الحرب مع الحوثي لن تتوقف وتدخل إيران في بلادنا أكثر ضرراً من السعودية
بقلم/ رشاد الشرعبي
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 04 أغسطس-آب 2008 11:46 م

رئيس مجلس قبائل بكيل للسلم والإصلاح

الحرب مع الحوثي لن تتوقف وتدخل إيران في بلادنا أكثر ضرراً من السعودية شخصياً لم أسمع بمجلس قبائل بكيل العام للسلم والإصلاح سوى الأسبوع الماضي من خلال تصريح ورد في إحدى الصحف الأسبوعية, لكن رئيس المجلس الشيخ عرفج بن هضبان يؤكد انه تأسس قبل 19 عاماً, وظل طوال تلك الفترة يعمل بعيداً عن أضواء الإعلام وبريق السياسة.

الشيخ عرفج, المتزوج من أربع نساء والأب لـ 19 من الذكور والإناث, وعمره لم يتجاوز بعد الـ 47 عاماً, قال أنه تحصل على تعليم يوازي الثانوية العامة,إلا أنه يرى أن تجارب الحياة كانت بالنسبة له أكبر مدرسة تعلم فيها.

 شيئاً ما أجبر الشيخ عرفج للإعلان عن مجلسه الذي قال أنه يمثل كافة قبائل بكيل على إمتداد 9 محافظات يمنية, وما يترتب على ذلك من تعبير عن رأي وموقف تجاه عدد من القضايا أبرزها قضية الحرب مع الحوثي وماوصفه التدخل الإيراني بالشئون الداخلية لليمن وغير ذلك من القضايا, ورغم بساطته وتلقائيته كشيخ قبلي لا يتقن مايتقنه السياسيين من تعبيرات رنانة إو لغة دبلوماسية إلتفافية, إلا أن رحابة صدره وسعته لتحمل الكثير من أسئلتي المستفزة أثمرت تفاصيل اللقاء التالي:-

مؤخراً سمعنا عن تشكيل جديد يحمل إسم مجلس قبائل بكيل وبرئاستك, هل المجلس حديث التأسيس أم ماذا ؟

المجلس تأسس في أكتوبر 1989م وكانت هناك الكثير من العوامل والأسباب لتأسيسه تتمثل في الصراعات القبلية والثارات بين قبائل بكيل وقبائل أخرى أو في إطار بطون بكيل ذاتها, فكان هناك ثارات حقيقية وهناك مسببات لها, فعملنا مشاورات مع المشايخ من كل قبيلة وتنقلنا لمدة 6 أشهر من قبيلة إلى أخرى, وبعد ذلك أستدعينا عموم قبائل بكيل من البحر الأحمر حتى الربع الخالي, وحضروا في ذلك الزمان بعد عناء ومشقة وتنقل بين القبائل لجمع الكلمة وتوحيد الرأي والصف لتأسيس مجلس يسمى مجلس بكيل العام للسلم والإصلاح, وكان ذلك قبل تأسيس الأحزاب وقيام الوحدة اليمنية.

ما الهدف من تأسيسه حينها؟

  • كان الهدف يتركز في إصلاح ذات البين وحقن الدماء ورأب الصدع بين بطون هذه القبيلة الكبيرة في اليمن, لما حصل بينها من ثارات وحروب متزامنة ومتتالية, ووفقنا الله لتأسيس المجلس في مؤتمر بمديرية رغوان بمأرب عام 1989م, وتشاورنا معهم على مدى 15 يوماً, لأن قُبل بكيل واسعة ومتباعدة مناطقها, وكنا ننتظر وصول القبائل المختلفة خلال تلك الأيام بصورة متفرقة.

من كان صاحب الفكرة؟

  • شخصياً كنت صاحب فكرة تأسيس المجلس وأقنعت مشايخ قبائل بكيل بالفكرة أثناء تنقلنا بينها.

مادام والمجلس قد تأسس قبل 19 عاماً, لماذا لم نسمع به سوى هذه الأيام؟

  • بإمكانك الرجوع إلى إرشيف الصحف الصادرة حينها والتي واكبت التأسيس..

