الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وقوات الدعم السريع توسع عمليات الهروب من الخرطوم
قرار قضائي يثير غضب إيلون ماسك..
عصابة أثيوبية تختطف اكثر من أربعين شخصا من جنوب اليمن وأجهزة الأمن تتدخل
قناصو المليشيات الحوثية تستهدف النساء بمحافظة تعز
الرئيس من الرياض يوجه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من الداخل ويؤكد على الوفاء بالالتزامات الاقتصادية والخدمية أمام الشعب
جيش الإحتلال ينسحب من محور نتساريم الإستراتيجي.. شاهد كيف أصبح
عدن: الداخلية تعلن بدء صرف مرتبات منتسبيها لشهر يناير وتعليمات لغير الحاصلين على البطاقة الشخصية الذكية
تراجع مستمر في قيمة العملة اليمنية.. ''أسعار الصرف الآن''
مأرب في عين العاصفة... هل يدق الحوثيون طبول الحرب مجددا؟ وماهو أخطر ما يقلقهم اليوم ...تحركات خطيرة ومريبة
اليمن تتضامن مع السعودية ضد تصريحات اسرائيلية استفزازية ''بيان''
تقدم المهندس فيصل بن شملان علينا جميعاً. تقدم بن شملان في الزمن وعلى اليمن.
تقدم على نفسه، وعلى منافسيه، وعلى أنصاره ومحبيه، وانهزم أمامه مرشح المؤتمر الشعبي لرئاسة الجمهورية، وانهزمت خلفه أحزاب اللقاء المشترك التي توحدت عليه وفيه ورشحته لمنصب الرئاسة ونأى بنفسه عن مقبره الفرص الضائعة كإشراقة مجنحة لطائر يغمره الافتتان بغياب الأفعى، ويتوهج بالتغريد بعيداً عن «عالم البلهاء وعديمي الاحساس والمهيجين» وعن السكارى الغرقى في طبقات الغبار والقذارة الطافية على سطح انعدام التغيير.. وعن المفتقرين لهمة غسل مصيرهم، وتغيير حياتهم، كما يغيرون ملابسهم، وذلك لانقاذ الحياة وتكريس احترام النظافة -بحسب فرناندو بيسوا.
.. لقد تقدم علينا بن شملان وهو السبعيني الطالع من بين ظهرانينا بهيئة تجلت بعنوانها المفارق، من اول وهلة، لما اعتدناه وألفناه واعتلفناه في حضيرة السياسة اليمنية من وجوه وخطابات متخبطة في مجازات مراوحة الكل في واحد.
.. ولما كان بن شملان حالة مفارقة فقد كان من شأن زلة اللسان او خيانة اللغة أن تدفع بمنافسه الرئيس إلى وصفه بـ«المرشح المستأجر».
والحال ان وقع المفارقة المباغت قد ولد مزيجاً من المشاعر والتصورات والآراء المتناقضة والمتضاربة بشأن بن شملان وهو الذي لم يهبط علينا من كوكب آخر بقدر ما جاء من زمن قادم واختلف الفرقاء حوله، بين هارب اليه ومستجير به وبأطياف مانديلا وغاندي التي قدمت معه، وبين هارب منه ومذعور من وعد التغيير، وقد كانت ومازالت هذه النقطة جديرة بالقراءة المفتوحة على بساط القادم من الأيام والأعوام التي ستطل علينا بإعلان يقول بأن الفائز الاكبر في هذه الانتخابات كان فيصل بن شملان وإن لم تعلن عن ذلك اللجنة العليا لانتخابات!
لقد جاء بن شملان ليخترقنا كشهاب، وكان لحظة اختراق لرؤوسنا بمواكب من الاحاسيس والافكار إلى أن دقت ساعة «الصندوق الاسود» وصندوق العجائب وبدا أن الديمقراطية «ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن» وتركز حزن اليمن كله في لحظة، وتكثفنا بشتى التهديدات ذات الالوان المغيّبة، وارتطمنا بجدار الحقيقة القائلة بأن «الموت هو الوجه الآخر للسياسة في اليمن» وارتكسنا إلى نقطة التأسي والاتكاء على عكازة الفعل الماضي الناقص: كان.. وكان بن شملان.. وبن شملان يتقدم علينا في الزمان ولا يلتفت إلينا ونحن نتجذر في الخراب، ونجدد توقيع عقدنا مع النسيان.. النسيان بما هو استراتيجية حكيمة للعيش والخلاص من أثقال ذاكرة منهكة، و مشبعة بالعنف والموت. وتقدم بن شملان وهو يبتسم في وجه من تورثوا ما تهدم واستأنفوا شحذ الحراب ليتحاربوا على ارض الخراب، وسلطة العطن والعفن، وفي وجه من استأنفوا التسبيح بحمد خالق الظلام وتكرار ما نطقت به لسان حقب الانحطاط من حديث يقول: «من اشتدت وطأته وجبت طاعته»!
.. وكما يمر بنا الزمن ولا نمر فيه، مر في ايامنا بن شملان، وربما كان من حسن حظه ان لا يخوض في الانقاض ويمضي ولسان حاله يقول: سأمضي ببعضي.
ويردف بما قال شاعر اسباني:
«لانني بحجم ما أراه
لا بحجم قامتي»...