آخر الاخبار

أبو عبيدة يلقي خطاب النصر ويعلن: معركة طوفان الأقصى دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال وغيّرت المعادلات قبائل أبين تحذر عيدروس الزبيدي : قادرون على انتزاع حقوقنا والوقوف ضد أي قوة تحاول المساس بأمن واستقرار أبين ست جهات حكومية يمنية تبدا سلسلة إجتماعات مع صندوق النقد الدولي في عمّان ورشة توعوية بمأرب حول مشاكل الكهرباء والتحديات والحلول المقترحة ودور الدعاة والخطباء والسلطه المحلية بعد اتفاق غزة.. هل يصبح اليمن الساحة الأخيرة للصراع الإقليمي؟ مسؤولون يمنيون يشاركون في دورة تدريبية في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية بالتعاون مع الأمم المتحدة والسفارة اليمنية بالدوحة تظاهرة حاشدة للمعلمين في مدينة تعز تفاصيل توقيع ''تيليمن'' على اتفاقية مع شركة عالمية في دبي لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية الحوثيون في البيضاء سجل حافل بالإنتهاكات.. تقرير يوثق أكثر من 8 آلاف واقعة انتهاك فعاليات تنصيب ترامب رئيسًا لأمريكا تبدأ يوم الإثنين

من بوبيان إلى صنعاء
بقلم/ سمير عطا الله
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 6 أيام
الخميس 12 فبراير-شباط 2015 10:14 ص
كان الجميع يعتقد أن جيش صدام حسين لن يصل إلى مدينة الكويت. سوف يُهوِّل باحتلال الكويت، لكنه سوف يتوقف في جزيرتي وربة وبوبيان. لأن «عقدة» العراق، عكس جميع الدول الأخرى، في المياه المالحة وليس المياه الحلوة. غير أن صدام كان في داخله يضحك من أفكار المحللين. الجميع يعتقدون أن الاجتياح الإسرائيلي (1982) لن يصل إلى بيروت، ولن يتجاوز مسافة 40 كيلومترا لإقامة حزام أمني، لكنه احتل بيروت ودكَّها ووصل إلى مائة متر من القصر الجمهوري.
ثمة جزء مهم من الحروب يُسمّى التمويه، وهو بدائي من أيام العصر الحجري. ويجب أن ننظر دائما لا إلى حيث يشير عدوك، بل إلى العكس. ولذلك، أخذت الناس بعد حرب 1967 على الرئيس جمال عبد الناصر قوله «انتظرناهم من الشرق فجاءوا من الغرب»، لأن الاستراتيجية العسكرية تفترض أن تتوقع عدوك من كل الجهات.
الذين توقعوا أن يصل الحوثيون إلى منتصف الطريق نحو صنعاء، ثم يستريحون، راعهم بلوغهم أطراف صنعاء. آه، حسنا. لا يمكن أن يتقدموا. وإذ أكملوا الهجوم، قال الجميع: لن يحتلوا القصر الجمهوري. فهذه في نهاية المطاف، اليمن، وجبال اليمن، ولن تلين لغزو داخلي أو خارجي. وسوف يحل بالحوثيين ما حل بمن قبلهم. خطأ.
أو بالأحرى نصف خطأ. لأن الحوثيين مهدوا الطريق إلى صنعاء بالتحالف مع الذين كان يُفترض أن يقطعوها عليهم. ولأنهم دخلوا العاصمة بالمال والدبابات. وفيما كانت اليمن تنتظرهم من الشرق، دخلوا من الغرب، ودخلوا البرلمان والقصر والمحاكم، وغسلوا حبر الاتفاقات والبيانات الأخوية ونشروها على حبال الحمالين في ميناء الحديدة.
وكان على مجلس التعاون أن يعتبر من درس علي صالح، الذي ظل يفاوضه ويفاوض سفراء العالم، ووسطاء العالم، ومشايخ اليمن أياماً وليالي قبل أن يخرج من الشرق ويدخل من الغرب. الوعود لا تدوم طويلا هذا الزمن. حتى التوقيع في مكة لم يضمن الاتفاق الفلسطيني. أما وقد أغلق الحوثيون باب صنعاء «وفتحوا باب الحوار»، فيذكِّرني هذا الإضحاك بأغنية مكسيكية يرددها الكاوبوي فيقول: «أنا لا أفرض شيئا على أحد. كل ما أفعله أنني أضع مسدسي على الطاولة وأقترح».
اقترح عبد الملك الحوثي بعد استكمال وضع اليد على صنعاء فتح باب، أو أبواب الحوار، لم أعد أذكر. وبقدر ما احترم الحوثيون وعود الأمس، سوف يحترمون وعود اليوم. الرجاء أن نعد أنفسنا جميعا: من «جنيف 1» إلى «جنيف 2»، ولكن ليس إلى «موسكو 1»، بل إلى باب المندب. الحوثي وسيلة، والغاية أبعد من خنجره المرعب الحجم.