آخر الاخبار

الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو   سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة

عيد اليمن الجديد... 21 فبراير
بقلم/ ياسر الشرعبي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 22 يوماً
الجمعة 17 فبراير-شباط 2012 07:31 م

لم أكن معنياً كثيراً بالعملية الانتخابية, ولم أقف متخندقاً في صف الدفاع أو الهجوم ضد أو مع إدلائي بصوتي لمن أراه مناسباً والأقرب في ظني من المصحة العامة. كانت تلك قناعة شخصية نابعة من النظر إلى زوايا متعددة في مجريات العملية الانتخابية, ولا أنكر وجود عامل خارجي ساعد في بلورة تلك الرؤى والمتمثل في الأيدلوجية ومدارس التنشئة؛ ولا ضير في ذلك من وجهة نظري في مرحلة من المراحل العمرية, لكن الرؤى تتغير والأفق يتسع في المرحل العمرية اللاحقة؛ هذا هو الأصل في نمطية التفكير, مع وجود من يتسمر على خشبة الماضي ويعض عليها بالنواجذ. مراحل متعددة من الانتخابات اليمنية بأنواعها المتعددة صنعت نفوساً يمانية تقوى على تحمل المسؤولية, ولديها القدرة على حل مشاكلها, وتجاوز معوقاتها في أحلك الظروف, وهي اليوم أقدر على تحمل الصعاب وتجاوز التحديات وإن كانت كبيرة فإن نفوسهم أكبر. لقد وصل اليمن عبر ظروف صعبة ليقف على بوابة يمن جديد سيُفتح - بإذن الله- بدخول ليلة الثاني والعشرين من شهر فبراير, وأظن إن لم أجزم أن الواحد والعشرين من فبراير سيتحول إلى عرسٍ جماعي لكل أبناء الوطن يضاف إلى 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر, مع اختلاف في الأحداث والنتائج. إن اليمنيين في الداخل والخارج يرقبون غداً مشرقاً يوشك أن يفتح, وهم متفائلون,وأنا متفائل جداً بحصول هذا الحدث التاريخي, وهذا التفاؤل إنما ولده الثوار الذين حملوا أرواحهم على أكفهم, وانطلقوا يبحثون عن اليمن الغائب, ليرووه من دمائهم كي يعيدوه إلى المكانة التي تليق به, ويجملوا ما شوه منه, ويرمموا ما اندثر منه, وبسبب صنيعهم حذف العالم الصور المشوهة التي رسمت في ذاكرته عن اليمن واستبدلها بصور أخرى رسمها الثوار بأطيافهم المختلفة وترابطهم الثوري الموحد وسلوكياتهم المدنية, وبسببهم نقف اليوم على عتبات انتخابات مغايرة تماماً لكل الانتخابات السابقة, من حيث الإجماع على المرشح من جميع القوى السياسية المعتبرة, والأمل المنشود, والسلوكيات والتوجهات. والحقيقة أننا لسنا متحمسين كثيراً لذاتية الانتخابات, لكننا متحمسون لإحداث نقلة جديدة في الحياة السياسية اليمنية, ولن يكون ذلك إلا بالمشاركة فيها, مع يقيني أن غالبية أبناء الوطن ينظر إليها على أنها المسمار الأخير في نعش نظام ملأ البلاد تردياً وانحطاطاً, وينظر إليها على أنها تأسيس لمرحلة جديدة تتسع الجميع, وتفتح المجال واسعاً للتنافس في مستقبل اليمن. إن كل يمني يفكر بعقله يمر عليه العد التنازلي للوصول إلى 21فبراير ببطء شديد, لماذا؟ لأنه يتطلع إلى يمن جديد على كافة المستويات, وينتظر أن نضع حجر الأساس ليمن يتسع الجميع, ليمن خال من الفساد, ليمن يحاسب فيه المسؤول, ليمن يُكره الفرد على تحمل المسؤولية, بدلاً من البحث عنها بكل الوسائل, ليمن لا يكون فيه المنصب مغنماً, ليمن يعيش فيه الفرد اليمني عزيزاً, ليمن يصبح لليمني كرمة ومكانة في الداخل والخارج.

إن المتأمل في المراحل الانتخابية التي شهدتها اليمن تترسخ عنده جملة من القناعات,أبرزها:أن المنافسة إن لم تكن شريفة ومحكومة بقيم نبيلة فإنها تساعد في بروز سلوكيات لا أخلاقية تتمثل في التشويه والتجريح ويتعدى ذلك إلى النيل من الأعراض وغير ذلك من السلوكيات الدالة على تقزم في التفكير وهشاشة في القيم وخلل في القصد, فسلوكيات الآخر ينبغي ألا تنعكس سلباً على سلوكياتنا, هذا إن كانت هناك ثقة جماهرية ومقدرة على تقديم صورة مقنعة للجمهور. كانت تلك إشارات للأمس, وتطلع لفتح بوابة غد مشرق ليمن غيب كثيراً, وأجبر على أن يظهر بغير حقيقته.

 وأملي أن تكبر النفوس, وتسمو الأهداف, وأن تقدم اليمن على الرغبات الشخصية أو الحزبية, أملي أن نفشل خطط كل من يريد إفشال الانتخابات بذكائنا وحسن تصرفاتنا, وإياكم والعجلة, فإننا قد تحملنا كثيراً وبقي قليل.

أملي أن أراك يا بلادي في موقعك الحقيقي, فقد كنت شامة في جبين التاريخ, وبأخلاق تجارك اقتنع الناس بالإسلام, وأبناؤك مشهود لهم بالحكمة والإيمان والفقه