موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010 اعلان حالة الطوارئ القصوى في لوس أنجلوس والحرائق تلتهم المدينة- صور زحام شديد في منفذ الوديعة ومئات الأسر عالقة هناك انهيار قياسي للعملة اليمنية.. الدولار يصل حاجز 2100 للبيع ''أسعار الصرف'' مصادر عسكرية: فرار مليشيا الحوثي تحت ضربات الجيش في جبهات مأرب والجوف وتعز استعادة كنوز ملكية ثمينة مخبأة منذ الحرب العالمية الثانية عاصفة شتوية تعطل آلاف الرحلات الجوية في جنوب الولايات المتحدة إيران تكشف عن قاعدة صاروخية تحت الأرض هاجمت منها إسرائيل أميركا تستهدف قطاع النفط الروسي بعقوبات شديدة و تكبدها مليارات الدولارات شهريا
ندرك جميعا ما يحدث من أعمال نهب وفوضى في اغلب محافظات الجمهورية والذي جاء في مرحلة كان المفترض أن تهدأ الأوضاع وتعود رويدا رويدا لحالة الهدوء والأمن والاستقرار بعد عام من الدماء والأشلاء وانقطاع الخدمات أو على الأقل فليستمر الفعل الثوري والسياسي ولكن الأمن يجب أن يعود وان يكون من أهم أولويات أي حكومة.
ما يؤلم هو أن هذه الأعمال لا زالت في تزايد فلا يمر يوم إلا ونسمع عن حوادث هنا وهناك من قتل أو نهب أو سلب أو تفجير أو تقطع وكل طرف يتهم الآخر علنا أو ضمنا ولكن هذا يؤكد ضعف السلطة وأجهزتها الأمنية وتجاهل بعض القيادات لما يحدث من أعمال بلطجة مسلحه في وضح النهار وبلغة النار الأحمر حيث أصبح السلاح هو اللغة الأكثر حضورا في الشارع اليمني واستطاعت الكثير من القوى الاستفادة من هذا الوضع الذي وقع ضحيته المواطن البسيط المغلوب الذي لا ينتمي لأي جماعه لأن انتمائه للوطن خذله ولم يكن يدرك أن البقاء والنفوذ سيكون للجماعات والأولوية للانتماءات الحزبية والمناطقية والبلطجية وليس الانتماء لوطن عجوز أنهكته تحالفات المصالح وتجمعات الفوضى.
ناهيك عن الدور السلبي الذي لعبته بعض القيادات في هذه المرحلة عندما رأت أن مصالحها لا يمكن لها أن تستمر في حال بدأت البلد خطواتها الصحيحة نحو البناء والتمدن وفرض سلطة القانون.
عندما يصبح الوطن منطقة تتنازع عليها قوى الفوضى فعلى الدنيا السلام وابحث عن وطن تأمن فيه على نفسك واهلك من عبث العابثين وبطشهم وهلع نفوسهم المتعطشة للدم واللاهثة وراء كل ما يمكن أن يؤتي أُكلا وان كانت لحوم البشر.
الغرض الذي وجدت من اجله الحكومات هو أن تحفظ لأبناء الشعب النفس والمال والحقوق العامة والخاصة وحماية الضعفاء من بطش الأقوياء وأي خروج عن هذه القاعدة يجعل الحكومات في عداد المفقودين ووقوعها في حالة الغياب كفيل بظهور قوى عديدة تمارس حرية في التصرف وتسحق كل ما هو اضعف منها في سبيل تحقيق غاياتها وعندما تكون الحكومة اضعف من أقوى التكتلات الحزبية أو القبلية أو الجماعات المنظمة فإن الدولة ستكون في وضع صعب وستكون مشلولة بالتأكيد والحل لن يكون إلا بتقوية نفسها على الساحة أو إضعاف القوى المسيطرة.
هل ندرك ما معنى أن ينفلت الأمن وتصبح الأهواء هي من يحكم الساحة وهل ندرك أيضا ما يمكن أن تؤول إليه الأمور نتيجة هذا الانفلات الذي تتراكم نتائجه وتتزايد أدواته إلى وقت قد يصبح من الصعب السيطرة عليه وبالتالي نكون أمام نموذج صومالي وتصدق تنبؤات لا نريدها أن تصدق وتتحقق أماني قوى تريد لليمن أن تتصومل.
هل يملك الرئيس هادي الرؤية والحكمة الكافية لإنقاذ البلد والبدء في توجه جاد نحو إعادة الأمن في البلاد والعمل على إيقاف هذه الموجه بدءا بتغيير القادة الأمنيين الغير فاعلين وتزويد الأجهزة الأمنية بالقوى البشرية والآليات والإمكانيات الكافية ومتى ما وجدت النوايا الصادقة والأيدي النظيفة فان الأمور ستكون أكثر وضوحا وهو الأمر الذي فقدته اليمن طيلة سنوات مضت انتهت النتائج إلى ما وصلنا إليه الآن, ليتهم يدركون حقيقة أن الأمن هو الأساس الذي لا يمكن القفز عليه لتحقيق أي عملية بناء اقتصادي أو سياسي والإدراك وحده لا يكفي لكي نبتعد عن نموذج الصوملة الذي بدأت الساحة تتشكل لاستيعابه في بلدنا المليء بالسلاح والفقر والجهل ونزعات الانتقام وحب السلطة.
وهل سينجح الرئيس هادي في كسب كل الأطراف وتجنيب اليمن مخاطر التدهور فالرضا المؤقت من قبل الأطراف لن يستمر وثقة الشعب لن تدوم مالم يكون هناك خطوات جادة ومدروسة وهذا ما نخشاه .. ننتظر خطوات أكثر جدية وأكثر حزما لإعادة الأمن للبلد فالأمل كبير بالرئيس هادي لكن بالمقابل التحديات كبيرة نسأل الله العون والحفظ لبلدنا من كل شر.
tajwalid@gmail.com