مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
أكد الدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية –النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام- أن أساس مشاكل اليمن كلها هو الفقر ،قائلاً :أؤكد أن مشاكل اليمن ليست سياسية ولا اجتماعية ولا مناطقية كل المشاكل سببها الفقر.
وأوضح الدكتور الإرياني أن دخل الفرد الي
مني لا يتجاوز 600 دولار في السنة ،مشيراً إلى أن هذا الدخل لا يتناسب والأوضاع الاقتصادية في هذا العصر الذي يشكو فيه العالم من الغلاء .
وأضاف :الفقر والنمو السكاني وشحة الموارد كلها مشاكل تواجه اليمن وهي ليست من صنعها .
وتابع الإرياني :الظروف الموجودة في العالم ستزيد الفقراء في اليمن ،والالتزامات الدولية للتنمية ليست كافية في المستقبل المنظور .
وفيما يلي نص الحوار
*الدكتور عبدالكريم الارياني حياكم الله..
تقريبا نحو سنة ونحن نحاول أن نأتي بك إلى دبي لإجراء هذا الحوار.
- والله أنا سعيد لأن صداقتي لك هي التي أوصلتني إلى هذا المكان.
* نبدأ بالحدث الساخن في اليمن هذه الأيام الحديث عن هيئة حماية الفضيلة.. هناك من يتساءل لماذا الآن؟
- دعني أتساءل معك لماذا الآن، ولماذا مستقبلا، ولماذا لم تكن في الماضي؟ أنا أعتقد أن هيئة من هذا النوع لا أساس لها لا في الدستور ولا في القانون ولا حتى في الشرع.. ودعني أستفز الجميع بمعنى أنه لا مبرر لها ولا صلاحية لها وأعتقد أن من يرفض أوامرها ونواهيها على حق.
* دكتور أنت مستشار سياسي للرئيس اليمني وهناك من يقول أن الرئيس نفسه يقف وراء هذه الفكرة أو يدعم بشكل مباشر أو غير مباشر.. هل هناك أجندة سياسية لمثل هذا المشروع؟
- أنا لا أعرف أنه بالتأكيد الرئيس يقف وراء هذا الأمر، ناس يقولون ذلك، ولكن بحكم علاقتي بالرئيس لم أعرف ولم أسمع منه أنه يقف وراء هذه الحركة.
* من يقف إذن وراءها؟
- تعرف في اليمن في حريات ..حريات تفكير وحريات للأحزاب فهو ظاهرة من ظواهر الحرية السائدة في اليمن ولكنها ستسلب الناس حرياتهم.
* وهذا يتعارض مع الدستور أليس كذلك؟
- نعم لا أساس لها في الدستور ولا في القانون وأتجرأ عليهم وأقول ولا في الشرع .
* من يقف وراءها إذاً وكيف يمكن قبول مثل هذه الفكرة؟
- أعتقد الحركات الدينية التي تبسط نفوذها صراحة في أرجاء كثيرة من الوطن العربي وبالذات تلك التي تسمى اليوم بالسلفية وبالأمس كانت تسمى بالوهابية هذه هي القوى التي تقف داخل اليمن ومن خارجه.
* أنا أحاول أن أفهم لماذا الإعلان عن هيئة الفضيلة في هذا الوقت، هناك من يقول من الأصدقاء في اليمن إن الهدف هو شق صف حزب الإصلاح، هل يمكن أن نقرأها في هذا السياق؟
- أنا لا أقرأها في ذلك السياق لم يباركها حزب الإصلاح واللقاء المشترك الذي يضم حزب الإصلاح والاشتراكي والناصري واتحاد القوى الشعبية في بيان رسمي أصدروه ونفوا أي علاقة لهم بهذه الهيئة وتبرأوا من المسئولية.
* لكن نحن الآن أمام واقع هناك جهاز يسمى هيئة الفضيلة كيف ستتعامل الحكومة والأجهزة الأمنية مع مثل هذا الجهاز إذا كان مخالفا للدستور وإذا كان هناك صمت من قبل الرئيس ومن قبل كثير من الجهات السياسية؟
- ليس هناك صمت من قبل الحكومة، والحكومة جزء من السلطة في اليمن وقد أصدر مجلس الوزراء بيانا يؤكد أن ليس لأحد الحق أن يتدخل في حياة الناس وفي شؤونهم وفي حرياتهم المكفولة في دستورياً وقانونياً.
