مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية حزب الإصلاح: ''ثورة 11 فبراير نجحت في تحقيق انتقال سلس للسلطة وما حدث بعدها انقلاب''
ثقافة العنف في اليمن مفهوم ملقى على الطريق. تجلياته نصادفها في المنزل والشارع والمدرسة. ينساب في المادة الإعلامية كما يظهر في خطابات السياسة والاقتصاد والثقافة. فالمثال القائل كن ذئباً بين ا
لذئاب، يلقي بظلاله على المجتمع اليمني ذي الطابع القَبلي، المسكون بنحو 26 مليون قطعة سلاح هي بعدد سكانه تقريباً. حتى الرقص يكشف أغوار النزعات المكبوتة والنيات الدفينة. فبعض الرقصات التقليدية كالبرع والدان والتهامية، كلها رقصات تستحضر الحرب وأجواءها حتى وإن لم تستخدم الخنجر أو السيف أو العصا.
وينشأ اليمني على التلقين بأن يكون رجلاً، فيقال له عند الشدائد «كن سبيعاً»، أي تصغير السبع. وهذه النصيحة لا تعني فقط أن يكون جلفاً بل و»أحمر العين» أي متهيباً للعنف وحاملاً له.
للوهلة الأولى يبدو طالب الأدب الفرنسي جميل سبيع (23 سنة) كأنه ينتمي إلى الصورة الغربية للشباب إن لجهة اللباس والسلسلة التي تحيط عنقه ولجهة قصة الشعر واللغة الهادئة. لكن ما ان تستمع إلى روايته حتى يتغير رأيك فيه.
سبيع ضحية ضرجت بدمها. كان ذلك قبل نحو ثلاث سنوات عندما اعتدى عليه عدد من أفراد عصابة قريش التي كانت تتخذ من محيط مدرسته الثانوية مضماراً لنشاطاتها العنيفة. بيد أن الضحية التي كانها سبيع ليست بتلك الصورة النقية. «قلت له سوف «أنال» من أمك وقد أثقب رأسك برصاصة ما لم تحضر الصور» قال سبيع في سياق روايته حكاية شاب قال أنه يحاول ابتزاز قريبة لزميلته من طريق صور كان التقطها لها خلال لقاءات جمعتهما.
تصرف سبيع يعد عند كثر في المجتمع اليمني شهامة وذوداً عن العرض وإن كان لغير قريب. وهي قيم تنتمي الى مخزون الثقافة العربية البدوية، الذي ما انفك يمثل رافعة في السلوك الاجتماعي.
ويرى رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة صنعاء فؤاد الصلاحي أن ثقافة القبيلة هي السائدة ويعاد إنتاجها عبر مؤسسات الدولة والمجتمع. ومن شأن السياسات الاقتصادية والاجتماعية أن تحول العنف اللفظي إلى سلوك مادي على ما يقول الصلاحي الذي يؤكد أن فقدان الثقة يتولد عندما لا يجد الشاب نفسه في الخطابات العامة.
غير أن دروب العنف ومولداته متعددة وبعضه يتماهى مع مفاهيم ومستويات عدة كاللغة والبيئة الثقافية. نبيل قاسم مدرس ثانوي تطغى على شخصيته الفكاهة والمرح لكنه وجد نفسه البادئ في حادثتي عراك إحداهما كانت عنيفة. الأولى عندما قال له شاب كان يجلس على الرصيف «لماذا تحلق شنبك يا لغلغي» ولغلغي باتت عند كثير من الشوافع سبة طائفية لا تحتمل. أما الثانية فعندما اكتشف أن احد الطلاب كتب على اللوح «الاستاذ أهبل».
وتشير دراسة أكاديمية في القسم نفسه، أجريت على طلاب وطالبات الثالث الثانوي في عدد من مدارس عدن أن علاقاتهم تتسم بعنف لفظي ومادي يمارسه الطلاب في ما بينهم ومع أساتذة، إضافة الى تخريب ممتلكات المدرسة.
وتلفت الدراسة الى ادوار رئيسة لبيئة الأسرة والمجتمع. بيد أن الواضح أن دور الاسرة صار محدوداً ولا يمكن التعويل عليه. ويرى أستاذ علم النفس في جامعة صنعاء عبدالحافظ الخامري أن النزعة العنفية لدى الشباب والمراهقين تمثل تعويضاً لنقص في شخصية النازع إلى العنف، ويتوازى ذلك مع مفاعيل التغيرات الجسمانية التي تطرأ على جسد المراهق. وقال الخامري إن البحث عن قيمة اجتماعية قد يقود الشاب إلى مسلك العنف المادي أو اللفظي سعياً الى تحقيق الذات.
وتعد لغة المزاح الحميمة لدى اليمنيين، صغارهم وكبارهم، نابية في الغالب حتى غدت «يا حقير» أو «يا سافل» أو «مال عارك» مفردات يومية لا يأبه بها احد.
ويتذكر احمد العامري رفيقاً له من أب يمني وأم أثيوبية كان قدم إلى اليمن لأداء الخدمة العسكرية ولم يكن يعرف من العربية سوى القليل فسمع رفاقه في الجندية يتنادون في ما بينهم بعبارات مثل: كيفك يا زنوة (من زاني) أو فينك يا زنوة؟ حتى أنه ظنها تحية معتمدة فراح يستقبل بها كل من يلتقيه!