(مقاطعاً) في ذلك الوقت نعم, لكن أين كانت قيادته منذ ذاك وحتى الآن؟

  • هناك أسباب وأشياء حصلت, فبعد تأسيس المجلس تمت الوحدة اليمنية المباركة وأستبشرنا فيها خير, وبعد ذلك كانت التعددية الحزبية, ورغم أننا سابقاً حينما أعلنا عن المجلس رفعنا أوراقنا إلى رئيس الجمهورية بأن هذا المجلس سيواكب المسيرة التنموية والأمنية وكل مافيه فائدة للمصلحة العامة للشعب اليمني بأكمله وأمن وسكينة في البلاد, لكن للأسف الشديد هناك من صور له الموقف خطأ وأنصدمنا بشيء في الهرم الأعلى للدولة, بسبب المشايخ الذين يأكلون الكعكة وحدهم وشعروا أنه سيسحب البساط من تحتهم وسيكون له تأثير في المجتمع وبين القبائل وسيعمل بصورة صحيحة وواضحة وليس في الدهاليز والغرف المغلقة والمظلمة, وفضل هؤلاء مصلحتهم الشخصية على المصالح العامة والتي سيقوم بها المجلس كإصلاح ذات البين وحقن الدماء ورأب الصدع وإيجاد التنمية والمصلحة العامة للجميع, الصغير والكبير, الغني والفقير, وهؤلاء هم مستمرون يأكلون الكعكة لوحدهم هم وأولادهم وحواشيهم, وقاموا بحرب ضروس ضد هذا المجلس, وللأسف القيادة أستمعت إليهم لأنهم مقربين منها ونحن في الصحراء بعيدين عنها.

بعد ذلك كانت التعددية الحزبية, الناس قالوا يمكن انها فتح جديد وسيكون هناك متسع للأمة وسيخوضوا التجربة وسيكون فيها فائدة وكل واحد سيأخذ حقه بالتساوي, لكن تهب الرياح بما لا تشتهي السفن, فظهرت هذه التعددية شكل دون معنى او جوهر.

* الحزبية مزقتنا

تقصد ان قيادات المجلس انخرطت في عضوية الاحزاب؟

  • لا, بالنسبة للهيئة العليا للمجلس المشكلة من 51 عضواً, فقد ظلوا يحضرون جلساته ويستجيبوا للدعوات لجلسات إستثنائية المواكبة للأحداث, وبالنسبة للأعضاء الآخرين, طبعاً الحزبية مزقت حتى البيت الواحد والذي قد يكون فيه اربعة إخوة تجد كل واحد في حزب, وبالعكس وجدنا الحزبية عكس ماكنا نتوقع مجرد عنصرية وتعصب وكل واحد يفكر في مصلحة حزبه دون مصلحة الوطن والمواطن, وأصبحت أشد من القبلية التي يقولون أنها تدعو إلى العنصرية رغم ان القبلية هي منذ خلق الله العباد "إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا, إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وليس هناك حاجة لإنكار القبيلة وموطنها الأساسي, فجاءت الحزبية بشيء لم نكن نتوقعه, تشرذموا الناس وتعصبوا كل واحد لحزبه ولم يفكروا بالمصلحة العامة للوطن الواحد والأمة كلها, حصل مزايدات في الإنتخابات, فمن يطلع مجلس النواب إما يكون بالفلوس أو بالصميل والقوة وليس هناك أي شخص طلع المجلس – إلا النادر والنادر لاحكم له- بناءاً على إرادة شعبية وكل عاقل يعرف هذا ويقوله, فليس هناك عضو في المجلس بإرادة الأمة وبدون رشوة وفلوس أو بدون القوة والصميل.

طيب خلال هذه الفترة منذ قيام الوحدة 18 عاماً, أين كنتم؟ لم نسمع لكم دور او حضور أو نشاط؟

  • طبعاً كان لنا دور في أوساط مجتمعنا وكنا نعمل من خلال لجان شكلناها لإصلاح ذات البين, ولا نريد ان يقال عنا لأنها لوجه الله تعالى ومن تعاون معنا من الخيرين أو الجهات المعنية الخيرة, لكن في ظل هذا الكم الهائل من الأفكار والديمقراطية والأشياء حدث لنا إرتباك في مواكبة المسيرة علناً كنا نخشى من التواصل مع الصحف حتى لايقولوا أننا ندعوا إلى عنصرية ونحن بالعكس من ذلك فعملنا محدد بإصلاح ذات البين ويسعى للتنمية ومنحها فرصة وكذلك الأمن والإستقرار, فلا تنمية دون أمن وإستقرار.

