, كالذي يتعالى على والديه, وعلى وطنه, وعلى قيم المجتمع الشريف, وعلى مبادئ الإنسانية والحياة الكريمة.
لا زالت هناك أصوات تنخر في جسم الوطن, وتحفر على جدار الباطل ظناً أن تجمله, أو تحمى حطامه المتهالك, أو تلملم أشواقه المبعثرة في دوائر الزيف والانتهازية.
قد لا يبدو غريباً أن ساعة من الزمن دارت دورتها وقد تركت مسافات فارغة من الضياع, ولكن الأغرب أن تعيش ضمائر في تلك المسافات الفارغة, تستجدي الآهات, وتسعى لإشعال النيران على مقارع الطرقات التي يسلكها البشر, ويستغلها الناس للعبور نحو النور.
إن تحنيط الضمائر ورميها في حقول الزيف, أو في متاحف الأوهام لن يضيف شيئاً للزمن كما أن تجميع الأصفار لا ينتج عدداً له قيمة بحسب الرؤية العميقة للأستاذ محمد الغزالي رحمه الله, وبذلك مهما جمع المهمشون من النقاط فإنهم لن يصلوا للفوز في أي جولة من جولات اللعبة في ميادين الحياة وساحات السجال.
وقد لا يكون من المجازفة إذا عبَّرنا عن المواقع الحياتية للأفراد بالمصنع الذي يصنع السلام أو الغذاء للبشر, أو بالذي يصنع الدمار أو السموم للناس, فكل فرد في موقعه الاجتماعي يشكل حزمة إصلاح أو بركان فساد, قد يخرب الأرض, ويهلك الحرث والنسل, من هنا كانت مراعاة المواقع الاجتماعية أمراً معتبراً في الشريعة, ومقصداً هاماً عليه مدارها, ويترتب عليه الكثير من المآلات.
وتبدو الحاجة ملحة لصناعة الضمائر في زمان تكشفت فيه عورات الكثيرين ممن أوهموا المجتمع بأن البناء يولد الخراب, وأن النور هو السراب, وأسهموا في التضليل على العالم برؤية من أضغاث الأحلام وأقاصيص الأوهام؛ ليصلوا بذلك الصنيع إلى حشد الضمائر الميتة حول بوتقة ضيقة لا ينفذ منها نبل ولا كرم ولا إخلاص.
إلى المهمشين وراء الزمان: وطن يدعوكم نحو الحرية والبناء, نحو العدالة والمساواة, وضمائركم لا زالت تحوم حول الحمى, لقد ولى زمان الأمنيات والترهات, والبطاقات الكلامية مسبوقة الدفع, لقد تساقطت كل الأوراق أخضرها ويابسها, ولم يعد يجدي نفعاً بقاؤكم فوق الضباب, لو تكتبون كما كتب من سبقكم من أهل المهارة والإجادة والذين لم يصلوا إلى مبتغاهم في نصرة الزيف والباطل, أو تخطون ملاحم كملاحم شكسبير, أو تعشقون كما عشق امرؤ القيس فلن يرضى بكم الوطن ولن يرفعكم عالياً, ولن يبقى لكم سوى النحيب والاغتراب وكتابة أوهامكم على جدران البؤس وصفحات فقدان الحنان, والتلذذ بعذاب الذات.
إلى المهمشين وراء الزمان: هاهو الزمن يفتح ذراعيه لكم لترسموا لوحة جميلة من الإخلاص, وتكبوا فصلاً جديداً عنوانه العودة إلى الحقيقة, هاهو الوطن يفتح صدره الرحب لكم لتسهموا في تحريره من قيود الظلم التي طالته عبر عقود عجاف يملؤها المصادرة للحرية والفكر والمكانة, هذا الوطن فامسحوا على جبينه الوجل غبار الفساد وغشاوة الجمال, وانثروا الورود في سمائه الفسيح لتفوح روائح الحرية وعبير النصر, وهاهو لوطن ينادي أن سجلوا ذكرياتكم قبل أن تطوى الصحفّ!!!.