آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

هل أحزابنا قبائل ضعيفة؟
بقلم/ د. امين شايع الحميري
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 17 يوماً
الإثنين 13 يونيو-حزيران 2011 08:42 م

لقد عمل النظام على مدى ثلاثة عقود على تنمية الروح القبيلة وتقوية القبيلة على حساب الحياة المدنية، فقد مدّ القبائل بالمال والسلاح على مدى قربها منه، فأي شيخ قبيلة يعتبر سلطان زمانه لأنه يدخل القصر متى شاء، بل هو من المقربين وكل طلباته مجابة، ولا يلام النظام على ذلك، لأن خلفيته الثقافية والتربوية خلفية قبلية ابتداء، ولأنه أدرك أن القبائل ستكون أحد أركان حكمه بعد الجيش، بل اعتبر القبيلة هي الجيش الاحتياطي له، إن لم يكن الجيش الأساسي، ولكن ثقافة القبيلة والترابط القبلي لم يكن بنفس النمط في كل أرجاء اليمن، بل كان متمركزاً في المحافظات الشمالية، وخاصة تلك المتواجدة في شمال وشرق العاصمة، وقد عمل النظام على نشر ثقافة القبيلة في المناطق الوسطى وفي المنطق الجنوبية بعد الوحدة، وظهرت مجاميع من المنتفعين ومن المتمشيخين هنا وهناك، ولكن لم تنجح هذه المجاميع في إيجاد قبيلة بالمفهوم الموجود في حاشد وبكيل.

ظلت المناطق الوسطى والجنوبية مناطق المستضعفين، بسبب عدم وجود القبيلة وبغياب القانون، ولأن النظام لا يقرب إلا القادة العسكريين أو القبائل القوية المحاربة، وفي ظل هذه الظروف انتشر مفهوم الحزبية السياسية في هذه المناطق، لعلها تجد لها مكاناً لدى السلطان، ولعل أهل هذه المناطق يحصلون على هبات الوالي أو يجدون الحماية في ظل هذه الفوضى التي يتزعمها القادة العسكريون المتنفذون وسلاطين القبائل وأسرة النظام، حتى إنهم سيطروا على المناصب والتجارة وكل مقدرات البلاد، ومن كان محظوظاً من أبناء المناطق المستضعفة نافق هذه الفئات وتسلق على ظهر أحد الزعماء ليجد لتجارته ومصالحه الحماية.

أما الأحزاب فقد مارست دور القبيلة الضعيفة المسالمة التي لا تؤمن بالعنف، فتجد زعماء الأحزاب يتسابقون على هبات الحاكم وعلى مجاملته ليحصلوا على عين الرضا أو على ابتسامته، وأحياناً يحصل زعيم الحزب على سيارة وعلى بعض المال ليدجن حزبه لطاعة النظام وعدم المشاغبة، فقد كان شيخ القبيلة يأخذ ما يريد وهو رافع رأسه، بل ويضغط على الدولة بعدد أفراد قبيلته المسلحين، أما زعيم الحزب فيأخذ ما يريد بعد عناء طويل، ويأخذه وهو مهان وقد حصل على كوم من الشتائم والتهزيء.

ولا يختلف زعيم الحزب عن شيخ القبلة كثيراً، فشيخ القبيلة يظل شيخاً مدى الحياة، وزعيم الحزب يظل هو الزعيم مدى الحياة، ولا يؤمن بالتغيير أو الديمقراطية إلا في برنامج حزبه السياسي، ولقد كان الرابط بين أعضاء الحزب الواحد أضعف من الرابط بين أبناء القبلية، والدليل على ذلك أن النظام استطاع أن يفكك كثيراً من الأحزاب، فالحزب الواحد صار حزبين أو أربعة، ولكننا لم نسمع أن قبيلة تفككت وصارت قبيلتين! لأن النظام كان أعجز أمام القبيلة منه أمام الحزب. بل لقد كان الاحزاب في سباق لعقد تحالفات مع القبائل ومع القادة العسكريين المقربين من النظام لعلها تجد لنفسها الحماية من سطوة النظام ومن سطو القبيلة. فهل سيكون للأحزاب دور مختلف في المرحلة المقبلة ام انها ستظل في حماية القبائل والعسكر.

وفي ظل هذه الظروف السياسية والاجتماعية السيئة وغياب القانون استطاع النظام التعايش مع مجموعة من ضباط الجيش ومجموعة من مشايخ القبائل ومجموعة من قادة الأحزاب، يرمي لهم بالقليل مما ينهب ليسكتوا على أخطائه، ولهذا السبب سعى النظام منذ اليوم الأول للثورة لدعوة الشباب إلى تأسيس حزب سياسي لكي يستطيع التعامل معه بطريقته الخاصة، يعطي بعض زعمائه بعض الوظائف وبعض السيارات مقابل تدجين بقية أعضاء الحزب لصالح النظام، وإن لم يستطع فبالتهديد والوعيد، ولكنه فشل باستدراج الشباب إلى تأسيس ذلك الحزب، ولقد أثب شباب الثورة وعيهم السياسي وإدراكهم لألاعيب النظام.

أما شريحة الشباب المتعلم والمستقل فقد عاش أصعب أيام حياته، لأنه لا يجد قانوناً يحميه ولا دولة يعتمد عليها، ولا هو أحد أفراد قبيلة قوية أو هو تابع لمتنفذ أو عضو في حزب ضعيف، ظل هذا الشباب محتاراً يبحث عن مخرج لبلده ولأمته، حتى جاء البوعزيزي من تونس بفكرة فجرت الثورات العربية، فرأى شباب اليمن طريقة للخروج من هذه الفوضى والعبث القاتل، فهل ستنجح ثورة الشباب؟ أم أن القبيلة ستعود وستعود الأحزاب المدجنة لتدجن هذا الشباب وتقضي على أحلامه؟ أم أنها ستكون له سنداً وتنهض بالثورة إلى الأمام لإيجاد الدولة المدنية الحديثة التي من خلالها يستطيع كل مواطن ان يصل الى حقه عن طريق القانون ام ان المظاهر المسلحة ستستمر وسيستمر النفوذ بيد العسكر والقبيلة؟ هذا ما سنراه قريباً إن شاء الله، وإن غداً لناظره قريب.