  عوامل عدة صدمنا بها في الساحة بعد قيام الوحدة بإعلان الديمقراطية والتعددية الحزبية أما الوحدة فهي بريئة, طبعاً أستمرينا في عملنا لإصلاح ذات البين وهناك قضايا عدة عالجناها.

 

* قضايا عولجت

لكن الملاحظ انه خلال هذه الفترة التي تلت قيام الوحدة اتسعت الصراعات القبلية وزادت حدتها وارتفع عدد ضحايا الثار, فلم يكن للدولة دور يخفف منها على الأقل وكذلك المنظمات المدنية أو المجالس القبلية, هل لديكم أرقام لقضايا كان لكم دور في إصلاحها؟

  • سأذكر لك قضايا على سبيل المثال وليس الحصر, هناك قضيتين مهمتين وهي ضمن عدة قضايا تدخلنا فيها وعالجناها, قتال بين ذو حسين وبني نوف أستمر اكثر من 35 سنة وأصلحناها قبل 3 سنوات تقريباً وسقط ضحية لذلك القتال بسبب أرض تسمى (هيجة) مايقارب من 160 قتيلاً بينهم 16 إمرأة طبعاً قتلن عن طريق الخطأ, إلى جانب الخسائر في الأموال والممتلكات طوال تلك السنين, وكان لنا ولله الحمد دور في حلها وأستعنا بالله ثم الخيرين من علماء ومشايخ وأهل الحل والعقد في المجلس وأنهينا القضية.

 القضية الأخرى كانت قضية نهم وخولان في وادي السر بين أهل بهمان والزيلة, كان لنا موقف فيها وأنتهت بعد أن وضعنا أيدينا عليها مثل غيرها من كثير من القضايا.

ظهوركم مجدداً بلافتة مجلس قبائل بكيل, هل له إرتباط بتأسيس مجلس التضامن الوطني برئاسة نجل شيخ مشايخ حاشد؟

  • نحن كيان مستقل منذ زمن بعيد.

(مقاطعاً) أقصد هل لعودة نشاطكم العلني هذا إرتباط بذلك؟

  • عودتنا إنشاء الله عودة حميدة وخيرة ولا نريد ان نجرح أو ننقص في حق أحد, بل بالعكس نعتبر مجلسنا ومجلس حسين الأحمر وبقية المجالس القبلية تصب في هدف واحد لتوحيد الرأي وجمع الكلمة ولمافيه مصلحة الأمة وإصلاح ذات الشأن وإيجاد الأمن والسكينة, نحن لانريد أن ننافس أحد أو نجرح في أحد, فقط نريد من خلال عودتنا أولاً لمجلسنا أن يظهر على مستوى الساحة ويفهمه الناس الآخرين ويفهمون متى كانت ولادته وماهي أهدافه ومقاصدنا منذ البداية حتى لايغمطوه حقه.

ايوجد لقبائل بكيل مجالس آخرى؟

  • حالياً لا أعلم بشيء, لكن أقول ان مجلسنا من أقدم المجالس التي تأسست في اليمن, ويدل على ذلك وقت ولادته وتشكيله, أما ماتلاه وما جاءت من حزبية وما أرادوه من إنقسام في الصف اليمني وإعادة الأمور إلى الخلف في وقت الإنفصال, كانت فيه أصوات ومجالس ظهرت في ذلك الوقت ولكنها أنتهت.

بالنسبة لهيكل المجلس, ماهي تكويناته؟ وهل يتم الإنتخاب لرئاسته وبقية المهام؟

  • منذ البداية ولأنني طرحت الفكرة فمشايخ بكيل الذين حضروا بالكامل المؤتمر التأسيسي قاموا بالإنتخاب وكنا نتمنى أن ينتخب منه الأرشد أي الأكبر سناً, لكنهم رفضوا وشددوا على أن يكون الرئيس هو صاحب الفكرة وانتخبوني وأنا ما كنت أريدها ويعلم الله ذلك, والقاعدة الإسلامية أن من طلب الإمارة لايعطى, وأعتبرها تكليف لاتشريف وأنا هدفي اخدم الجميع, بالنسبة للهيئة العليا لايزال أعضائها هم ذاتهم المشايخ والأعيان منذ عام 1989م, بإستثناء من ماتوا خلال تلك السنوات.