* لا نريد أن نمضي وقتا في هذه المسألة لكنه حدث مهم وحدث أثار اهتماما كبيرا من قبل المتابعين في المنطقة.
- هو لا يستحق هذا أنا معك، ويستحق فقط جوابي الأول وينتهي الحديث حوله.
* دعنا ننتقل إلى موضوع أكثر سخونة ربما وهو موضوع المواجهات مع الحوثيين في اليمن.. هل وصلتم فعلا إلى نهاية أكيدة للمواجهة مع جماعة الحوثيين؟
- الحقيقة الآن ليس هناك أي اشتباكات وفي لجنة حكومية موجودة الآن في مدينة صعدة تحضر لإعادة تعميير ما دمر وفي تطوير المنطقة وأنا لدي أمل كبير أن الحرب الأخيرة كانت آخر الحروب التي دارت مع فئة أنا أقول إنها حتى لو عملت هي تعتبر السلطة القائمة سلطة غاصبة وعلي عبدالله صالح مغتصب وعبدالكريم الإرياني عندما كان رئيسا للوزراء مغتصب ورئيس الوزراء الحالي مغتصب فهم لا يؤمنون بالنظام الجمهوري مع أنهم مع أنهم مثل ما نقول بالأنجليزية (لبسن) خدمات شفوية يقدمونها للنظام الجمهوري يقدمون الخدمات شفويا لكن حقيقة عبدالملك الحوثي يأخذ البيعة من المواطنين الذين يحيطون به ولا شك أن قوته مركزة أساسا في صعدة والذين يقاتلون معه يقاتلون معه على أساس أنه إمام وليس متمردا على السلطة ومع ذلك أنا لست من دعاة الحروب على كل حال.
* دكتور في عام 2005م وصفت تمرد الحوثيين بأنه نبتة شيطانية استقت ماءها من خارج منابع التاريخ اليمني.. هل تشير هنا إلى دعم خارجي لهذه الجماعة؟
- بلا شك لا يمكن لهذه الجماعة أن تحصل على الأموال التي بيدها بدون دعم خارجي، محافظة صعدة من أفقر المحافظات في الجمهورية اليمنية والجمهورية اليمنية من أفقر الدول في العالم العربي بينما الموارد التي بيدهم موارد هائلة، هل تصدق أن المقاتل مع الحوثي يحصل على ضعف ما يحصل عليه الجندي اليمني هل هذا لا يدل على دعم خارجي؟
* من أين الدعم الخارجي إذاً؟
- لا أستطيع أن أحدد.
* الحديث عن إيران؟
- نعم سئلت عن هذا وأرد دائما النظام في إيران أشبه بما يسمى بالأخطبوط له أصابع كثيرة متعددة لديها أموال هائلة تتصرف بما يوحي به النظام بما يؤمن به النظام ولكنني لا أستطيع أن أقول إن الحكومة الإيرانية أبلغت ذلك الطرف أو هذا ادعموا حركة الحوثي، الإعلام الإيراني بكل تأكيد وأنت إعلامي وأتمنى أن تتابع محطة «العالم» تكاد تكون حوثية بامتياز.
* دكتور عبدالكريم الإرياني ما الذي أخر حسم المعركة مع الحوثيين؟
- الحقيقة لا يمكن أن تسميها معركة، لأنها حرب عصابات وحروب العصابات برأيي أنا لم تحسم في أي بلد كان، ولذلك فهي ليست معركة لم تحسم ولكنها حروب عصابات وقطع طرقات واغتيالات وقنص وغير ذلك من الأفعال، الأمل أن هذا السلوك ينتهي مقابل الأمن والاستقرار والتنمية في المحافظة كما قلت هي فعلا من أفقر محافظات الجمهورية ثم ابتلاها الله بهذه الفئة التي أدت إلى تدمير الكثير والكثير.
*سمها حرب سمها مواجهات سمها ما شئت ولكن الجيش اليمني هل يعقل جيش دولة مثل اليمن يبقى في مواجهة لأشهر وسنوات مع جماعة تسمونها عصابات سموها ما شئتم؟
- فسر لي حرب فيتنام وأنا أفسر لك ما جرى في صعدة.
