آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

أين يذهب موتى الوطن
بقلم/ الشاعر/نزار قباني
نشر منذ: 8 أشهر و 26 يوماً
الخميس 30 مايو 2024 10:07 م
  

1

نموت مصادفةً ..

ككلاب الطريق .

ونجهل أسماء من يصنعون القرار .

نموت ...

ولسنا نناقش كيف نموت ؟

وأين نموت ؟

فيوماً نموت بسيف اليمين .

ويوماً نموت بسيف اليسار ..

نموت من القهر

حرباً وسلماً ..

ولا نتذكر أوجه من قتلونا

ولا نتذكر أسماء من شيعونا

فلا فرق – في لحظة الموت –

بين المجوس ..

وبين التتار ...

بلادٌ ..

تجيد كتابة شعر المراثي

وتمتد بين البكاء .. وبين البكاء

بلادٌ ..

جميع مدائنها كربلاء ...

3

بكعب الحذاء تدار ..

فلا من حكيمٍ ..

ولا من نبيٍ ..

ولا من كتاب .

بلادٌ ..

بها الشعب يأخذ شكل الذباب !!

4

بلادٌ ..

بلادٌ يسيجها الخوف ،

حيث العروبة تغدو عقاباً ..

وحيث الدعارة تصبح طهراً

وحيث الهزيمة تغدو انتصار ...

5

مبادئ .. بالرطل مطروحةٌ

على عربات الخضار ..

تكفل حرية الرأي .. تعرض كالفجل

في عربات الخضار .

قصائد .. ليس عليها إزار

تضاجع في الليل كل خليفه ..

وترضي جميع جنود الخليفه ..

وترمى صباحاً كأية جيفه

عل عربات الخضار ..

6

بلادٌ .. بدون بلاد

فأين مكان القصيدة

بين الحصار ، وبين الحصار ؟

فعل انتحار ..

7

بلادٌ ..

تحاول أشجارها

من اليأس ،

أن تتوسل تأشيرةً للسفر ..

بلادٌ ..

تخاف على نفسها من قصيدة شعرٍ ..

ومن قمر الليل ،

حين يمشط شعر المساء .

وتخشى على أمنها

وعيون النساء ..

9

أفتش عن وطنٍ لا يجيء ..وأسكن في لغةٍ

ليس فيها جدار ...

10

بلادٌ ..

تعد حقائبها للرحيل

وليس هناك رصيفٌ

11

إلى أين يذهب موتى الوطن ؟

وكل العقارات فيه

ومن يدلكون بزيت البنفسج صدر الرئيس ..

وظهر الرئيس ..

وبطن الرئيس ..

ومن يحملون إليه كؤوس اللبن ..

إلى أين يذهب ؟

وما عندهم شقةٌ للسكن !!

12

ولو موتنا ..

كان من أجل أمرٍ عظيم

لكنا ذهبنا إلى موتنا ضاحكين

ولو موتنا كان من أجل وقفة عزٍ

وتحرير أرضٍ ..

وتحرير شعبٍ ..

سبقنا الجميع إلى جنة المؤمنين

ولكنهم .. قرروا أن نموت ..

ليبقى النظام ..

وأخوال هذا النظام ..

وتبقى تماثيل مصنوعةٌ من عجين !!

13

يموت الملايين منا

ولا تتحرك في رأس قائدنا

شعرةٌ واحده ..

ولم أك أعرف أن الطغاة

يضيقون بالآلة الحاسبه ..

14

أحاول بالشعر ..

أن أستعيد مرايا النهار .

وعشب الحقول ،

وضوء النجوم ،

وأستنبت القمح من تحت هذا الدمار .

15

أحاول بالشعر ..

إنهاء عصر التخلف ،

حتى أؤسس عصراً جديداً

من الورد والجلنار .

أحاول بالشعر ..

تفجير عصرٍ

وتغيير كونٍ ..

وإشعال نار ..

17

بحثت طويلاً عن المتنبي

فلم أر من عزة النفس

بحثت عن الكبرياء طويلاً

ولكنني لم أشاهد

بعصر المماليك

إلا الصغار .. الصغار ...

من الورد والجلنار .

16

أحاول بالشعر ..

تفجير عصرٍ

وتغيير كونٍ ..

وإشعال نار ..

17

بحثت طويلاً عن المتنبي

فلم أر من عزة النفس

إلا الغبار ..

بحثت عن الكبرياء طويلاً

ولكنني لم أشاهد

بعصر المماليك

إلا الصغار .. الصغار ..