آخر الاخبار

مأرب: وزارة الشباب والرياضة تدشن البرنامج التدريبي لعام 2025م تستهدف تأهيل شباب13محافظة. أول توجيهات رئاسية للبنك المركزي.. استعدادات لعزل البنك المركزي بصنعاء وسحب السويفت ونقل مقار البنوك الى عدن أول رد إيراني على تصنيف ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية سفير اليمن بالدوحة يجري مباحثات لإطلاق مشروع طموح لتدريب معلمي اليمن ورفع كفاءاتهم بدعم قطري ويبشر بتدشينه قريبا عاجل : إشهار مؤتمر سقطرى الوطني بقيادة القحطاني .. رسائل للمجلس الرئاسي والسلطة المحلية ومأرب برس ينشر قائمة بقياداته العليا الرئيس العليمي يبدأ أول خطوة في الإجراءات التنفيذية لقرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وزير الخارجية السوري: نستلهم سوريا الجديدة من رؤية السعودية 2030 ماذا يعني تصنيف ترامب للحوثيين منظمة إرهابية أجنبية؟ ماهي الدلالات السياسية التي تحملها زيارة وزير الخارجية السعودي إلى لبنان؟

رثاء أب ..
بقلم/ عبد الرحمن العشماوي
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 19 يوماً
السبت 02 فبراير-شباط 2013 06:49 م

