أكثر من 43 برجا بدون تراخيص ومخالف للمواصفات.. محافظ إب بيع التراخيص وينهب الشوارع برعاية حوثية من مدير مكتب الأشغال دراسة دولية...ألمانيا تواجه أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة.. وهذه أسبابها؟ تفاصيل اتفاق السيسي وترامب بخصوص الحرب في غزة وفاة امرأة بانفجار لغم في مديرية نهم ومنظمة شُهود تحمل الحوثيين المسؤولية يوتيوبر مصري يكشف لحظات الرعب وتفاصيل إختطافه من قبل مليشيات الحوثيين الإرهابية قائد عسكري يتفقد جبهات محور الباحة بين تعز ولحج إيران حول قدرتها على تصنيع النووي: ''آية الله أفتى بحرمة ذلك'' بيان عربي يرفض تهجير الفلسطينيين ويشدد على ضرورة الإنسحاب الكامل للإحتلال من قطاع غزة المغرب ترفع عدد المنح الدراسية للطلبة اليمنيين النشرة الجوية: توقعات الطقس في اليمن خلال الـ 24 ساعة القادمة
قلت في ذاتي : علي أن اخرج لمشاهدة تلك المسيرات ومعرفة حجمها من باب : أن تحضر وترى بعينيك خيرا من أن تسمع !
تحركت بسيارتي شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، فلم اشاهد اي مسيرة ولا تظاهرة ، غير حركة ونشاط شباب التغيير في ساحات الجامعة ومن يحلو للبعض تسميتهم بحراس ميدان التحرير ! والشيء الوحيد الذي رأيته وكان لافتا لي ولغيري ان مسلحين كثر تابعين لحميد الاحمر يقومون بنصب المتارس الرملية والخرسانية في اكثر من موقع بدءا من أمام بوابة اللجنة الدائمة وانتهاءا بنفق جولة الساعة ، اذ كان بمقدور كل مار من ذلك المكان ان يلحظ حجم التواجد والتأهب الملفت للمسلحين ، ففي اشكالهم بالزي الشعبي مايجعلك تتصور انك تقف في جبال افغانستان وليس في وسط العاصمة صنعاء !
استمر تجوالي في انحاء العاصمة حتى نفذ البنزين ! فاكتشفت مصادفة ان بوادر ازمة بترولية بدأت تلوح في الأفق ، حيث اغلقت بعض المحطات وشهدت المحطات العاملة ازدحاما شديدا !
ما وددت قوله هنا ان ما يجري على ارض الواقع شيء وما تنشره بعض الفضائيات شيء آخر تماما ! فقبل خمسة ايام قال احد الصحفيين لقناة البي بي سي ان صنعاء تعيش حالة شلل شبه كامل ، فتحركت بنفس الرؤية (حبا في معرفة الحقيقة) ! فتأكدت ان الخبر لا يعدو عن كونه تضخيما ومبالغة وكذبا !
وهذه المبالغات والتلفيقات في حقيقة الامر لا تخدم شباب التغيير ولا تخدم القنوات ، فالصدق كالضوء لا تحجبه المغالطات اطلاقا . بل ان مثل هذا المسلك يتوافق مع ما نمقته من رسائل التضليل التي يتبناها بعض عناصر اعلام التزلف والنفاق .
والسؤال الذي اود طرحه هنا : هل صارت القنوات الفضائية بما تحاول ايصاله للمتلقي تنطلق من خيالات وتجليات شبيهة بتلك التي يعيشها الشعراء حين يهبط عليهم الالهام ؟ اوانها ربما تتجه صوب تأصيل مفهوم او مصطلح جديد يمكن ان يطلق عليه تنبؤات اخبارية ؟؟
فاذا كانت هذه القنوات - وهي تخبر بما سيحدث في المستقبل - تبتكر جديدا فالأمر يقتضي أن نقول ونتمتم حين نسمع صحفيا وهو يكذب (عيانا بيانا) ، الله .. الله ..الله الله ؛ ما اروعك من مبدع عظيم ! تماما كما نقول حين نسمع شاعرا او فنانا ؟
المطلوب في مثل هذه الظروف الاستثنائية ايضاح الحقائق للناس ، نقل الصورة كما هي دون رتوش .. لأن هذا التحول الاعلامي النوعي الخطير الذي جعل من التنبؤات سبقا ومادة اخبارية عاجلة يزرع الخوف والهلع ؛ خوفا من نيران حروب تدميرية تشتعل نيرانها في سماء فضائيات اختارت لنفسها اسلوب المبالغة والاثارة والفرح بتدفق انهار دماء الشعوب ، بل ويدفع بالبعض الى التأهب لمغادرة المدن والعودة الى احضان القرى !
فهل سنندم اذا لم نعجل بالرحيل ؟؟