استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة
حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها
رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي
وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها
موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني
انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني
المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد
أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار
في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا
الحكومة اليمنية ترحب بتوقيع اتفاقية مع اليابان لدعم التعليم بتعز بـ4.2 مليون دولار
ة
صحيح أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل ولبنان نسخة مكررة من الاتفاقات التي سبقته على مدى أربعين عاماً، وفشلت جميعها في منع نشوب الحرب مرات لاحقة... إنما هذه الحرب، وهذا الاتفاق، يختلفان عمَّا سبقهما، وقد نشهد تطبيقاته بدءاً من العام المقبل. وفي رأيي سيغيِّر مفهوم الصراع عبر لبنان.
السؤال المهم: ما الجديد والمختلف في الاتفاق؟
لا ليست تنازلات إيران ولا إضعاف «حزب الله»، كما يخمِّن معظم التقديرات، بل إن العامل المتغير هذه المرة هو إسرائيل نفسها.
هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي غيَّر مفهوم الردع الإسرائيلي إلى منع وجود خطر محتمل في محيطها الجغرافي المباشر. عدّت إسرائيل ذلك الهجوم خطراً وجودياً استوجب إعادة النظر في التعايش الحدودي مع الجماعات المعادية لها، ولهذا قررت القضاء على «حماس» والقضاء على قوة «حزب الله» وعدم السماح للتنظيمين بتهديد وجود الدولة اليهودية.
من ملامح الحرب الحالية؛ حجمها ونوعها وتصريحات القادة الاستراتيجيين، يتبين أن إسرائيل غيَّرت سياستها، من جزِّ العشب إلى اقتلاعه. كانت في السابق تترك قدرات «حزب الله» و«حماس» تنمو ثم تخوض حرباً لتدميرها. وهكذا دارت جولات من المواجهات الماضية اختُتمت باتفاقات هدنات مؤقتة. إسرائيل في هذه المواجهة مضت شوطاً كبيراً في تحقيق هدفيها. «حماس» عملياً انتهت وقد تعود مدنياً، إنْ عادت. وفي ثمانية أسابيع قضت على قيادات «حزب الله» ومعظم ترسانته. لكن لا يزال الحزب واقفاً، وإن كان يعرج على رِجل واحدة، وسيسعى لإعادة بناء قدراته المدمَّرة وتأهيل كوادره خلفاً للتي قضي عليها، كما فعل في الحروب الماضية.
الجديد، إسرائيل تقول إنها عازمة على اقتلاع «حزب الله»، والاتفاق لا يمنعها من ذلك. فهو يمنحها حق التدخل والتجوال في سماء لبنان. ويتضمن شروطاً صريحة بشأن مراقبة المعابر ومنع التسلح وإلزام الحكومة بتفكيك ما تبقى للحزب من مصانع ومخازن للأسلحة. وفوق هذا وافق الحزب، من خلال الحكومة اللبنانية، على أن يشرف الأميركيون على تنفيذ الالتزامات.
هذا الاتفاق يختلف في أن له أسناناً. سيتيح استهداف عمليات التمويل الإيرانية وإعادة التسلح، وسيبرر للمطاردة في الممر الإيراني عبر سوريا والعراق.
حجة إسرائيل أن الدولة اللبنانية، التي كانت تكلَّف بهذه المهام سابقاً، أضعف من أن تقتلع الحزب ذا الجذور العميقة، والمنتشر في أنحاء البلاد مدنياً وعسكرياً. فهو موجود في الجيش والأمن والمجالس البلدية والمصارف والمطار والحكومة والبرلمان. ونتذكر كيف أجبر «حزب الله» القوى اللبنانية على تعديل اتفاق الطائف باختراع آلية الثُّلث المعطِّل لصالحه، فأصبح الثلث أهم من الثلثين. وبذلك صارت له الكلمة الأخيرة في اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش!
هل حقاً بمقدور إسرائيل القضاء على قدرات «حزب الله» في ظل صراع إقليمي تنخرط فيه أيضاً قوى كبرى بشكل غير مباشر؟
برهنت إسرائيل على أنها قوة عسكرية إقليمية مدمِّرة قادرة على خوض حروب طويلة ومتعددة وكسبها. وقد سبق لها أن قضت على منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وحجَّمت سوريا فيه، وهذه المرة فاجأت «حزب الله» والقوى الداعمة له بتفوّقها الحاسم. من الصعب على الحزب أن يعود لاعباً إقليمياً يهدد إسرائيل في ظل ميزان القوى الحالي. لكنَّ الطريق إلى تجريد «حزب الله» ليس فقط بنزع سلاحه بل أيضاً بنزع سطوته التي ستتطلب جولات أخرى.