آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

من بوبيان إلى صنعاء
بقلم/ سمير عطا الله
نشر منذ: 10 سنوات و أسبوع و 5 أيام
الخميس 12 فبراير-شباط 2015 10:14 ص
كان الجميع يعتقد أن جيش صدام حسين لن يصل إلى مدينة الكويت. سوف يُهوِّل باحتلال الكويت، لكنه سوف يتوقف في جزيرتي وربة وبوبيان. لأن «عقدة» العراق، عكس جميع الدول الأخرى، في المياه المالحة وليس المياه الحلوة. غير أن صدام كان في داخله يضحك من أفكار المحللين. الجميع يعتقدون أن الاجتياح الإسرائيلي (1982) لن يصل إلى بيروت، ولن يتجاوز مسافة 40 كيلومترا لإقامة حزام أمني، لكنه احتل بيروت ودكَّها ووصل إلى مائة متر من القصر الجمهوري.
ثمة جزء مهم من الحروب يُسمّى التمويه، وهو بدائي من أيام العصر الحجري. ويجب أن ننظر دائما لا إلى حيث يشير عدوك، بل إلى العكس. ولذلك، أخذت الناس بعد حرب 1967 على الرئيس جمال عبد الناصر قوله «انتظرناهم من الشرق فجاءوا من الغرب»، لأن الاستراتيجية العسكرية تفترض أن تتوقع عدوك من كل الجهات.
الذين توقعوا أن يصل الحوثيون إلى منتصف الطريق نحو صنعاء، ثم يستريحون، راعهم بلوغهم أطراف صنعاء. آه، حسنا. لا يمكن أن يتقدموا. وإذ أكملوا الهجوم، قال الجميع: لن يحتلوا القصر الجمهوري. فهذه في نهاية المطاف، اليمن، وجبال اليمن، ولن تلين لغزو داخلي أو خارجي. وسوف يحل بالحوثيين ما حل بمن قبلهم. خطأ.
أو بالأحرى نصف خطأ. لأن الحوثيين مهدوا الطريق إلى صنعاء بالتحالف مع الذين كان يُفترض أن يقطعوها عليهم. ولأنهم دخلوا العاصمة بالمال والدبابات. وفيما كانت اليمن تنتظرهم من الشرق، دخلوا من الغرب، ودخلوا البرلمان والقصر والمحاكم، وغسلوا حبر الاتفاقات والبيانات الأخوية ونشروها على حبال الحمالين في ميناء الحديدة.
وكان على مجلس التعاون أن يعتبر من درس علي صالح، الذي ظل يفاوضه ويفاوض سفراء العالم، ووسطاء العالم، ومشايخ اليمن أياماً وليالي قبل أن يخرج من الشرق ويدخل من الغرب. الوعود لا تدوم طويلا هذا الزمن. حتى التوقيع في مكة لم يضمن الاتفاق الفلسطيني. أما وقد أغلق الحوثيون باب صنعاء «وفتحوا باب الحوار»، فيذكِّرني هذا الإضحاك بأغنية مكسيكية يرددها الكاوبوي فيقول: «أنا لا أفرض شيئا على أحد. كل ما أفعله أنني أضع مسدسي على الطاولة وأقترح».
اقترح عبد الملك الحوثي بعد استكمال وضع اليد على صنعاء فتح باب، أو أبواب الحوار، لم أعد أذكر. وبقدر ما احترم الحوثيون وعود الأمس، سوف يحترمون وعود اليوم. الرجاء أن نعد أنفسنا جميعا: من «جنيف 1» إلى «جنيف 2»، ولكن ليس إلى «موسكو 1»، بل إلى باب المندب. الحوثي وسيلة، والغاية أبعد من خنجره المرعب الحجم.