مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
ما زال سكان القبائل البدوية في قرية القرارة النائية نسبيا جنوب شرقي قطاع غزة، يذكرون ذلك الطبيب الشاب الذي كان يفد اليهم أواسط السبعينات،
قاطعا عدة كيلومترات مشيا على الاقدام، وهو يحمل حقيبته لكي يقوم بعمليات ختان للأطفال مجانا.وكان في طريق عودته لا يتورع في تعقب الثعابين التي تقطع الشارع الترابي الذي يسلكه وقتلها، بعد أن كان يسمع شكاوى اهالي المنطقة عن الرعب الذي تسببه هذه الثعابين لأولادهم في ذهابهم وأيابهم للمدرسة. كان هذا هو الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي حلت الذكرى الثالثة لاغتياله مؤخراً، وهو القائد الثاني لحركة حماس الذي تولى قيادة الحركة بعد يوم على اغتيال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة. وكان يقوم بمثل هذه الانشطة في العديد من القرى والتجمعات الزراعية الفلسطينية التي تلف مدينة خان يونس. الرنتيسي، كان يقوم بهذه الانشطة ضمن نشاطه في جماعة الاخوان المسلمين التي انضم اليها، في مصر خلال دراسة الطب فيها عام 1965. لجأ مع أسرته وهو لم يتجاوز العام, الى قطاع غزة، لتستقر هذه العائلة في معسكر خان يونس غرب المدينة.كان للرنتيسي ثمانية من الاخوة الذكور، واختان. وكان والده مزواجا، اذ تزوج سبع نساء، الامر الذي فاقم اوضاع الاسرة المادية سوءا. وكانت العائلة تعتاش على معونات وكالة الغوث.توفي والده بينما كان الرنتيسي الابن في الصف الثاني الاعدادي، الامر الذي اضطر شقيقه الاكبر للسفر للسعودية للعمل لاعالة الأسرة. الظروف التي رافقت سفر الشقيق الاكبر تكشف الى أي حد كانت هذه الاسرة معدمة، حيث يقول الرنتيسي انه كان يملك حذاء اشتراه مستخدما من سوق المخيم، وعندما هم شقيقه بالسفر لم يكن لديه حذاء، فاضطر عبد العزيز ان يعطي شقيقه الحذاء وعاد للبيت حافي القدمين.الحياة الصعبة التي عاشها، دفعته للتعلق بالعلم، وبالفعل تفوق في المرحلة الثانوية بشكل خاص. وفي صيف عام 1965 كان من العشرة الاوائل في توجيهي ـ علمي في القطاع. الامر الذي اهله للحصول على منحة دراسية من وكالة الغوث، فاختار الطب في مصر.وفي عام 1970 حصل على بكالوريوس طب عام، وواصل دراسته ليحصل على الماجستير في طب الأطفال.واثناء اعداده للماجستير كما يقول، تأثر باثنين من شيوخ الاخوان المسلمين، هما محمد عيد والمحلاوي، حيث كانا يخطبان في مسجدي «السلام»، و«ابراهيم باشا»، اللذين كانا ينتهجان نهجا صداميا من الرئيس المصري الاسبق انور السادات. ويؤكد ان الشيخ محمد عيد ترك تأثيرا هائلا على نفسه، لدرجة انه عزم على تقليد اسلوبه، لكن في مواجهة الاحتلال. وبالفعل خاض الرنتيسي كرئيس لجمعية الاطباء في غزة عام 1981 اول حملة عصيان مدني ضد الاحتلال، لرفض دفع الضرائب للاحتلال، ففرضت سلطات الاحتلال عليه الاقامة الجبرية، ثم اعتقلته.في اواخر عام 1987 كان الرنتيسي مسؤولا لجماعة الاخوان المسلمين في منطقة خان يونس، في ذلك الوقت اجتمع عدد من قادة الجماعة في القطاع، على عجل وهم الشيخ أحمد ياسين وأبو أسامة دخان ومحمد شمعة وابراهيم اليازوري وصلاح شحادة وعيسى النشار، وقرروا ان تخوض الجماعة غمار الانتفاضة تحت اسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وكان الرنتيسي قد صاغ اول بيان باسم الحركة الوليدة. وكعضو مؤسس في حركة «حماس»، تعرض الرنتيسي للاعتقال خمس مرات وقضى ما مجموعه سبع سنوات في السجون. وابعد عام 1992 لمدة عام الى مرج الزهور في جنوب لبنان.ولعناده فقد يئس محققو جهاز المخابرات الداخلية الاسرائيلية «الشاباك» من جدوى التحقيق معه، حيث يشهد الذين شاهدوه في السجن انه بمجرد ان يحضر للمحققين في اقبية التحقيق، يقوم بمهاجمتهم باللكمات، ولا ينفك عن ذلك الا بعد ان يغمى عليه من شدة ما يتعرض له من تعذيب، من هنا كان يتم تقديم لوائح الاتهام ضده بناء على اعترافات اشخاص آخرين، حيث ان قانون «تامير»، المعمول به ضد الفلسطينيين يتيح للمحاكم العسكرية الاسرائيلية ادانة أي فلسطيني بناء على اعتراف شخص آخر ضده، في حال تعذر استخلاص اعتراف منه.وفي السجن اتم الرنتيسي حفظ القرآن الكريم، في غضون 27 شهرا قضاها في زنزانة انفرادية واحدة. وتعرض للاعتقال والحبس في صفوف السلطة الفلسطينية.اكثر ما ميز الرنتيسي عن غيره هو صلابته وعناده واستعصاؤه على الاستجابة للضغوط، الامر الذي اوجد له شعبية كبيرة داخل قواعد حركة «حماس»، لدرجة ان احدا لم يكن يوازيه من حيث قوة شعبيته، ففي «حماس» ما زالوا يذكرون الموقف الذي يصفونه بـ«التاريخي» في صيف 1998، عندما اصر الرنتيسي على تحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية اغتيال محيي الدين الشريف، أحد قادة «حماس» العسكريين في الضفة الغربية، الذي على اثره تعرض للاعتقال في سجون السلطة. في 10 يونيو (حزيران) الماضي تعرض الرنتيسي لأول محاولة اغتيال اسرائيلية، ونجا من هذه العملية باعجوبة، حيث قتل اثنان من مرافقيه، بينما اصيب نجله أحمد بجروح خطرة. وظل المطلوب رقم واحد لاسرائيل حتى اغتياله
>