موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010 اعلان حالة الطوارئ القصوى في لوس أنجلوس والحرائق تلتهم المدينة- صور زحام شديد في منفذ الوديعة ومئات الأسر عالقة هناك انهيار قياسي للعملة اليمنية.. الدولار يصل حاجز 2100 للبيع ''أسعار الصرف'' مصادر عسكرية: فرار مليشيا الحوثي تحت ضربات الجيش في جبهات مأرب والجوف وتعز استعادة كنوز ملكية ثمينة مخبأة منذ الحرب العالمية الثانية عاصفة شتوية تعطل آلاف الرحلات الجوية في جنوب الولايات المتحدة إيران تكشف عن قاعدة صاروخية تحت الأرض هاجمت منها إسرائيل أميركا تستهدف قطاع النفط الروسي بعقوبات شديدة و تكبدها مليارات الدولارات شهريا
أعتذر بداية لأن السلفية لم تتهيكل بعد..
ولأنها منهج أفقده بعض منتسبيه المضمون الذي يمكن أن يصل تأثيره إلى مدى أبعد, وقيدوه بتأريخ ربما لا علاقة له بالوقائع والواقع.
وأعتذر للتأريخ لأن ديمومة التأريخ الوحيدة تقف ذاكرة الإنسان بؤرة لها.
وأعتذر لعظمة الثورة اليمنية لأن المتاجرة السياسية في الثورات كارثة لا تغتفر.
***
عندما نقف أمام الأوطان التي أشرقت فيها ثورات الحرية حتماً سنجد بأنها ستنفض عنها رماد العبودية وإلى الأبد. لأن هذه الثورات جاءت تحمل في طياتها لأجل الإنسانية قضايا عظمى.
.. الآن وبخلاف تونس ومصر هذه هي اليمن.
ليس هناك أي صدفة للجغرافيا فيها وليس هناك أيضاً أي ملك يدعى فاروق فيها.
هنا فقط تأريخ من الإيمان والحكمة صمد في وجه الظلم عقوداً عدة وسقط هنا سهواً من ذاكرة هيكل الفولاذية. ويا للمصادفة فمنذ زمن:
السلفية التي نضجت في ظل النظام البائد كانت دائماً تخطب لنا بالترغيب والترهيب من نار جهنم وتدعوا في نهاية خطبها لجهنم صالح الذي يتعذب فيه تأريخ هذا الإنسان اليمني البسيط. لأنه ولي أمر حسب زعمها.
وبنفس المنوال عندما كانت الشعوب العربية تُصلى في نيران أنظمتها, كان هيكل غارق في بحر الحديث عن الملك فاروق دون أي نزعة للواقع. سوى ربطه بتأريخ لا علاقة له به.
ولكن اليوم تحررت السلفية الحقيقية وجسدت للأمة معناها, وتركت خلفها أولئك الذين ما زالوا مستمرين بتقييدها بزمن لا علاقة له بواقعها. ولا يمكن أن يكون هيكل أحدهم لأنه ليس سلفياً من الأصل.
فالسلفية السابقة كانت تتلون بلون النظام الذي تُدعم فيه.
وها هو هيكل اليوم يتاجر سياسياً على حسب الأنظمة المتواجدة أمامة لا على حسب همة الشعوب. وبالذات في اليمن.
ويا لعظمة الثورة اليمنية لقد جعلت الشيخوخة تتسرب إلى من كنا نعتقد بأنهم لن يشيخون أبداً.
.. ويا للعجب لماذا فقط اليمن لا يُراد لها أن تنفض عنها رماد العبودية.؟ هل لأن الثورة اليمنية طالت بإنضمام الأحزاب إليها..؟
هذه الأحزاب التي يئست من كل طرق التواصل مع هذا النظام البائد للإصلاح في هذا الوطن الغالي لماذا تصبح اليوم مشكلة على الثورة؟
كانت تستطيع أن تسرق هذه الثورة من قبل أن تخلق عندما عرض عليها المحاصصة الفاشلة من النظام البائد.
وقد صدق الصحفي محمد صالح الرويشان بقوله " إن وجود ونشاط الأحزاب السياسية في الثورة اليمنية رغم جوانب الضعف والقصور يجعل المجتمع اليمني أكثر مدنية ".
أما الغريب جداً .. هو أن تتحول هذه الأحزاب مع عامة الشعب وخاصتهم في ساحات الثورة باليمن إلى قبيلة واحدة كما صنفها هيكل بقوله : " إن ما يحدث باليمن ليس ثورة بل قبيلة تحاول أن تتحول إلى دولة ".
عجيب إذاً .. لماذا لم تتحول هذه القبيلة في ليبيا مثلاً ؟!.
هل نسي هيكل أنه لا يمكن أبداً وعلى مر العصور أن تقوم قبيلة واحدة بثورة.
وللعلم بأن من خلفتهم السلفية ورائها نجدهم مع ثورة تونس ومصر وليبيا وسوريا وضد الثورة اليمنية وما حدث في البحرين.
وإذا دققنا للواقع أكثر نجد بأن هذا هو الختم السعودي وسياسة آل سعود في ظل هذا الربيع العربي.
ولا غرابة إن نظهر هذا الختم على من خلفتهم السلفية ورائها فجميع نشاطاتهم وجمعياتهم مدعومة من أصحاب الختم.
.. لكن أن يختم مفكر له شأن بهذا الختم فهي مشكلة حتمية أن يتاجر بالفكر.
وأخيراً أتمنى من الإستاذ هيكل إن لم يكن مختوماً أن يترك ذاكرته ويقرأ الواقع اليمني مجدداً. هذا الواقع الذي نكتبه للتأريخ بدمائنا.