الحوثيون يفشلون في التقرب الى ترامب وتوسلاتهم ذهبت أدراج الرياح .. تقرير أمريكي: الغد ليس جيدا بالنسبة للحوثيين طهران تعترف : لم تكن إيران على علم بهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل اليمن تودع السياسية والأكاديمية اليمنية وهيبة فارع التكتل الوطني للأحزاب السياسية يدعو مجلس القيادة الرئاسي الى استثمار الفرصة التاريخية لإنهاء الانقلاب أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية السعودي في قصر الشعب بدمشق الأمم المتحدة تعلن تعليق جميع تحركات موظفيها الرسمية في مناطق سيطرة الحوثي مكتب مبعوث الأمم المتحدة يكشف عن لقاء مع وفد سعودي عسكري لمناقشة وقف اطلاق النار باليمن وتدابير بناء الثقة من هي الدول التي أصدرت حتى الآن قرارات عقابية بحق الحوثيين في اليمن؟ من هو ماهر النعيمي الذي عاد لسوريا بعد غياب 14 عاما ضربة مالية للنظام المخلوع.. تجميد حسابات مصرفية لرجال أعمال الأسد
مساء الأحد اتصل بي صديق من صنعاء،
وهو ابن إحدى القيادات المقربة من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
قال لي وهو في شبه ذهول: عندي خبر صاعق...
قلت: قل خير.
قال: دخلوا بيت الزعيم ...
قلت: غير ممكن!
قال: أقول لك دخلوا البيت، خبر مؤكد.
قلت: وصالح أين هو؟
قال: في البيت .
قلت: لا يمكن أن يكون في البيت لحظة دخولهم. صالح رجل داهية، لا يمكن أن يمكنهم من رقبته.
قال: أقسم بالله العظيم أن الحوثة دخلوا البيت وأن الزعيم كان في البيت، مع مجموعة من رجاله، لحظة الدخول.
قلت: ربما هي إشاعة، فالأخبار أن الحرس الجمهوري يكثف هجومه على مواقعهم وأن الطيران يضرب بقوة.
قال: أي إشاعة ، أي إشاعة! أقسم بالله، أقسم بالله أنهم دخلوا البيت وأن الزعيم فيه، وأن الذي أخبرني الخبر من بيت صالح.
قلت: ما مصيره؟
قال: ما أدري، لكنه الآن في أيديهم حياً أو ميتاً...
طبقت سماعة التلفون، وأنا غير مصدق، وكتمت الخبر لحين التأكد من صحته.
تواصلت-في لندن-بعدها بلحظات بالأخ السفير عبدالوهاب طواف، وقلت له: هل عندك خبر عن صالح؟
قال: ما وقع؟
قلت: تمكن الحوثيون منه وهو الآن في أيديهم حياً أو ميتاً، وحكيت له ما عندي.
قال: لا تنشر الخبر، أرجوك لا تثبط معنويات الناس.
قلت: لكن هل عندك خبر؟
قال: تواصلت مع ياسر العواضي، قبل ساعتين، وسألت: كيف الوضع؟ فرد العواضي: نحن بخير، لكن الموقف صعب.
قلت: تواصلك كان قبل ساعتين، وربما حدثت بعدها أمور كثيرة.
قال: يا أخي لا تنشر الخبر، مش وقته، تريث أرجوك.
لم أنشر الخبر مساء الأحد، بناء على نصيحة الأخ طواف.
وصباح الاثنين بتوقيت لندن، يخرج الحوثي شريط الفيديو، وينشر الصور، ويدعي أن الرئيس السابق قتل هارباً.
مساء الإثنين أرسل لي صديقي من صنعاء، والذي أكد دخول الحوثيين منزل صالح، وتمكنهم منه، مساء الأحد، أرسل يقول: سامحك الله، يبدو أنك ما صدقت كلامي، وهاهم الحوثة قد ألفوا مسرحية قتله وهو هارب إلى مأرب أو سنحان.
قلت له: لك الحق في الزعل، كان تقديري خاطئاً، والذي جعلني أغفل خبرك أن مصدراً حدثني حول إنزال جوي من التحالف، وأنباء لم تكن صحيحة عن تقدم لقوات الحرس.
قال: لا عليك، حتى أنا، عندما أخبرتك بالخبر، ما كنت أريده للنشر حينها.
قلت: أعدك أن أكتب معترفاً بخطئي في عدم نشر الخبر حينها، وفي التكتم عليه بناء على مشورة صديق آخر، أحترمه وأقدره.
وهأنا اكتب، خالصاً من أي غرض- والله- إلا غرض وصول الحقيقة للناس.
الحقيقة الواضحة-لمن يحب أو يكره الرئيس السابق-هي أنه كان في بيته لحظة الهجوم عليه، حاملاً سلاحه، وأنه-بغض النظر عن موقفنا من سياساته-صمد في صنعاء، واستبسل وسلاحه في يده حتى اللحظة الأخيرة.
وقد لجأ الحوثيون لفبركة مسرحية هروبه، واستعانوا بشريط مسجل لمحاكاة مكالمة بين صالح ونائب الرئيس علي محسن يطلب فيها صالح مساعدة السعودية،
كما استعانوا بفبركات أخرى، لتزييف الحقيقة.
اكتب تلك الشهادة عن صالح، وقد عارضت معظم سياساته، وخاصة بعد تحالفه مع الحوثيين، اكتب وقد استشهد وأصيب كثير من أهلي وأصدقائي في مواجهة الانقلاب، ولكني الآن اكتب للحقيقة والتاريخ، وقبل ذلك لوجه الله، وليسامحني الله على كتمان الخبر حينها، ولا سامحني الله إن كذبت.