* إجتماعات بلا إنقطاع 

يعني ان مكونات المجلس تقتصر على هيئة عليا؟

  • نعم هيئة عليا فقط وتتشكل منها الأمين العام والمسئول المالي وغير ذلك.

متى آخر إجتماع عقدته الهيئة؟

  • آخر إجتماع كان قبل عامين تقريباً وقبلها كنا مستمرين في إجتماعات كل عام, فقد كان الإجتماع محدداً من البداية بأن يكون كل 6 أشهر, لكن بسبب الأحداث قررنا ان يكون كل سنة وعندما تحصل مشكلة نتواصل تلفونياً ثم نلتقي في مكان المشكلة ونجتمع ونعمل على معالجتها.

هل لديكم نظام أساسي أو لائحة داخلية تنظم عملكم؟ وهل حصلتم على ترخيص من جهة رسمية مثلاً كمنظمات المجتمع المدني؟

  • إلى الآن لم ندرجه في إطار منظمات المجتمع المدني, فهو مجلس تأسس قبل وجود المنظمات والأحزاب ولم يكن لها وجود فهي تأسست قريباً..

(مقاطعاً) تأسست منذ إعلان الوحدة وحتى الآن.

  • نعم تأسست بعد الوحدة والمجلس تأسس قبلها, ولازلنا محافظين على عملنا وأهدافنا ولدينا نظام أساسي يتضمن الأهداف والأسس للمجلس ويسير على نفس ما أعد لأجله, ومن ضمن أهدافنا أجتمعنا بعد الوحدة وقررنا توسيعه ليشمل كل القبائل اليمنية فيما كان يسمى بالشمال والجنوب.

هل اتخذتم خطوات عملية في إتجاه إستيعاب مشايخ قبائل من المحافظات الجنوبية والشرقية؟

  • طبعاً نحن تشاورنا مع اكثر من جهة في هذه المحافظات وهم مرحبين بالفكرة, وطبعاً يعتبرون انفسهم الآن في إطار المجلس لكن دون الإعلان عن ذلك, وبشكل واضح فنحن سنجعل إطاره أوسع ولكن لم نعلن عن ذلك حتى الآن.

يعني سيشمل قبائل من غير بكيل؟

  • نعم لدينا هذه الفكرة على ان نوسع المجلس ليشمل القبائل ونحن الآن نعمل على الإعداد لذلك.

هل توجد علاقة بينكم ومصلحة شئون القبائل من أي نوع أو حتى تنسيق؟

  • مصلحة شئون القبائل هي محدودة وجهة رسمية ولاتشمل كل القبائل, يقتصر دورها على المرتبات, إعطي هذا الشيخ مرتب ولاتعطي هذا الشيخ مرتب, فقط ذلك دورها ولاتتدخل في شئون القبائل في أسلافها وأعرافها ولم تقم بأي دور غير المرتبات.

* القبيلة شماعة للفشل

بعد 18 عاماً على التعددية الحزبية والديمقراطية والمنظمات المدنية, يلاحظ بروز المجالس القبلية بقوة, فأنتم عاد حضوركم بعد غياب, وهناك مجلس التضامن والذي أعقبه الإعلان عن مجلس منافس له من قبل أحد كبار مشايخ بكيل وهناك مجلس لقبائل مذحج ومجالس أخرى ..

  • (مقاطعاً) نحن موجودين من قبل وتأسسنا قبلهم جميعاً وليس مجلسنا جديد

على الأقل إعلامياً وسياسياً لأول مرة أنا أسمع بكم؟

  • ممكن إعلامياً, لكن نحن نعمل بصمت وليست الديمقراطية مشكلة بالنسبة لنا, الديمقراطية ظاهرة صحية عند من يفهمها من الشعوب المتقدمة وكل الشعوب تنتهجها لكن عند شعبنا اليمني لم يستطع هضمها.

