المليشيات الحوثية تصعد عسكريًا على جبهات مأرب وتعز .. تفاصيل البرهان من القيادة العامة للجيش السوداني: التمرد الى زوال والقوات المسلحة في أفضل الحالات تزامناً مع ذكرى اغتياله..صدور كتاب عبدالرقيب عبدالوهاب.. سؤال الجمهورية" اجتماع برئاسة العليمي يناقش مستجدات الشأن الإقتصادي وتداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية الحوثيون ينفذون حملة اختطافات لموظفين أممين في صنعاء والمبعوث يتفاوض معهم في مسقط مطار في اليمن يستأنف رحلات جوية مباشرة إلى مصر بعد توقف دام 10 سنوات شائعات بعودة ماهر الأسد إلى سوريا تجعل ''فلول النظام'' يخرجون من جحورهم ويرفعون صور بشار غداة وعود بن مبارك بصرف رواتبهم قبل رواتب المسئولين.. المعلمون في تعز يخرجون في تظاهرة حاشدة وزير يمني يثني على عمان ويقول: الحكومة لا تعارض مشاركة أي طرف في السلطة بما في ذلك الحوثيين غوتيريش يطلق دعوه عاجلة للحوثيين بشأن موظفي الأمم المتحدة ويشدد على إنسانية الوضع في اليمن
ة
صحيح أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل ولبنان نسخة مكررة من الاتفاقات التي سبقته على مدى أربعين عاماً، وفشلت جميعها في منع نشوب الحرب مرات لاحقة... إنما هذه الحرب، وهذا الاتفاق، يختلفان عمَّا سبقهما، وقد نشهد تطبيقاته بدءاً من العام المقبل. وفي رأيي سيغيِّر مفهوم الصراع عبر لبنان.
السؤال المهم: ما الجديد والمختلف في الاتفاق؟
لا ليست تنازلات إيران ولا إضعاف «حزب الله»، كما يخمِّن معظم التقديرات، بل إن العامل المتغير هذه المرة هو إسرائيل نفسها.
هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي غيَّر مفهوم الردع الإسرائيلي إلى منع وجود خطر محتمل في محيطها الجغرافي المباشر. عدّت إسرائيل ذلك الهجوم خطراً وجودياً استوجب إعادة النظر في التعايش الحدودي مع الجماعات المعادية لها، ولهذا قررت القضاء على «حماس» والقضاء على قوة «حزب الله» وعدم السماح للتنظيمين بتهديد وجود الدولة اليهودية.
من ملامح الحرب الحالية؛ حجمها ونوعها وتصريحات القادة الاستراتيجيين، يتبين أن إسرائيل غيَّرت سياستها، من جزِّ العشب إلى اقتلاعه. كانت في السابق تترك قدرات «حزب الله» و«حماس» تنمو ثم تخوض حرباً لتدميرها. وهكذا دارت جولات من المواجهات الماضية اختُتمت باتفاقات هدنات مؤقتة. إسرائيل في هذه المواجهة مضت شوطاً كبيراً في تحقيق هدفيها. «حماس» عملياً انتهت وقد تعود مدنياً، إنْ عادت. وفي ثمانية أسابيع قضت على قيادات «حزب الله» ومعظم ترسانته. لكن لا يزال الحزب واقفاً، وإن كان يعرج على رِجل واحدة، وسيسعى لإعادة بناء قدراته المدمَّرة وتأهيل كوادره خلفاً للتي قضي عليها، كما فعل في الحروب الماضية.
الجديد، إسرائيل تقول إنها عازمة على اقتلاع «حزب الله»، والاتفاق لا يمنعها من ذلك. فهو يمنحها حق التدخل والتجوال في سماء لبنان. ويتضمن شروطاً صريحة بشأن مراقبة المعابر ومنع التسلح وإلزام الحكومة بتفكيك ما تبقى للحزب من مصانع ومخازن للأسلحة. وفوق هذا وافق الحزب، من خلال الحكومة اللبنانية، على أن يشرف الأميركيون على تنفيذ الالتزامات.
هذا الاتفاق يختلف في أن له أسناناً. سيتيح استهداف عمليات التمويل الإيرانية وإعادة التسلح، وسيبرر للمطاردة في الممر الإيراني عبر سوريا والعراق.
حجة إسرائيل أن الدولة اللبنانية، التي كانت تكلَّف بهذه المهام سابقاً، أضعف من أن تقتلع الحزب ذا الجذور العميقة، والمنتشر في أنحاء البلاد مدنياً وعسكرياً. فهو موجود في الجيش والأمن والمجالس البلدية والمصارف والمطار والحكومة والبرلمان. ونتذكر كيف أجبر «حزب الله» القوى اللبنانية على تعديل اتفاق الطائف باختراع آلية الثُّلث المعطِّل لصالحه، فأصبح الثلث أهم من الثلثين. وبذلك صارت له الكلمة الأخيرة في اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش!
هل حقاً بمقدور إسرائيل القضاء على قدرات «حزب الله» في ظل صراع إقليمي تنخرط فيه أيضاً قوى كبرى بشكل غير مباشر؟
برهنت إسرائيل على أنها قوة عسكرية إقليمية مدمِّرة قادرة على خوض حروب طويلة ومتعددة وكسبها. وقد سبق لها أن قضت على منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وحجَّمت سوريا فيه، وهذه المرة فاجأت «حزب الله» والقوى الداعمة له بتفوّقها الحاسم. من الصعب على الحزب أن يعود لاعباً إقليمياً يهدد إسرائيل في ظل ميزان القوى الحالي. لكنَّ الطريق إلى تجريد «حزب الله» ليس فقط بنزع سلاحه بل أيضاً بنزع سطوته التي ستتطلب جولات أخرى.