* تحدثنا عن اليد الخارجية وهذه قضية تطرح في كثير من الإشكالات الموجودة في العالم العربي، وهناك كثير منا يقول لو ما في شعور بغبن سياسي بغبن اقتصادي لكان هناك إجماع واتفاق وطني على قضايا رئيسية، ألا يمكن أن نقول بأن الظلم والاضطهاد للحوثيين أو غيرهم عدم المساواة عدم العدالة في المسائل الاقتصادية والسياسية سنأتي لموضوع الجنوب وهو موضوع أكثر تعقيدا، أليست هذه أسبابا مهمة لظهور مثل هذه الفئات؟
- أولا القول بأن هناك ظلم أو تعمد التهمييش أو احتقار للآخر في إطار النظام الجمهوري أنا اعتقد ان هذا كلام ظالم، ولكن دعني أقول لك إن أساس مشاكل اليمن شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ووسطا هو الفقر والإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجه قال «لو كان الفقر رجلا لقتلته» وأنا أؤكد لك أن مشاكل اليمن في الأساس ليست سياسية ولا اجتماعية ولا مناطقية بالمعنى الكامل ولكن كل القضايا تنبع من قضية واحدة أساسها الفقر، دخل الفرد اليمني في السنة لا يتجاوز ستمائة دولار أحسب هذا في هذا العصر وهذه الظروف التي تشكون فيها أنتم من الغلاء فما بالك باليمن، الفقر يدفع إلى كل شيء وهذا هو أساس المشاكل وهذه وجهة نظري وأنا قلتها في أكثر من محفل ليست القضية قضية اضطهاد ولا قضية قيد على الحريات ولا تهميش متعمد لأي فئة من فئات الشعب لكن صراحة الفقر مصدر بلاء اليمن والنمو السكاني الهائل وشحة الموارد، اليمن تواجه مشاكل ليست من صنعها ولكن تعيش هذه المشاكل التي ليست من صنعها.
* نعود إلى قضية المواجهة مع الحوثيين واسمح لي بهذا الطرح وإن كان ربما قد لا يرضيك، هناك من يدفع من المثقفين العرب بأنه بعد اتهام المحكمة الدولية والتوجيه باعتقالها البشير في السودان هناك حركة في العالم العربي لمحاولة إصلاح بعض المسائل والإشكالات الداخلية حتى لا يأتي الدور على بعض القيادات العربية المتهم ربما بسلوك يتعارض مع حقوق الإنسان في مواجهاتهم مع الإشكالات الداخلية.. هل يمكن أن نقرأ في هذا السياق بأن هناك حذر في اليمن من أن تصل يد المحكمة الدولية إلى زعامات مثل الرئيس اليمني؟
- يا سبحان الله عليك هل الأمر يصل إلى هذا الحد، أولا دارفور قضية حية في السودان يمكن منذ تاريخ طويل لذلك يقول التاريخ إن المهدي خرج من دارفور ربما الإمام الهادي المهدي الذي كسر جوردن أعتقد أنه بدأ في دارفور، دارفور مشكلة سودانية اجتماعية اقتصادية ضخمة لا يقارن ما جرى ويجري في صعدة بواحد في المليون، فإن تقبل المقارنة بمشكلة كمشكلة دارفور بالرغم من أن قضية الرئيس البشير قضية مسيسة تستخدم فيها قضايا حقوق الإنسان ونحن في عصر هذا هو السيف المسلط، أما أن يقارن ما جرى ويجري أو كان يجري في صعدة بما تم في دارفور فأنا أعتقد أن هذه المقارنة ظالمة إلى أقصى حد وأربأ بك أن تكون ظالما.
* دكتور كيف تقرأ الآن نحن في العالم العربي شهدنا مواقف كثيرة جدا أن الأنظمة السياسية في المنطقة لا تتحرك إلا بضغوط خارجية وهنا دخلنا في دوامة الإصلاح من الداخل والإصلاح من الخارج وأنا آتي بمثال المحكمة الدولية كأحد الأمثلة.. حقيقة قد أتفق معك أنها مقارنة ظالمة ولا أقصد المقارنة بهذا الشكل، ولكن إشكالية الإصلاح من الداخل ومن الخارج اليمن جزء من هذه العملية هناك مؤسسات دولية تعمل أو تتواصل مع الداخل كثيرا، أتكلم مع عبدالكريم الإرياني السياسي المحنك والمثقف والاقتصادي الكبير دعني أسألك هل هناك أمل في أن يكون هناك إصلاح من الداخل أم سنبقى على أمل التدخل الخارجي لمواجهة مع إشكاليات العالم العربي الداخلية؟
- الإصلاح في اليمن ذو شقين الأول الشق السياسي الدستوري الديمقراطي هذا الإصلاح لم يأت من الخارج بل هو سبق الدعوة التي نشأت في الخارج فقد قامت الوحدة ودستورها على أساس الديمقراطية، التعددية الحزبية، الانتخابات الحرة، حقوق الإنسان، حرية التنظيم حرية التعبير، كل هذه الأشياء لم تأت بتأثير خارجي لأن الخارج في عام 90م كان غير آبه بهذه القضايا.