تقصد ان ذلك اوصلكم الى قناعة بعدم جدواها والعودة للمربع القبلي بهذه الصورة القوية كحل أفضل؟

  • الحقيقة اننا كنا نأمل خيراً في البداية كما سبق وقلت لك, لأن الديمقراطية تحل مشاكل الناس وكل إنسان يأخذ حقه بوجه الديمقراطية الصحيحة, لكن أصبحت الديمقراطية عندنا غير ماتوقعنا رغم أنها هي الشورى التي في الإسلام والله امر بها المسلمين قبل ان يخترعها الغربيين (وشاورهم في الأمر), (وأمرهم شورى بينهم), لكننا وجدناها العكس ووصلنا إلى قناعة بأنه لابد من إحياء موروثنا الشعبي وعاداتنا وقيمنا وتقاليدنا, ومجالسنا المؤسسة نحييها وننشطها لأجل المحافظة على كياننا القبلي من الإختراقات الخارجية لأننا بلا شك أحسسنا بشيء كغزو من الخارج سيشتت الشعب اليمني.

من خارج اليمن ام من خارج قبائل بكيل؟

  • طبعاً خارج اليمن, هناك شيء نحسه وأطماع من الدول التي تريد التدخل في الساحة اليمنية وتريد ان تضع لها اقدام في اليمن حتى بإسم المذاهب الإسلامية فقلنا يجب الحفاظ على كيان القبائل اليمنية وآصالتها وعاداتها وتقاليدها والحفاظ على لحمتها وذلك حفاظاً على اللحمة اليمنية عموماً, فلابد ان نحافظ على لحمة قبائل بكيل وكذلك العملية جارية في حاشد وقضاعة وحمير ومذحج وغيرها ثم تتشكل من هذه المجالس مجلس واحد بعد ان احسسنا ان هناك غزو لعاداتهم وتقاليدهم الاسلامية, فنلاحظ ان لإيران هدف كبير في اليمن وغيرها من الدول لاأريد ذكرها, فيجب ان يتمسك الناس بآصالتهم وبما يحفظ وحدتهم.
 

* ديمقراطية فلوس او صميل

برأيك ماهي الأسباب التي أدت إلى وصولكم لهذه القناعة بعدم الجدوى من الديمقراطية والحزبية؟

  • لم ادخل معمعة الإنتخابات حتى الآن, لكن نلاحظ ونحضر ونرى وجه آخر للديمقراطية يمارس في الساحة اليمنية, نلاحظ فيها أمرين فقط, إما أنها تكون بالفلوس او بالقوة.

من يتحمل مسئولية ذلك, الدولة أم الأحزاب أم مشايخ القبائل الذين انخرطوا في الأحزاب؟

  • المسئولية يتحملها الطرفين الأحزاب والجهات الرسمية في الدولة, فكلهم أشتركوا في هذه اللعبة لم يوجدوا معايير لمنع حدوث ذلك, مثلاً ثواب وعقاب ورقابة صحيحة بأن من يطلع بالقوة والفلوس يلغى من قائمة الديمقراطية ليجعلوا الشعب يعبر عن إرادته ويمارس حريته دون فلوس أو صميل وقوة ويختار النقي والنزيه والشريف والمخلص, لكن بالصميل وبالفلوس هذا لا يوجد عند الشعوب الديمقراطية.

- لكن يقال ان القبيلة وحضور دورها المتصاعد كان هو السبب الرئيسي في تعثر قيام الدولة اليمنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون التي عمل لأجلها الأحرار منذ ثورة 1948م ولازالت حلماً كالمستحيل, ما رايك؟

* القبيلة جعلوها شماعة يضعوا عليها الأخطاء سواءاً الأحزاب أو الدولة, وكلما فشلوا في شيء من الاشياء السياسية والاقتصادية قالوا ان القبيلة هي السبب, طيب انت بيدك كل شيء المال والسياسة والأعلام والقوة والسلاح والجيش, والأحزاب هي الوجه الآخر للسلطة يجب ان يقيموا الوضع ويضعوه في مجراه الصحيح, أليسوا كلهم يمنيين, عليهم ان يتقوا الله في هذا الشعب ويكفوا عن التلاعب بمشاعره.

