حزب الإصلاح: ''ثورة 11 فبراير نجحت في تحقيق انتقال سلس للسلطة وما حدث بعدها انقلاب''
هجمات مباغتة لرجال القبائل تستهدف نقاط الحوثيين في الحنكة بمحافظة البيضاء
حماس ترد على ترامب: ''غزة ليست للبيع''
زلزال بقوة 5 درجات قرب سواحل اليمن
قميص ميسي قبل انضمامه لبرشلونة يطرح بمزاد مقابل مبلغ خرافي
فساد بالمليارات .. ترامب يؤكد ثقته في الكشف عن احتيال البنتاغون.
الريال اليمني يسجل انهيارًا غير مسبوق بتجاوزه 2300 مقابل الدولار
انضمام تركيا وقطر للجنة الشراكة الصناعية التكاملية
لأول مرة طوفان سعودي غير مسبوق ضد نتنياهو وترامب
ترامب من جديد يعلن شراء غزة.. ويكشف عن دولة ثرية في الشرق الأوسط ستقوم بإعادة بنائها لندن- عربي21
يثير التناقض الذي تعيشه المنطقة العربية واليمن خاصة، قضايا كثيرة ومتشعبة، ويعد موضوع فرض الحوثيين للحصار على مدينتي تعز ومأرب منذ تسع سنوات واحداً من أبرز هذه التناقضات، حيث يدّعي الحوثيون انتصارهم للعدالة ودعمهم للقضايا العادلة، لكن الواقع يروي قصة مختلفة تماماً، فمنذ سنوات يعاني سكان تعز ومأرب من حصار ظالم مفروض عليهم من قبل الحوثيين، في حين يعيش سكان قطاع غزة تحت ضغط مماثل بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية ويعرض حياتهم للخطر، في الوقت نفسه، يتبنى الحوثيون -كذبا- قضية فلسطين ويتحدثون عن رفع الحصار عن غزة ودعم الشعب الفلسطيني.!
هذا التناقض يستدعي الاهتمام والتحليل الدقيق، فمن الواضح أن الحوثيين يستخدمون قضايا إنسانية مثل قضية فلسطين لتبرير أجندتهم السياسية والتأثير على الرأي العام المحلي والدولي، وفي الوقت نفسه يتجاهلون الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان تعز ومأرب نتيجة لحصارهم، ومن المهم فهم هذه التناقضات وتسليط الضوء عليها لإبراز الحقائق وتوجيه الضغوطات نحو حلول حقيقية لانهاء الحصار الحوثي لتعز ومأرب وبقية المناطق المحاصرة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المتضررة، كخطوات ضرورية نحو تحقيق الاستقرار والعدالة في المنطقة.
يواجه اليمنيون صعوبات ومتاعب كبيرة في ظل الحصار والتضييق الحوثي على المدن والمناطق اليمنية، وخاصة تعز ومأرب، وقطع الطرقات وتعطيل حركة النقل أثر بشكل كبير على حياة السكان، واجبرهم على اتخاذ طرق بديلة طويلة وغير آمنة للوصول إلى وجهاتهم، فهذ التصرف الحوثي زاد من معاناة المدنيين وعرضهم للخطر، فوجدوا أنفسهم عالقين بين الحاجة إلى التنقل وبين العراقيل والمخاطر التي يواجهونها على الطرق البديلة، وهنا يتضح للجميع تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن وتأثيرها السلبي على حياة السكان، وعلى سبيل المثال في إسعاف المرضى عبر الطرق البديلة في تعز تتسبب في تأخر الوصول إلى المستشفيات في الوقت المناسب، ويستغرق الطريق البديل الذي يمر عبره المواطنون حوالي سبع ساعات بدلاً من 15 دقيقة فقط عبر الطريق الرئيسي المحاصر، فهذا التأخير قد يعرض حياة المرضى للخطر، حيث يمكن أن يتدهور وضعهم الصحي أثناء الانتظار أو أثناء الرحلة بسبب وعورة الطريق وطول المسافة، مما يزيد من احتمالية الوفاة قبل وصولهم إلى المستشفى، ما يؤكد على ضرورة التدخل السريع والفعال لتخفيف هذه المعاناة وتحسين الوضع الإنساني، ومن المهم التوعية بمثل هذه الحالات وتسليط الضوء عليها لزيادة الضغط على الحوثي، والسعي نحو حلول جذرية للأزمة الإنسانية في اليمن وضمان سلامة المدنيين.
على المجتمع الدولي التصدي لتلك الانتهاكات الإنسانية والضغط على الحوثيين برفع الحصار عن تعز ومأرب وكافة المناطق المحاصرة، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين والتخفيف من معاناتهم، ويمكن اتخاذ عدة إجراءات لممارسة الضغط على الحوثيين لفتح الطرقات ورفع الحصار، ومن هذه الإجراءات،
تكثيف الضغط الدولي "الدبلوماسي"، وفرض عقوبات دولية على الحوثيين، وزيادة التضامن الإنساني الدولي مع السكان المحاصرين، ودعم العمل الإنساني للمناطق المتضررة، ومن خلال هذه الجهود المشتركة والمتكاملة، يمكن للمجتمع الدولي تعزيز الضغط على الحوثيين لتنفيذ الاتفاقيات المبرمة في المفاوضات وتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن.