آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

مرتزق يصافح الشيطان بيد ويرفع الأخرى بالدعاء
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 19 يوماً
الإثنين 07 مارس - آذار 2011 07:53 م

يعيش على هامش الحياة مثل باقي القطيع، يرعى في الأرض لكنّه لا يملكها، يعمل كرجل آلي صُمم لهذه الغاية، دمية تحركها أصابع أولي الأمر، وما أكثرهم! ربّ الأسرة، ربّ العمل، ربّ الحكم وربّه. حياته متاهة يدخلها قسراً ويخرج منها منهكاً متهاوياً حيث مرقده الأخير، بين القبور، بجانب زملاء الحياة. طيف لا يراه أحد، مجهول الهوية، لم تتعرّف إليه ضمائر اللغة العربية ولا ضمائر العرب!

إنسان يعيش على الفتات كي يقتات، مقهور إمّا بالخوف أو بالسياط. يترنّح على جدران التاريخ مخموراً بالكذب، ثملاً من كؤوس الشعارات، يعشق كان وأخواتها، لكن، لا محلّ له من الإعراب. غائب لا حاضر يُذكر له ولا ماضٍ، يسهل التنبؤ بمستقبله، فهو مدمن على التوكّل وعلى كافّة الغيبيات. عمره أعوام من الخيبات، وبرجه السقوط بعد الصدمات، جنسيته قابلة للتغيير حسب الاحتمالات، وطنه من ورق، يُباع ويُشترى، معروض في قاعة المُزايدات.

يصافح الشيطان بيد, ويرفع الأخرى بالدعاء، لا ينتمي إلى حزب أو جماعة، ويشتم جميع التوجّهات، مرجعيته الشك والتردد، وهوايته النفاق على جميع المستويات. أصله من عشيرة المهاترات. تعلّم في مدرسة العصا على يد أساتذة التلقين, وحصل على شهادة عليا في اللغو الفارغ, والنحو العقيم.

يجلس خلف مكتبه عنترة بن شدّاد، ينظر إلى ساعة الحائط ثماني ساعات، يشرب القهوة ويقلّب أوراق المعاملات، قوّته في الختم الأزرق ,ونقطة ضعفه العُملة والرشوات. حريته انتهاء وقت العمل الرسمي، طموحه رقم قياسي في التثاؤب, وحلّ الكلمات المتقاطعة في جميع الصحف اليومية والمجلات.

يعيش ليأكل ما قلّ وزاد، يقضي وقت فراغه في الثرثرة والتنقّل بين المحطّات، يعشق (هيفاء) سرّاً ويكفر بالملذّات، جاهل عالِم بكل شيء، بليغ اللسان في المناسبات، يُكثر من ذكر ربّه عند الشدّائد ويؤدي جميع الصلوات.

مرتزق يخشى الشبهات، يترفّع عن الصغائر جهراً ليرتكب الكبائر سراً، يتقن الخيانة وفن الاتهامات. يسير مع التيار ويُمسك بذيل النظام. سياسته "امشِ جنب الحائط واغتنم الفرص التي تجلبها الريح . يُنكر نفسه، أباه وأمّه، وينسى اسمه، وطنه وهويته, مقابل حفنة من الريالات..

في نهاية يومه، يغفو على وسادة الأحلام الضائعة فيستيقظ صباحاً فخوراً بتلك الانجازات!