في أمسية رمضانية لرابطة الجرحى بمأرب.. بلغيث: القيادة السياسية تقدر تضحيات الجرحى
من أعماق سقطرى.. حيث الإنسان يوثق حضورا إنسانيا جديدا ويغير مسار حياة ابو سلطان
حزب الإصلاح في اليمن يوجه دعوة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بخصوص العدوان الإسرائيلي على غزة
تقرير دولي.. اليمن خامس أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأعداد النازحين ستصل الى اكثر من 5 مليون نازح ..
مركز الفلك الدولي يكشف عن موعد عيد الفطر 2025 وغرة شهر شوال
عاجل ...الجامعة العربية تكشف عن أدوات المواجة مع إسرائيل ردا على المجازر الإسرائيلية في غزة
وزارة الدفاع الأمريكية: مصممون على تدمير قدرات الحوثيين العسكرية
أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني
تفاصيل لقاء الرئيس رشاد العليمي مع سفير تركيا
عاجل .. غارات أمريكية تستهدف منزلا لقيادي حوثي بحي الجراف بالعاصمة صنعاء وغارات أخرى على البيضاء والجوف
الشيخ / محمد الدعيس كان مديراً لشؤون الطلاب في جامعة الإيمان، وكان نعم الرجل المناسب في المكان المناسب، وأثبت جدارته، وظل يتبوأ هذا الموقع إلى أن توفاه الله، ولم يُقل من منصبه، بل ترقى إلى نائب رئيس الجامعة، ولا أعرف احداً شكاه أو نال منه، رغم ما كانت تكتنفه بيئة العلم والعلماء من التحارش والتهارج والخلافات وأحيانًا الصراعات، كأي بيئة بشرية، فكان الرجل شوكة ميزان، وظني أنّ الرجل لم ينل حظه من الإكرام والتكريم، وتلك هي علامة من علامات عبادالله المخلصين، حيث يرحلون من دنيا الناس، دون أن ينالوا من دنياهم شيئا.
كان متفردا رحمه الله بأخلاقه وسمته وعلمه، وتواضعه، وهدوئه ووقاره، قابلته مرة في سيؤون وهو على حاله لم تغيره السنون ولا الأيام إلا اللهم بياض لحيته، بسبب إخلاصه في عمله وتفانيه في جودته.
كان معه في تلك الفترة شيخان شابان طائشان، رائعان جدًا، أوكل إليهما في ذلكم الحين بعض الملفات الطلابية وربما الفكرية، ومع مرافقة الشيخ يرحمه الله لهما مرافقةً شديدة، كمرافقة الظل لصاحبه، للجوار في السكن، والمذهب، إلا أنه لم يتأثر بهما ولا بعلمهما، الحماسي أو الثوري، وحسمهما للأمور، وظلّ رحمه الله رقيق القلب، قريب الدمعة، خفيف المحمل، قوي الإرادة، سليم الصدر، لا يتأثر بالعواصف ولا العواطف ولا الأفكار ولا التيارات.
ودارت الأيام وصار أحد الشيخين أولئك، شيخًا جليلاً عضواً في مجلس النواب، نسخة الشرعية، ولا يزال، والآخر يقبع في مكة متعبدًا متنسكًا، نائب رئيس أحد الأحزاب، وثالثهما شيخنا الجليل محمد الدعيس، يرحمه الله. كان ورب الكعبة فيما أحسبه حكيماً، يقدر مسؤوليته وموقعه كمدير لشؤون الطلاب، لا يميل ولا يحيف، وإلى هذه اللحظة لا أدري من أي تيار فكري هو، مع كثرة التيارات والأفكار والرؤى العلمية، في الجامعة المفتوحة على كل الساحات العلمية والدعوية، لقد كان قليل الكلام كثير العمل، صبورًا حليماً حكيمًا.
وللأمانة ما لا يحسنه الشيخ الدعيس يرحمه الله فقه التزلف والتمدح والتنافق والتملق والتمسح بعتبة أحد من الناس، ولذا غادر دنيانا خفيف الحمل قليل المال كثير الخُلق جميل السريرة، محبوبًا لكل من عرفه. ولا شك أنني كتبت هذه المقطوعة للاشادة بشيخنا يرحمه الله، للسير على نهجه العلمي والإداري والدعوي وجمال روحه وصفاء نفسه، في بيئات علمية متفجرة بالاجتهادات والآراء والأفكار والتيارات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.