الشق الثاني من الإصلاح في اليمن هو الجانب الاقتصادي وبكل تأكيد لم تكن اليمن قادرة أن تحمي اقتصادها في عام 95م من الانهيار الكامل إلا بالتعاون مع الخارج وحقيقة الناس يقولون إملاءات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي المجتمع الدولي ولكن بكل النواقص التي يلصقها الناس بهذه المؤسسات أنا أعتبر أن اليمن استفاد من التعامل مع الخارج في الإصلاح الاقتصادي ولو كانت لديها الثروات التي كانت لدى مهاتير محمد في ماليزيا عندما رفض أن يتعامل مع هذه المؤسسات هو رفض لأن يده مليانة رفض لأن خزينته مليئة رفض لأن أرضه غنية ولأن لديه مصادر ومن لديه مصادر فبالتأكيد لا يحب أن توضع عليه قيود معينة في حريته الاقتصادية، أما الحرية السياسية في اليمن فلا علاقة لها بالضغط من الخارج.
* إذن النمو الاقتصادي شرط أساسي لتحقيقه هو وجود استقرار سياسي، هل فعلا لديكم قناعة بأن المواجهة مع الحوثيين انتهت وما الذي يضمن أن لا تعود خاصة وأن هناك سوابق في الاتفاق تم نقضهم للاتفاق؟
- أستطيع أن أقول أسأل الحوثيين، أما الجانب الرسمي فأنا أؤكد لك بأن لديه الرغبة التامة أن لا تعود المواجهة.
* لكن بقناعتك الشخصية دكتور؟
- بقناعتي الشخصية المشكلة ما تأثير الخارج عليهم صراحة، ما مدى تأثير الخارج عليهم إذا غضب الخارج على سياسة اليمن حرك الحوثيين.. قد طال الحديث حول الحوثيين لا يستحقون ذلك.
* ننتقل من موضوع الحوثيين والمواضيع الأخرى إلى موضوع أكثر سخونة وهو موضوع الجنوب قضية الجنوب، تقرير صالح باصرة وزير التعليم العالي وخلاصة التقرير وهو موجه إلى الرئيس اليمني نفسه يقول: أنت مخير أن تحمي الوطن أو تحمي خمسة عشر نافذا نهبوا أراضي الجنوب، هل هذا صحيح؟
- لم أطلع لكنه كان عضوا لتقصي الحقائق وليس التعبير بهذا الشكل (نهبت أراضي الجنوب) وكأن الجنوب قطعة أو تكية تنهب لا بل يجوز أنه وجد هناك سوء تصرف في الاستيلاء على بعض الأراضي ولكن بهذا التعبير أنا لم أقرأ.
* ولكن لا يمكن أن تنكر أو هل تنكر أن هناك شخصيات نافذة سواء من الجنوب أو من الشمال أخذت أراضي كبيرة؟
- شمالا وجنوبا أنا لا أنكر ذلك هناك من أخذوا أراضي وربما بطرق غير مشروعة وهناك إجراءات للتحقيق فيها وربما بالشراء غير العادل وأنت تعرف أن الأراضي حول عدن المشكلة هي مركزة في عدن قضية الأراضي ليس في جميع مناطق الجنوب وعدن لأنها كانت مستعمرة بريطانية كانت ملكية الأراضي تقوم على ما يسمى بالإيجار (الليز) الليز لمدة تسعة وتسعين سنة وبالتالي كانت الملكية الفردية محدودة، الملكية الفردية التي أممت أثناء حكم الحزب الاشتراكي عادت إلى ما يزيد عن %99 من الملاك الفرديين سواء في حضرموت أو عدن أو لحج أو الضالع أراضي شاسعة واسعة كان يملكها أفراد أعيدت لهم بالاتفاق بعد أن قامت الوحدة القيادة اليمنية التي كانت مشكلة من الشمال والجنوب أقرت إعادة الممتلكات لأصحابها وأستطيع أن أقول لك إن وادي حضرموت لم يكن فيه في ذلك الوقت قبل الوحدة مالك حقيقي واحد كانت الأرض كلها مؤممة وبإمكانك أن تسأل أي مالك أرض في وادي حضرموت هل عادت لك الأرض أم لا، عادت وعوض بعض المنتفعين واستصلحت أرض للبعض الآخر لكن قضية الأرض ليست الجنوب كله المشكلة هي في عدن وأنا لا أنكر أن هناك مشكلة في عدن ولابد أن تعالج والعمل على معالجتها قائم.