* مؤتمري لا يؤمن بالحزبية

- شخصياً, هل أنضممت بعد إعلان التعددية لأي من الأحزاب المعلنة؟

* أنا لم انتمي كحزبي في ذاتي وداخلي, لكن رئيس الجمهورية وحين كنت في بلادي (المتون, الجوف) وكنت ضمن من لم ينحازوا ومقتنع برأي, أتصلوا بي وقبلوني وأعطوني بطاقة عضوية, وأصدر الرئيس قرار أنني عضو لجنة دائمة (في المؤتمر الشعبي), لكني لست حتى اليوم حزبي ولم أؤمن بالحزبية بالبتة لامع المؤتمر ولامع الإصلاح ولا أي حزب آخر, أنا مع مصلحة الوطن ولحمة الامة, ولا أريد إضافة آلام لهذا الجسد المنهك فوق مابه من آلام, أنا فقط مع شفائه ومعالجته.    

- هل مازلت عضو لجنة دائمة في المؤتمر؟

* والله بطاقتي من بدايتها انني عضو لجنة دائمة وأنا في بيتي لا أدري بشيء.

- يعني هل تحضر إجتماعات اللجنة الدائمة؟

* نادراً إذا دعوني للإجتماع.

- هل كل أعضاء الهيئة الادارية للمجلس منخرطين في أحزاب؟

* بعد التعددية الحزبية أختلط الحابل بالنابل حتى لو الإنسان غير مقتنع من داخله فليس أمامه إلا حزبية وحزبية, فالمقايل حزبية, والإجتماعات حزبية, وكل حاجة صارت حزبية, ولم يبقى إلا الطعام لم يصنفوه حزبياً.

- جميعا نعلم ما للقبيلة من قيم نبيلة تكاد تندثر أو قد اندثرت, ليظل حاضراً فقط القيم السلبية كالإختطاف والثأر والتعصب الأعمى والتمرد على القانون, من وجهة نظرك ما سبب ذلك؟ وكيف يمكن الحفاظ على القيم النبيلة وتعزيزها؟

* هدف تأسيس المجلس كان الحفاظ على قيمنا الحميدة, فكل شيء سيندثر في ظل التطور والغزو الغربي فقلنا نجعل من أهدافنا الأساسية الحفاظ على العادات والتقاليد الحميدة بكل أشكالها وصورها ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف ومناصرة الحق ضد الباطل مهما كان, وتهجير الأسواق وتأمين الطرقات وإصلاح ذات البين وحقن الدماء ورعاية اليتيم, ومن أهدافنا وضع صندوق لرعاية الأيتام لإعانتهم في تعليم أنفسهم, وشرعنا في تخصيص بيت في صنعاء لطلاب الجامعة الذين يأتون من الجوف ولاسكن لديهم ليكون كسكن طلابي خيري ويدفع المشايخ والأعيان إلى الصندوق لتوفير نفقات الماء والكهرباء والايجار وغيره.

بالنسبة لقضية الإختطافات عموماً سواءاً إختطاف الأجانب أو اليمنيين, فهذه عادة سيئة ولم نسمع بها من الأولين أبداً ولم تكن من عادات الناس والقبائل, ولم يكن من شيمها – القبائل- المس بالدخيل (الأجنبي), بل بالعكس فهو يُكرم ويُعزز ويُشرف ويُعطى حقه ويعتبر انه واحد من الأسرة حتى يرجع إلى مأمنه, لكن هذه العادة السيئة أوجدتها الحزبية المتعفنة, حيث أنه لو كان لأي حزب غرض يريد ان يشوه حزب حاكم أو غيره يبحث له عن ضعفاء نفوس ومأجورين ويعطيهم شيء من المال ويقول لهم إفعلوا كذا وكذا وهم ينفذوا حتى صارت عادة سيئة.

 

* ضد إختطافات أغراضها سياسية

ذلك قيل انه كان يحدث أثناء الفترة الإنتقالية قبل حرب 1994؟

  • حتى الآن لازالت النفوس مشحونة.

يعني تريد القول انه حتى الإختطافات التي تمت في السنوات الماضية كانت وراءها الاحزاب؟

  • وراءها اعمال سياسية واغراض حزبية.

أغراض سياسية أم أحزاب؟

  • قد يجوز ان تكون وراءها احزاب لكن اغراضها سياسية ومن هدف سياسي إلا وراءه أغراض حزبية.

حالياً أشتهرت قبيلة بني ضبيان من خولان إحدى قبائل بكيل بالإختطافات لرجال الأعمال أو أبناءهم وآخرهم نجل توفيق الخامري, هل للمجلس دور في التدخل للحد منها؟

  • والله الحقيقة لم نبلغ بهذا الأمر. 

كتبت عنها الصحافة ووصل النقاش حولها الى مجلس النواب

  • لم ابلغ بالأمر, وهناك جهات أمنية ومجالس شورى ونواب ولجان للثأر والإختطافات وهذا واجبهم.

يعني مجلسكم لادور له تجاه ذلك؟

  • كلها هذه تعود إلى الأهداف والأغراض السياسية والحزبية وكل شخص يريد ان ينتقم من الآخر يستغلوا ضعفاء النفوس لتحقيق ذلك.

لكن المفروض على الأقل تعملون على تجريمها؟

  • من حيث المبدأ هي ظاهرة سيئة ومرفوضة ويتوجب على الجميع إدانتها ورفضها, هي عمل غير إنساني وغير ديني وغير أخلاقي ولايقرها لاشرع ولا أعراف.

هل تتلقون أي دعم من جهة رسمية أو غير رسمية, محلية أو خارجية لتنفيذ ماتطمحون إليه, فالمال مهم لتحقيق ذلك؟

  • صحيح ان الجانب المالي مهم, لكننا لم نتلقى أي دعم من أي جهة وأعمالنا اعمال وطنية بحتة ولانريد ان نكون مأسورين لأحد ليكون له فضل علينا سواءاً كان من الداخل أو من الخارج.

* قرارات لأجل الحوثي 

ماذا ننتظر منكم كمجلس خلال الأيام القادمة؟

  • سأوجه دعوة للهيئة العليا للإجتماع في الوقت المناسب لتدارس الأوضاع ومايحدث في الساحة من صراعات ومن أحداث من قبل الحوثي وغيرها وسيتخذ المجلس إجراءاته وقراراته بناءاً على ذلك وستسمعون أخبار تسر الجميع بإذن الله تعالى, لأن هذه قبيلة بكيل هي الأكبر في اليمن والأكثر مساحة وسكان, ولا إنتقاص للآخرين, لكن لا يمكن أن تظل بعيداً ويجب ان لايهمش دورها ولابد لها من مواقف تشرفها وتشرف ابناءها ومشايخها, فقبيلة بكيل ليست بالتي تهمل وقت الأحداث والأزمات والمهمات والملمات, فهم أهل النصرة والفتوحات الإسلامية وهم أهل الثورة والوحدة ولبكيل باع طويل في كل ذلك.

لاحظت تركيزك على إيران والحوثي وإتهام إيران صراحة بالتدخل بالشئون الداخلية لليمن, فيما هناك آخرين يتهمون السعودية أيضاً, إلى جانب أن الرئيس أعلن مؤخراً عن توقف الحرب مع الحوثي, ماذا سيكون دوركم مادام والحرب قد توقفت؟

  • أؤكد لك ان الحرب لن تتوقف وهي مستمرة والأحداث متوالية في كل مكان والزوبعة موجودة, ولن نعترض على تهدئة أو إعلان فهذا شيء آخر, ولكن نحن يهمنا الوطن مثلما يهم الرئيس ويهم غيره, نحن أبناء الوطن يهمنا الوحدة الوطنية والحفاظ على مكتسبات الأمة ومنع التدخل الخارجي في شئون بلادنا.

تقصد تدخل إيران؟

  • إيران بلاشك لها يد في ذلك.

لكن هناك من يتهم السعودية كذلك؟

  • الحقيقة إذا كان هذا يرتبط بهذا فذلك مصيبة, السعودية صحيح أنها حليف إستراتيجي لليمن وقبل هذا إخوة وأشقاء, ونحن أبناء الجزيرة العربية نعتبر جسم واحد وقريباً سيضمنا مجلس واحد ووفق قانون ونظام واحد, فلاغرابة أن يكون للسعودية هموم, فالمثل يقول "أنين جارك يسهرك".