هزي جذوعك يا غصون اللوز

في وطني الحبيب

فلربما صار البعيد لنا قريب

ولربما غنت عصافير الصفاء

وغرد القمري

وابتسم الكئيب

هزي غصونك

وانثري في الأرض لوزك يا جذوع

ودعي النسيم يثير أشجان الفروع

ودعي شموخك يا جذوع اللوز

يهزأُ بالخضوع

هزي غصونك

ربما سمع الزمان صدى الحفيف

ولربما وصل الفقير إلى رغيف

ولربما لثم الربيع فم الخريف

هزي غصونك

ربما بعث الصفاء إلى مشاعرنا

بريدَهْ

ولربما تتفيأ الكلمات في درب المنى

ظل القصيدة

أنا يا جذوع اللوزِ

أغنيةٌ على ثغر اليقين

أنا طفلة نظرت إلى الأفاق

رافعة الجبين

أنا من ربا المرزوق

تعرفني ربوع بني كبير

أملي يغرد يا جذوع اللوز

في قلبي الصغير

وأبي الحبيب يكادُ بي

من فرط لهفته يطير

أنا ياجذوع اللوز من صنعت لها المأساة

مركبةً صغيرة

أنا مَنْ قدحْتُ على مدى الأحلام

ذاكرة البصيرة

لأرى خيال أبي وكان رعيتي

وأنا الأميرة

كم كنت أمشط رأسهُ

وأجر أطراف العمامةْ

وأريه من فرحي رُباً خضراً

ومن أملي غمامةْ

كم كنت أصنع من تجهمه

إذا غضب، ابتسامهْ

أنا ياجذوع اللوز

بنت فقيد واجبه مساعد

أنا مَنْ تدانى الحزن من قلبي

وصبري عن حمى قلبي

تباعدْ

أنا طفلة تُدعى عهود

أنا صرخةٌ للجرح

تلطم وجه من خان العهودْ

أنا بسمةٌ في ثغر هذا الكونِ

خالطها الألمْ

صوتي يردد في شمم

عفواً أبي الغالي ، إذا أسرجت

خيل الذكرياتْ

فهي التي تُدني إلى الأحياء

صورة من نأى عنهم

وماتْ

عفواً

إذا بلغت بي الكلماتُ حدَّ اليأس

واحترق الأملْ

فأنا أرى في وجه أحلامي خجلْ

وأنا أرددُ في وجلْ

يا ويل عباد الإمامة والإمامْ

أو ما يصونون الذِّمامْ

كم روعوا من طفلةٍ مثلي

وكم قتلوا غلامْ

ولكم جنوا باسم السلامِ

على قوانين السلامْ

ياويل عُبَّاد القبورْ

هُمْ في فؤاد الأمة الغراء آلامٌ

وفي وجه الكرامة كالبثور

هُمْ - يا أبي الغالي - قذىً في عين أمتنا

وضيقٌ في الصدور

يا ويل أرباب الفتنْ

كم أوقدوا ناراً وكم نسجوا كفنْ

كم أنبتوا شوكاً على طرقات أمتنا

وكم قطعوا فَنَنْ

كنا نظن بأنهم يدعون للإسلام حقاً يا أبي

فإذا بهم

يدعون للبغضاءِ فينا والإِحنْ

عفوا أبي الغالي

أراك تُشيح عني ناظريكْ

وأنا التي نثرتْ خُطاها في دروب الشوق

ساعيةً إليك

ألبستنا ثوب الوقار

ورفعتَ فوق رؤوسنا تاج افتخارْ

إني لأطرب حين أسمع من يقول

هذا شهيد أمانته

بذل الحياة صيانةً لكرامته

أواهُ لو أبصرتَ

زهوَ الدَّمع في أجفان غامدْ

ورأيت - يا أبتاه - كيف يكون

إحساس الأماجدْ

أواه لو أبصرت ما فعل الأسى

ببني كبير

كل القلوب بكتْ عليك

وأنت يا أبتي جدير

أنا يا أبي الغالي عهود

أنسيتَ يا أبتي عهود

أنا طفلةٌ عزفتْ على أوتار بسمتها

ترانيم الفرح

رسمتْ جدائلُها لعين الشمس

خارطة المرَحْ

كم ليلةٍ أسرجتَ لي فيها قناديل ابتسامتك الحبيبهْ

فصفا فؤادي وانشرحْ

أختايَ يا أبتي وأمي الغاليهْ

يسألنَ عنك رحاب قريتنا

وصوت الساقيهْ

أرحلت يا أبتي الحبيب؟؟

كلُّ النجوم تسابقت نحوي

تزفُّ لي العزاءْ

والبدر مدَّ إليَّ كفاً من ضياءْ

والليل هزَّ ثيابه

فانهلَّ من أطرافها حزنُ المساء

تتساءل المرزوق يا أبتي الحبيب

ما بال عينِ الشمس ترمقنا

بأجفان الغروبْ

وإلى متى تمتدُّ رحلتك الطويلةُ يا أبي

ومتى تؤوب؟؟

وإلى متى تجتثُّ فرحتنا

أعاصير الخطوب

هذا لسان الطَّلِّ يُنشِدُ للربا

لحن البكاءْ

هذي سواقي الماء في وديان قريتنا

على جنباتها انتحر الغُثاءْ

هذا المساءْ

يُفضي إلى آفاق قريتنا

بأسرار الشَّقاء

يتساءل الرمان يا أبتي

ودالية العنب

والخوخ والتفاح يسألُ

والرطبْ

وزهور وادينا تشارك في السؤالْ

ويضجُّ وادينا بأسئلةٍ

تنمُّ عن انفعالْ

ماذا أصاب حبيبنا الغالي مساعد

كيف غابْ؟

ومتى تحركت الذئابْ؟

ومتى اختفى صوتُ البلابلِ

وانتشى صوتُ الغراب؟

يا ويح قلبي من سؤالٍ

لا أطيق له جوابْ

ما زلتُ - يا أبتي - أصارع حسرتي

وأسد ساقية الدموعْ

أهوى رجوعك يا أبي الغالي

ولكنْ

لا رجوعْ

إن مُتَّ يا أبتي

وفارقت الوجودْ

فالموتُ فاتحة الخلودْ

ما مُتَّ في درب الخيانة والخنى

بل مت صوناً للعهود

يا حزنُ

لا تثبتْ على قدمٍ

ولا تهجر فؤادْ

فأنا أراك لفرحتي الكبرى امتدادْ

إن ماتَ - يا حزني - أبي

فالله حيٌّ لايموتْ

الله حيٌّ لايموتْ