*ولكن أيضا نقرأ كثيرا بأن هناك امتعاض في الجنوب وهناك شعور بالإقصاء وربما بالغبن السياسي يعني هل تنكر بأن هناك أصوات يمنية في الجنوب تتساءل عن الوحدة وتتساءل عن حقيقة الوحدة هل تحققت فعلا هل مورست عدالة ومساواة في توزيع المناصب والثروات في اليمن؟
- أولا أنا لا أنكر هذا التساؤل، ثانيا أنا لا أقر الصيغة التي يقدم بها والصيغة التي يفهم بها لأن أكثر التساؤلات هي من أناس فقدوا المصالح أو عادوا وكانوا منفيين من خارج جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عادوا حالمين بالعودة إلى النظام وإلى السلطة كما كانوا فيها أيام الاستعمار، فكون أنه في امتعاض في ضيق أنا أقول لك اذهب إلى تعز اذهب إلى إب محافظتي تلاقي امتعاض وضيق لا يوجد نظام في العالم لا يضيق به البعض ولكن لأن الصوت الجنوبي وأكثره في الخارج صراحة والصوت من الخارج هو أشبه أعذرني بالنباح أكثر منه صوت، ولكن في حركة وأطراف وعسكريين سابقين يعني لا يروق لهم الوضع القائم وبالتالي يتحدثون عن سيطرة وإقصاء ولكنه يأتي صراحة في إطار حرية التعبير ما لم ترتكب خطأ أو عملا يخالف القانون لا أحد يعاقب على هذا ولذلك الأصوات كثيرة.
* لكن دكتور تعرف أنه من بعض القيادات والأسماء من الجنوب التي ساهمت في مشروع الوحدة هي أيضا في الخارج وقبل سنة تقريبا في نفس المكان وعلى نفس الكرسي كان معنا المهندس حيدر أبوبكر العطاس وهو من قيادات المعارضة لا أظن أنه ببساطة تستطيع أن تهمش تاريخ وتصفه بأنه اسمح لي أيضا مع النابحين لأنه يطالب بحقوق الجنوب؟
- أنا لا أقصده ولكن أنا أصنفه تصنيفا آخر ولكنه أكثر تأدبا أنه انفصالي حتى العظم فمن أراد بعد أن قامت دولة الجمهورية اليمنية على أساس الدستور والقانون من أراد أن ينقض هذا العمل التاريخي فهو انفصالي حتى العظم، وزميلي حيدر العطاس ولا أريد أن أخوض كثيرا في أمره يعرف ذلك أكثر مني.
* لكن ما الذي يمنع أن يعود حيدر أبوبكر العطاس؟
- ليس ممنوعا.
* لن يسجن إذا عاد؟
- أبدا وقد تواصل معه الرئيس أكثر من مرة ومرات من خلال عرض أصدقائه يطلب منه العودة وسيعود وسيكرم لأن العفو صدر أثناء المعارك الانفصالية صدر عفو عام كان من غير المعفي عنهم وفي النهاية ألغيت الأحكام التي صدرت على ستة عشر شخصا ممن قادوا الانفصال وقد عاد بعض المحكوم عليهم وهم الآن في وطنهم وأنا أعتقد أن العيش في الوطن حتى ولو على شظف العيش أكرم وأشرف من الإقامة خارج اليمن مادمت تضمن لنفسك الأمن والسلامة وحق العيش الحر الكريم.
