رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح
* ربما لم تعد الدراما التلفزيونية العربية قادرة على شد جماهيرها على مدار العام مثلما تفعل في شهر رمضان المبارك الذي أصبح يزدحم سنويا بعشرات المسلسلات التلفزيونية ويحرص كبار النجوم على أن تكون لهم حصة فيها حتى يظلوا متربعين على قلوب مشاهديهم من خلال التلفزيون بعد أن خذلتهم السينما التي أصبحت لها متطلبات للنجومية لا تتناسب مع أعمارهم المتقدمة... ويحدث بالفعل أن تتزاحم الكثير من الأعمال الجادة في وقت واحد عبر عدة قنوات فضائية عربية فلا يتمكن المشاهد إلا من متابعة بعضها دون البعض الآخر، وبالطبع فلا يمكن لهذه القنوات أن تنسق فيما بينها لأنها تدفع عشرات الملايين من الدولارات لشراء حق عرض مسلسل ما حصريا مراهنة على جودة القصة أو على جاذبية أبطالها لدى المشاهدين العرب، وهذا الأمر في الغالب مقتصر على الإنتاجين المصري والسوري رغم أنهما ينتجان مسلسلات على مدار العام لكنها لا تأخذ نفس الاهتمام الذي يحظى به إنتاجهما المخصص لرمضان... وبالمقابل فإن الإنتاج الخليجي مازال – بحكم أشياء كثيرة – منحصرا بنسبة كبيرة على رمضان محاولا أن يقدم نصوصا جادة تعالج الكثير من القضايا الاجتماعية المستجدة على المجتمع الخليجي لكنه لم يتمكن حتى الآن من اختراق بقية الشاشات العربية وخاصة الرسمية منها.
ويبدو لي أن من بين المسلسلات الخليجية هناك مسلسل واحد نجح في جذب اهتمام الملايين من العرب منذ خمسة عشر عاما حيث اعتادوا أن يستمتعوا في كل رمضان بحلقات المسلسل السعودي الشهير (طاش ما طاش)، وعن نفسي أعترف أنني لم أهتم بمتابعته إلا منذ ثلاث سنوات فلم تكن عندي قناعة قبلها بإمكانية أن يتم إنتاج دراما سعودية بهذا المستوى الراقي ولذلك لم أهتم بمتابعته مطلقا من قبل رغم أنني على يقين أنه في بداياته لم يكن قد امتلك ناصية الاحتراف بعد كما هو حاله الآن، وأن التطور على كل المستويات قد صاحبه طوال هذه الأعوام حتى بلغ هذا المستوى البديع الذي يذكرنا بأرقى أساليب الكوميديا التي عرفناها في السينما الغربية والتي لا تعتمد على الإسفاف والألفاظ والتلميحات البذيئة وافتعال الحركات التهريجية بل تعتمد على الموقف الطبيعي التلقائي الذي بقدر ما يضحكك من أعماق قلبك فعلا فإنه في نفس الوقت يعبر عنك وعما يمكن أن تواجهه في حياتك من مواقف مضحكة!
من الواضح أن الوجبة الرمضانية السنوية من (طاش ما طاش) تتطور في كل عام عن العام الذي قبله على كل الأصعدة سواء المتعلق منها بالنصوص أم بمستوى الأداء أم بنوعية المضمون وجرأته وشجاعته أم بالجوانب الإخراجية والتقنية، وكل ذلك يعني بشكل أو بآخر أن هناك جهدا كبيرا يتم بذله من أجل تطوير هذه الدراما وأن هناك كذلك جدية وصدقية في تحقيق هذا الهدف ليس – كما أتصور – من أجل المنافسة بل من أجل معالجة مشاكل وقضايا المجتمع الذي انبثقت وخرجت منه وتعرف احتياجاته أفضل بكثير من غيرها... ومع ذلك فقد احتل هذا المسلسل السعودي مكانة متميزة لدى غالبية المشاهدين العرب وليس السعوديين أو الخليجيين فقط وأصبح قادرا على منافسة بقية المسلسلات الكوميدية التي تنتجها دول لها باع طويل في الإنتاج التلفزيوني هذا إن لم يتفوق عليها قياسا على الأقل بما شاهدناه هذا العام.
الحديث الغالب عن كوميديا مسلسل (طاش ما طاش) هو أمر طبيعي نظرا لخفة الدم التي عرف بها بطلاه (ناصر القصبي) و(عبدالله السدحان) والتي تفرض نفسها على شخصيتهما شئنا أم أبينا، وتظل الكوميديا هي سمته الأساسية لكن المفاجأة تكمن في المستوى الرائع والمؤثر الذي قدم به البطلان عددا من الحلقات البعيدة كليا عن أي كوميديا ونجحا من خلالها في تقديم رسائل جميلة وعميقة عن بعض القضايا الملحة والمثيرة للجدل في المجتمع السعودي وهي رسائل تساوي في تأثيرها ألف مقال صحافي ومائة برنامج تلفزيوني... ولعلها أغضبت البعض ممن لم يعتادوا على طرح مثل تلك القضايا للنقاش الصريح فما بالك إن كانت الدراما هي أسلوب معالجة مثل هذه الأمور الشائكة في مجتمع مازالت الدراما المحلية جديدة عليه!
إن من شاهد بعض هذه الحلقات التي أشرنا إليها قبل قليل والتي تناولت مخاطر التشدد الديني ولا مبالاة بعض تيارات اليسار العربي وغير ذلك من الحلقات سيدرك أننا أمام عمل جاد ومسؤول من الدرجة الأولى... وهو في الوقت ذاته شهادة لا تشوبها شائبة عن حجم التحولات الليبرالية – بمعناها الإيجابي – التي يشهدها المجتمع السعودي بتؤدة وحكمة وبرعاية مباشرة من قيادة المملكة وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فما كان يمكن لنا أن نشاهد عملا دراميا بهذه الجرأة والجدية والمحافظة في نفس الوقت لو لم تكن القيادة السعودية راغبة في ذلك... والحقيقة أن تأثير مثل هذا العمل التلفزيوني يمتد ليشمل فئات كثيرة من أبناء المجتمع ويخفف من الاحتقان السياسي والاجتماعي من خلال إدراكهم أن هناك من يتفهم قضاياهم ويسعى لمعالجتها بمختلف الوسائل ومن بينها توظيف الإعلام في تحقيق هذا الهدف بأفضل الصور الممكنة... الأمر الذي جعلني أهدي هذه التحية المليئة بالإعجاب لحلقات مسلسل (طاش ما طاش) ونجميه المتميزين وكتاب نصوصه المقتدرين.
* نقلاً عن مجلة ( المجلة )