وزارة الداخلية التركية تصدر بيانا عاجل وجديد بشأن إمام أوغلو
عليك اتباعها في آخر أيام رمضان.. 6 عادات غذائية لتنظيف الجهاز التنفسي من السموم
عشرات الشهداء وأوامر إخلاء وفقدان طواقم إنقاذ في غزة ..تفاصيل
كيف يفكر الأثرياء؟ 5 عادات مالية تغير حياتك
تحالف و تعاون جديد بين اليابان والصين وكوريا الجنوبية وسط تصاعد الرسوم الأميركية
6 فواكه لا تناولها على معدة فارغة.. تسبب مخاطر مخيفة و مشكلات صحية
تعود لفلول نظام الأسد.. العثور على بئر أسلحة في حمص
الريال اليمني يسجل أدنى مستوى تاريخي مقابل الدولار
إسرائيل تعلن إغتيال عضو مكتب حماس السياسي
حيث الإنسان يوجه الأنظار عشية عيد الأم العالمي إلى نموذج فريد لنضال الأم اليمنية وكيف أحدث المشروع المستدام في حياة بائعة العطور
لا ندري إلى أين يمضي بنا صانعوا صراعاتنا المذهبية والطائفية، ولا إلى أي هاوية ستلقي بنا حقارة مدركي اللعبة وحماقة قطعانها.
وللتذكير فأن ألف وأربعمائة سنة لم تكن كافية لتمكين فريق من اجتثاث الآخر، وفشل خلالها احدهما في محو فكر ومعتقد خصمه لسبب بسيط يكمن في أن منبت الخلاف لم يكن يوما في جوهر العقيدة ... فقد كان صراعا سياسيا على الحكم والسلطة ، الذي طبيعته الاستمرار إلى أن تقف الحياة.
فالعقيدة مبرأة من هذا النزاع بدليل خمول هذا الاحتقان في فترات معينة من التاريخ في حالات الاتفاق السياسي، ولا يخفى على احد الانسجام الموجود في مصر، وغياب تناقض المذاهب، وليس مجرد سكوت أو حياد ولكن وسائل أعلامهما المختلفة تعمل بنهج ولون واحد، مع انعدام إشارة هذه الأطراف لأهمية أي من الخلافات العقدية، نظرا لاتفاق المصلحة السياسية ، وربما سيكون هذا أمرا جيدا إن كان يصب لخدمة ومصلحة الأمة ويبشر باسلوب جديد في طريقة التفكير، ولكي يكون ذلك صادقا وجادا يجب أن يعمم على بقية الأقطار، التي ما تزال ذات الأجندات تعمل على إثارة النعرات وتغذية الخلافات.
فيجب أن يمتلك الجميع الجرأة بالإفصاح عن طبيعة هذا الصراع، وكشف المخفي والمستور، وإظهار حقيقة التنافس السياسي فهو ليس عيبا، ولم يكن المنهك للأمة غير إلباس هذا التسابق على الحكم ثوبا دينيا، يقود لاستمرار خلق ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء الوطن والأمة والدين الواحد، وتستشري الأمراض المزمنة في أفكار الناس ويصعب على الحكيم علاجها.
فلسنا بحاجه لخوض جدل في حكم من يسب الصحابة، وليس لدينا الوقت لمناقشة وإقرار أحقية علي أو معاوية بالحكم، فتلك فترة يجب أن نعصم منها ألسنتنا ونتجنب تناولها على أساس ديني فذلك لن يقود لنتيجة ايجابية، وبإمكاننا أن نكتفي بتوصيفها صراعا سياسيا على الحكم والسلطة لنعصم بذلك دمائنا، ولنتمكن من استغلال أوقاتنا بنقاش ضرورياتنا الآنية في رفع الوعي بأسس بناء الدولة المدنية الحديثة وفي مقدمتها مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وصيغة الدستور الجديد ولون اليمن السياسي القادم ، بحيث يشكل حديثنا عن العدالة والحرية والمواطنة المتساوية نشاطا يوميا يغذي ويبني هذه القيم ويزيل الاحتقانات المعيقة لتهيئة المناخ المناسب للحوار ويقود لخلق أجواء ذات هواء إنساني قادم من عمق إدراكنا وتمثلنا لمفهوم المواطنة المتساوية.
أما الذهاب للحوار بأحكام هلامية مسبقة على الآخرين تسكن عقولنا منذ قرون، فستقود بكل تأكيد لجعل الحوار الوطني مجرد جدل غير وطني...
Fattah_alwah@yahoo.com