* لو عاد المهندس العطاس هل سيلعب دور سياسي مجددا في اليمن؟
- لا أدري ولكن لا أستبعد بعض الذين عادوا لعبوا أدوارا سياسية.
* لكنك تضمن انه لن يسجن؟
- أبدا هذا أنا أضمنه لأنني أعرف الرئيس علي عبدالله صالح، هنا أتحدث كمستشار لرئيس الجمهورية حديثي السابق كله عن عبدالكريم الارياني بشخصه أما في هذه القضية فأنا أتحدث باسم رئيس الجمهورية.
* تهمك عودة العطاس؟
- تهمني عودته وصداقتي به قائمة ولن تزول لكن عندما يرتكب خطأ لابد أن نكون صرحاء فيما بيننا.
* وأنا أيضا سأتحد بصفتي كصديق لك ولحيدر ابوبكر العطاس وليس كصحفي أرجو فعلا أن تتحقق عودة العطاس إلى اليمن.
- على يدك.
* على يدك ان شاءالله.
- وعلى يدي أنا مستعد أن أذهب اليه أينما هو وأطلع معه في الطائرة هل هناك أكثر من كده.
* نائب رئيس الجمهورية لماذا لم يصدر به قرار حتى الآن؟
- أولا ليس منتخبا هو لا ينتخب.. رئيس الجمهورية هو الذي ينتخب وقد انتخب نفس رئيس الجمهورية الذي أصدر أول قرار بتعيين الأخ الفريق عبدربه منصور هادي نائبا لرئيس الجمهورية وإذا تغير رئيس الجمهورية فلابد من نائبه إذا كان هو من قرار جمهوري وإذا تغير لابد له من قرار جمهوري ليس في ذلك أي مثار أو شقاق أو خلاف أو دلالة نفس رئيس الجمهورية الذي أصدر أول قرار بتعيينه أعيد انتخابه.
* نائب الرئيس لابد أن يكون من الجنوب في الدستور؟
- ليس هذا شرطا ولكن هناك شوف صراحة أي شخص يحكم اليمن لا يستطيع ان ينسى التاريخ والجنوب كان دولة إلى ماقبل سبعة عشر سنة كونه يتجاهل شخصيات الشطر الجنوبي سابقا ويتخطاها ويعتبرها غير ذات أهمية أنا أعتقد ان هذا خطأ تاريخي فادح ولذلك لابد لمناصب معينة أن تكون جنوبية.
* دكتور قبل أن أسألك ارتباط ما حدث مؤخرا في اليمن تفجيرات في حضرموت قضية الاستقرار السياسي هل تخشون أن يستمر نفوذ أو حضور القاعدة في الداخل اليمني كيف تقيم المواجهة مع القاعدة في اليمن؟
- كما تقيم أنت المواجهة مع القاعدة في أي مكان حتى في المملكة لا يستطيع أحد أن يقول انه قضى على القاعدة ولكن في معظم الحالات الفاعلون ألقي القبض عليهم، والقاعدة كحركة إرهابية زيها زي الجيش الجمهوري الايرلندي إذا جازت المقارنة الفرق بينهما أن الجيش الجمهوري الايرلندي توصل إلى صلح أما هؤلاء الناس لا أعتقد أنهم يريدون أن يصطلحوا مع أي نظام عربي او إسلامي لا يصطلحون إلا إذا أصبحوا هم الحكام والحاكمين والآمرين والمفسدين.
*دعني أنتقل إلى موضوع مطروح كثيرا وهو موضوع التوريث في اليمن أو احتمال التوريث في اليمن.. عبدالكريم الإرياني هل تتنبأ بأن يصبح الرئيس اليمني القادم هو ابن الرئيس علي عبدالله صالح؟
- لا وألف لا.
* لماذا؟
- لأنه ليس هناك أي دليل على ذلك كونه ابن الرئيس لا يعني أنه يجب أن يصبح رئيسا.
* لكن الرئيس لم ينف إمكانية أن يصبح ابنه رئيسا؟
- الرئيس قال هو مواطن يمني إذا اختاره الناس من حقه أن يترشح وإذا اختاروه من حقه أن يكون رئيسا لكن أن هناك قرار بأنه الرئيس القادم هذا غير صحيح.
* هل بقصدك أن الناس في اليمن لن تنتخبه أم أنه ليس هناك توجه على الإطلاق لذلك.
- ليس هناك توجه على الإطلاق، وحتى الرئيس في آخر مقابلة له مع النيويورك تايمز قال: إذا أردت رأيي فأنا أنصحه أن لا يترشح لحكم اليمن لأن هذا البلد من أصعب البلدان التي يحكمها الإنسان واستخدم تعبير وهو يرقص على رؤوس الثعابين.
* لكن في قراءتك للمشهد القادم في اليمن هل سيكون الرئيس القادم لليمن من داخل المؤسسة الحالية مؤسسة الرئاسة اليمنية الحالية من أقارب الرئيس من دائرة الرئيس؟
- الانتخابات الرئاسية حرة وديمقراطية وآخر انتخابات كانت تنافسية إلى حد كبير تقول المعارضة إنها حصلت على أكثر من 25% من الأصوات وبالتالي لا يستطيع أحد أن يتنبأ ويقول من أين سيكون رئيس الجمهورية القادم بعد نهاية فترة الرئيس علي عبدالله صالح هذا التنبؤ ليس ديمقراطيا ليس في إطار الديمقراطية أن أتنبأ وليس هناك مرشحين عندما يكون هناك مرشحين لرئاسة الجمهورية بعد 2013م سأتنبأ لك لأنه عندئذ التنبؤ جائز عن من سينجح للانتخابات.
* تتوقع أن الرئيس سيرشح نفسه في الانتخابات القادمة؟
- دستوريا لا يجوز.
* وبالتالي سؤالي عن مشروعية التعديلات الدستورية أو الحديث عنها؟
- لاعلاقة لها بانتخاب الرئيس.
* إذن الحديث عن التعديلات الدستورية التي ربما تتحقق تستبعد أن يكون لها علاقة بمبررات عودة الرئيس؟
- أستبعد ذلك.
* دكتور نخرج من اليمن شوي ونتحدث عن قضية العلاقات اليمنية السعودية هناك من يقول بأن حل الحدود السعودية اليمنية تأخر طويلا كأن عبدالكريم الإرياني كان له موقف معارض من الوصول إلى اتفاقية أو أن عبدالكريم الإرياني كان أحد الأسباب في تأخر الوصول إلى هذه الاتفاقية هل هذا صحيح؟
- أولا مشكلة الحدود اليمنية السعودية عمرها عمري أنا ولدت في عام 1934م والمشكلة نشأت في عام 1934م ودارت حرب وجاءت الوفود العربية وتوسطت ووقعت اتفاقية الطائف التي حددت الحدود من رأس المعوج على ساحل البحر الأحمر غربا إلى رأس جبل الثار جنوب شرق نجران شرقا هذه القضية لم يكن عبدالكريم الإرياني لم يكن يوما من الأيام منكرا لها مع أن عامة الناس يرفضونها ولا أريد أن أتحدث عن نفسي ولكنني أعتقد أن الدور الذي لعبته لإثبات أن هذه الاتفاقية قانونية ملزمة لا يمكن تعديه هذا الموقف الاول ، الموقف الثاني هو محل الخلاف شرقا من جبل الثار إلى حدود عمان هناك كان الخلاف وكان للإخوة في المملكة رغبات غير مقبولة ومرة أخرى الحديث يطول ولكن لم نختلف إلا على ما هو شرقا من جبل الثار.
* الخلاف كان على جبل الثار؟
- لا تعيدني إلى قضايا أنا مضطر أن أقولها لك شوف الإخوان في المملكة أثناء السعي لتجديد علامات الطائف آخر نقطة من علامات الطائف في الشرق هو جبل الثار أن لبعض الإخوان في المملكة وليس كل الإخوان أعتقد أن يزحزح جبل الثار خمسة كيلو متر جنوبا وهنا بدأ الخلاف الحاد حتى في النهاية الرئيس والملك عبدالله كان وليا للعهد اتفقا أن هذا جبل الثار الحقيقي.
* لكن الحلقة السياسية أكثر من أنه اعتقادي بين الفريقين كان هناك قرار رئاسي بتجاوز رأس الثار؟
- الرئيس علي عبدالله صالح والملك عبدالله تجاوزوا نقطتين هي التي حسمت الحدود رأس المعوج على ساحل البحر كان الفنيون في المملكة ربما بتعليمات يحركونه خمس كيلومتر جنوبا أو أربعة وكانوا يحركون جبل الثار جنوب شرق مسافة خمسة إلى خمسة ونصف كيلومتر إلى جبل يسمى جبل حبش هذا هو الصراع الذي دار وانتهى.