أفهم أنك لاتعترض على التدخل السعودي؟

  • أنا لا أوافق على أي تدخل في شئون بلادنا سعودي او ايراني, ومن حيث المبدأ فالجار يتألم لألم جاره.

لكن الطرف الآخر يرى في تدخل السعودية ضرراً على اليمن؟

  • تم ترسيم الحدود وانتهت الإشكالية مع اليمن ولم يعد للسعودية أي موقف يضر باليمن لأن الأمور أنتهت وأنتهت الحرب الباردة بين البلدين مثلما انتهت بين الدول الكبرى, ولم يعد هناك من حاجة للسعودية تضر بها اليمن.

ومازال هناك من يرى ان الصراع بين الحوثي والحكومة هو إمتداد لصراع اقليمي بين ايران والسعودية؟

  • المسألة واضحة, أن نشرك السعودية في مثل هذا الامر ليس مقبولاً ولا وارداً, المشكلة ان الثورة الايرانية قامت على اساس وهو كيف ان تعمل على مد المذهب الاثناعشري وايصاله الى اوسع رقعة في البلاد, لقد ضمنوا العراق وصاروا مسيطرين ومهيمنين عليها, وضمنوا لبنان وصاروا مسيطرين ومهيمنين عليها من خلال حزب الله, الآن يريدوا ان يضمنوا المثلث الآخر وهي اليمن, وهذا شيء واضح على اساس أن يكون لهم نفوذ كبير في المنطقة كلها وإيران تعتبر دولة عظمى وليست دولة بسيطة وتريد ان تمد نفوذها, وإذا كانت تريد ذلك في الوطن العربي فهو سهل بالنسبة لها مقارنة بما يحدث بينها والدول الغربية, وما يحدث بينها وامريكا ليس سوى مناورات ولن يضر ايران في شيء ونفوذها لن يؤثر على مصالحهم بشيء.

* حزام لمكافحة المخدرات

إجتماعكم هذا سيكون كل مافي جعبتكم للفترة القادمة؟

  • اتفقنا واعضاء الهيئة العليا تلفونياً للعمل على إنشاء منظمة تنبثق عن المجلس تسمى منظمة الكرامة لمكافحة المخدرات والحفاظ على الإنسان ومعتقده وستعمل في إطار 6 محافظات شمالية وشرقية تعاني من هذه الآفة (الجوف, شبوة, مأرب, صعدة, حضرموت, المهرة).

هل هذا يأتي في إطار هيئة الفضيلة التي أثيرت حولها ضجة مؤخراً؟

  • لا, جميعنا إن شاء الله مع الفضيلة, ولن نجرح في حق أحد ولن نتدخل في شئون أحد, نحن كيان مستقل, وأعضاء الهيئة العليا لمجلس قبائل بكيل وافقوا من حيث المبدأ ونحن مستمرين في ذلك.

تعملون للحصول على ترخيص رسمي لها كمنظمة مدنية؟

  • سنعمل على ذلك إنشاء الله.

كررتم الإشارة إلى العادات وتقاليد القبيلة كواحدة من الأهداف التي تعملون لأجلها, فما الذي حققتموه في سبيل الحفاظ عليها سواءاً كعادات او كموروث شعبي؟

  • نعم, فمن أولوياتنا المزج بين الأصالة والمعاصرة فيما يتعلق بالقبيلة سواءاً في إطار بكيل أو اليمن عموماً والحفاظ على العادات والتقاليد الحميد من أهم أهدافنا, إلى جانب إبراز الموروث الشعبي للقبائل.

في هذا الإتجاه نظمنا خلال عامي (2005- 2006م) ماعرف بـ (مهرجان قرناو للتراث والسياحة) في مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف وهي متاخمة للربع لصحراء الربع الخالي, وشهد المهرجان خلال العامين سباقات للهجن والخيل وسباق للسيارات على الكثبان الرملية وعرض الموروث الشعبي والعادات والتقاليد, وكل ذلك هدفنا من خلاله الحفاظ على موروثنا وعاداتنا وتقديم صورة طيبة ليس عن القبائل فقط ولكن عن كافة اليمنيين.