آخر الاخبار

ماذا بعد المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي؟ وما موقف اوروبا من أوكرانيا؟ قطاع قبلي يتسبب في ازمة الغاز المنزلي.. الشركة اليمنية للغاز تنجح في الإفراج عن مقطورات الغاز المحتجزة الجيش السوداني يتوغل أكثر بالعاصمة الخرطوم و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع صدور توجيهات حكومية تمس احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان في المحافظات المحررة عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة السلطات المحلية بمحافظة تعز تفضل عدم فتح طريق الحوبان على مدار 24 ساعة وتقول السبب قيادات الحوثي في طليعة المستهدفين.. ترامب أمر بإلغاء القيود على الغارات الجوية فى الخارج .. موافقة أمريكية على استهداف القيادات الإرهابية في المنطقة.. عاجل منتخب إب يتوج بطلاً لبطولة الوفاء لمأرب بعد فوزه على منتخب الحديدة بركلات الترجيح مأرب - شاهد الأضرعي في الحلقة الأولى من كش ملك وأغنية على انهيار محور إيران العملة اليمنية تعاود التراجع أمام العملات الأجنبية.. إليكم أسعار الصرف في عدن ومأرب وصنعاء

وجع يمني مغاير
بقلم/ أحمد الزرقة
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 27 يوماً
الخميس 03 يونيو-حزيران 2010 06:30 م

للحقيقة المسكونة بوجع الناس طعم مغاير لما قد يتصوره صناع القرار ومحترفي السياسة في بلد تنهشه الأزمات بمختلف مسمياتها وأشكالها وغادره الأمل في تحسن الأوضاع فيه على يد الفئة الحاكمة والمعارضة التي باتت تستعذب اللعب على وتر الأزمات المتلاحقة التي أكلت الأخضر واليابس في حلقات مفرغة من إمكانية الوصول لتسويات عادلة يكون المواطن والوطن هدفها وغايتها.

تتسابق النخب السياسية والاجتماعية وتتنافس لإحراز أهدافها في مرمى الوطن المتهالك على طاولة الفعل السياسي العقيم الذي تدار به أزمات اليمن من شماله إلى جنوبه وشرقه وغربه حتى بات الخلاص أمرا شبه مستحيل ، ويقف السياسي والحزبي وشيخ القبيلة والتاجر في صف المصالح الخاصة ، متجاهلين حقيقة الانتماء لليمن الذي أفرغوه إلا من استجرار الأزمات والاتجار بها ، والاستمرار في فتح الجروح ونكأها حتى تلوثت وصارت عصية على العلاج.

وأتقن صناع الأزمات خلق مصطلحات وهمية لتحقيق مصالح ذاتية قاصرة يجني من خلالها مفتعلي الأزمات ومشعلي الحرائق أرباحا على حساب مصالح الأغلبية الصامتة إن لم نقل الميتة والخارجة من حساب الفعالية.

الهوية الوطنية الوحدة اليمنية الولاء الوطني حراس الوحدة التوعية الوطنية قيم الجمهورية والوحدة عناوين تصلح لعناوين أفلام كوميدية ساخرة بسبب الاتجاه لمعالجة تداعيات فشل الأطراف السياسية في أداء مهامها السياسية والانصراف الفعلي عن معالجة جذور تلك المشاكل التي أوصلت بالأوضاع إلى حافة الانهيار ، فالوحدة اليمنية والولاء الوطني وغيرها من تلك المسميات محروسة بالممارسات السياسية السليمة وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير فرص الأمن الاقتصادي وجعل الناس يشعروا بأنهم شركاء في اليمن وليسوا مجرد أصوات انتخابية أو أدوات للتعبئة ضد عدو خلقته سوء الممارسة ولم يخلقه سلوك المواطنين.

ما تمر به اليمن هو نتيجة طبيعية لأخطاء ممارسة الفعل السياسي الذي بدأ بإلغاء وتحييد الشركاء السياسيين من جهة والتمترس في تكتلات عقيمة للدفاع عن مصالح نخب سياسية تضررت من عملية الإقصاء ،وارتضت لنفسها أن تكون جزء من المشكلة ، ولم تفكر أن تكون جزءا من الحل .

فهي باعتقادها أن أزمات النظام الحاكم هي استحقاق إلهي عليه أن يواجهه وحدة نتيجة إقصائه لها ،ولا ترى أن عليها سوى انتظار وقوع العقاب الإلهي وانهيار النظام نتيجة ممارساته الخاطئة التي لم تحاول الوقوف في وجهها، ومنع تداعي الأمور باتجاه الأسوأ.

ليس من اللائق اختزال اليمن في شخص واحد والقبول بذلك كأمر مسلم به ، وعلى النخب السياسية الاعتراف بأنها فشلت في أداء مسئولياتها في إدارة البلاد، وهي ملزمة بالاعتذار وترك مواقعها لأناس يكون لديهم القدرة على إدارة الامور بشكل مغاير فيه شفافية واستشعار بالمسئولية الذاتية والجماعية ، فالنحب الموجودة على هرم السلطة والمعارضة هي ذات النخب التي تتولى تسيير الأمور منذ أكثر من أربعة أجيال وهي تعيد خلق نفسها وتكرر أزماتها وتمنع وصول الضوء والنور خارج إطارها فهي نخب اعتادت اللعب تحت الطاولة وليس فوقها وهي تتفنن في أسلوب الإدارة باختلاق الأزمات وليس بحلها.

Alzorqa11@hotmail.com