* انتهى بقرار سياسي؟
- انتهى لكنه عودة إلى الحق والعودة إلى الحق فضيلة والفضيلة جاءت من الإخوان في المملكة الذين كانوا لا يقرون ما حددته اتفاقية الطائف حول رأس المعوج وجبل الثار وعندما حسم هذا الموضوع طبعا الجانب الشرقي وهو يمتد مسافة أطول إلى حدود عمان كان هناك خلافات كثيرة ولكن عندما التقى الأخ الرئيس مع سمو الأمير سلطان ولي العهد حاليا وكان حينها النائب الثاني في منتجع كومو إذا كنت قد زرته وإلا فأنا أوصيك بزيارته هو في شمال ميلان من أجمل المنتجعات حتى الشاعر علي محمود طه عندما زاره كتب فيه قصيدته ويبدو لي أن وحي كومو أثر على الأجواء فرسم خط من حدود عمان نقطة التثبيت بين الثلاث الدول إلى جبل الثار وكان هو الخط الذي في النهاية أصبح الخط الرسمي اليوم الذي أودعت خرائطه في الجامعة العربية والأمم المتحدة وأصبح شائعا وأقول بعض المحطات أو بعض الصحف لم تدرك أن هذا الخط هو الخط النهائي وما زالوا يرسمون بعض الخطوط التي رسمت على خرائط الإخوان في المملكة التي رسمت في الزمن القديم.
* دعني أسألك عن الدبلوماسي اليمني مصطفى نعمان يبدو أن له دورا؟
- كثيرون لعبوا دورا مصفى نعمان وغيره.
* هل ترى مستقبلا لمصطفى نعمان داخل اليمن أو ترى أن دوره أقوى؟
- هو الآن سفير في الهند.
* ولكن هناك حديث أنه سوف يعود؟
- أتوماتيكيا بعد إنهاء أربع سنوات السفير يعود.
* امتدادا للحديث عن العلاقات السعودية اليمنية هناك حديث في الصحافة السعودية أحيانا تلميحات برغبة أن تعود العمالة اليمنية إلى السعودية هل برأيك بعد انفراج مشكلة الحدود سيكون هناك تعاون وثيق بين اليمن ودول مجلس التعاون هناك حديث عن انضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون كيف تقرأ مستقبل العلاقات اليمنية الخليجية؟
- دعني أعود إلى ردي على سؤال سابق وهو أن الفقر أساس المشكلة اليمنية وأستطيع أن أقول لك إن الظروف الجديدة في العالم ستزيد الفقراء اليمنيين فقرا وبالرغم من الالتزامات الدولية التي تصل إلى مليارات الدولارات للتنمية في اليمن ليست هذه الالتزامات كافية في المستقبل المنظور ان تخفف من عناء اليمن والحل الوحيد الذي أقوله لك وقد قلته لبعض الإخوة المسؤولين في دول الخليج الحل الأمثل لتفادي حدوث أزمات أخطر مماهي قائمة الآن في اليمن اقتصاديا في اليمن هو أن تقتنع دول مجلس التعاون وليس فقط المملكة بأن عليهم واجب أن يضعوا خطة لاستقبال العمالة اليمنية لكي لا يتدهور الوضع الاقتصادي ويؤدي إلى مشاكل اجتماعية وسياسية خطيرة ليست في مصلحة أحد وضربت مثلا لأحد الأخوان وقلت له اليمن من أفقر الدول العربية ولكن كيف تتصور الصومالي كيف يركب البحر ليجد لقمة العيش في اليمن توقع اليمني عندما يصبح في نفس الموقف، ودعني في نهاية الحديث أن أدق ناقوس الخطر أمام جميع دول مجلس التعاون الخليجي أنه مالم تخفف ضائقة الفقر والفاقة على الفرد اليمني مش على الدولة الدولة كثر خيرهم في المشاريع ولكن هذه المشاريع حتى تثمر تحتاج إلى عمرها يستمر سنوات الستة المليار التي التزم بها في لندن أنا أعتقد ان عمرها 15 سنة والفقر ليس مستعدا أن ينتظر 15 إلى 20 سنة الفرد اليمني يغترب في الخليج يعيل نحو خمسة أفراد.