آخر الاخبار

توكل كرمان: من يحكمون اليمن اليوم لا يقلون ضررا عن سلطة الحوثيين والمجلس الانتقالي مكشوف أمام الجنوبيين قبل الشماليين مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية

الجنوب بين تدليس عبدربه منصور وتهريج الأحمر
بقلم/ د. حسين لقور بن عيدان
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و يومين
الإثنين 08 أكتوبر-تشرين الأول 2012 05:25 م

كثيرة هي الأحداث التي تتواتر في البلد وكثيرة هي الأمور التي تستحق الوقوف أمامها وبطبيعة الحال هناك  أحداث يتوقف الكثيرين عندها ويتم تحليلها أو الحديث عنها و تمر أحداث  دون إعطاءها الاهتمام المفروض والمستحق.

لا أريد الوقوف أمام تصريحات صادق الأحمر الهزيلة والمتخلفة التي قالها بشأن الحوار فهي تعكس حقيقة ثقافة وفكر شيخ يتكئ على القبلية المتخلفة ومثله الكثير في صنعاء .

الحقيقة التي لا يحب بعض المثقفين والسياسيين في صنعاء الوقوف أمامها والاعتراف بها ألا وهي إن القضية الجنوبية بدأت فعلا تحسم أمرها وان موضوع فك الارتباط باليمن ما هو إلا مسألة زمن يحاول أمثال صادق الأحمر إبطاءها بمثل هذا التهريج بالتهديد بالحرب على الجنوبيين والكلام المشين في حق إخواننا السياسيين في الشقيقة صنعاء قبل أن يكون له أي معنى لدى الجنوبيين فهذا الرجل أولا وأخيرا لا يحسب له إي حساب في عالم السياسية إلا بمقدار ما يدفعه لتلميع نفسه ونسج العلاقات العامة التي تقوم بها مؤسسات شقيقه الآخر, غير انه يثبت شيئا واحدا وهو إن دولة صنعاء المدنية ما زالت حلما بعيد المنال ولن تراه قريبا في ظل وجود مثل هولاء المتسيدين على صنعا وأهلها .

لكن الموضوع الذي مر دون أن يتوقف أمامه الكثيرين هو ما قاله عبد ربه منصور هادي الرئيس الانتقالي في مناسبتين وفي قارتين وفي بلدين مهمين , المناسبة الأولى في واشنطن في مركز ويلسون وتحدث فيها عن أن هناك حراك جنوبي مسلح والمناسبة الأخرى التي أعاد فيها نفس الحديث عن الحراك المسلح في ألمانيا في مؤتمر صحفي مع المستشارة إنجيلا ميركل.

اختيار العاصمتين واشنطن وبرلين لوصم الحراك الجنوبي السلمي بالمسلح لا يمكن أن يكون مصادفة ولكن ما هي الفرضيات التي دعته إلى قول مثل هذا القول و هو أول شخص يعرف عدم صحة هذا الاتهام , هل أراد عبدربه أن يمارس نوع من الضغط على قوى الحراك الجنوبي كي تقبل بالحوار من خلال إعطاء الانطباع إن القوى الدولية الفاعلة تقف إلى جانبه وتحمل نفس الرؤية لحل المشكلة الجنوبية وان هذه القوى لا يمكن أن تقبل بأي عمل مسلح في البلد, أم أراد أن يتماشى مع الحملة الإعلامية التي تقودها القوى الدينية والقبلية التابعة لحزب الإصلاح في صنعاء على الحراك السلمي الجنوبي وتحاول تشويه مسيرة نضال الجنوبيين من خلال تفريخ مواقع تنطق زوراً باسم الجنوب كي تحافظ على مصالح قياداتها الفاسدة المشاركة في نهب الثروات في الجنوب والتي كانت احد أسباب ظهور الحراك؟

هل أصاب عبدربه منصور بهذا الأسلوب للحديث عن نضال الجنوبيين وبهذه الخفّة وهذه البساطة الغير مسئولة سياسيا وأخلاقيا , سياسيا لسبب بسيط يعرفه كل من له اهتمام بأنظمة الدول الكبرى وكيف تدار سياساتها وأسلوب جمعها للمعلومات , وتقديم معلومات بهذه البساطة وفي عواصم كبرى تظهره كمن يبيع الماء في حارة السقاءين حسب المثل المصري الشهير .

وأمّــا أخلاقيا فمسئوليته تجاه الجنوب باعتباره مسئولا عسكريا وحزبيا يحمل جزءا من مسئولية حزب ودولة كانت صراعاتهم من أوصلت الجنوب إلى الحالة التي سلم فيها لصنعاء بلا ثمن وبلا ضمانات لأبنائه , وكذلك مسئوليته العسكرية والسياسية الكبرى في انتصار اليمن على الجنوبيين في حرب 1994 .

بقي القول بتسليح الحراك فهو قول خاطئ وغير صحيح ولا اعتقد انه يعبر عن قناعة شخصية كونه يعرف ذلك قبل غيره, ولكن السؤال هل سيحقق له إي منافع طبعا هنا أتحدث عن منافع سياسية في إدارة البلد أم إن الأمر قيل دون أي تفكير ومر أيضاً بهدوء دون إن يعيره أيا كان الكثير من الاهتمام .

(عندما يبدأ الماء بالغليان فمن الحماقة إطفاء النار)

نيلسون مانديلا