حيث الإنسان في اليوم العالمي للمرأة يوثق تجربة فريدة في تمكين عائشة من مشروعها المستدام ليكون عونا لها ولكل صديقاتها ..
الحوثي الطلقة الأخيرة لمدفعية إيران
إيران تحظر دبلجة وبث مسلسل معاوية لأنه ''يحاول تبرئة ساحة بني أمية''
سلطات حضرموت تستدعي صحفياً على ذمة مداخلة له مع قناة فضائية يمنية
تعرف على مشروبات اذا تناولها بعد الفطار ستخلصك من الوزن الزائد
لماذا اعلن الرئيس الأمريكي ترامب انه سيمدد مهلة بيع تيك توك في الولايات المتحدة؟
صاحب المركز الثاني يفرض التعادل على مانشستر يونايتد في أولد ترافورد
أمريكا وروسيا تطلبان اجتماعًا لمجلس الأمن غدًا لمناقشة الأحداث في سوريا
الجيش السوداني يكثف هجماته على معاقل الدعم السريع وعينه على القصر الرئاسي ومركز العاصمة الخرطوم.. آخر المستجدات
انتحاري خطط لإغتيال ترامب..ومواجهة مسلحة تندلع قرب البيت الأبيض..
مأرب برس - خاص
عندما يرحل الزعماء تطوى صفحاتهم إلا إذا كانت لهم انجازات مهمة وخالدة ،عندها يبقى ذكرهم، لكنه في الغالب يكون مرتبطا بذكر الانجاز أكثر من ارتباطه بشخوصهم، لكن عندما يرحل الحكم
اء فان صفحة جديدة في سجلهم تفتح، حيث يتحولون إلى ملهمين وتصبح حياتهم مادة للدراسة والبحث والتحليل لاستلهام العبر والعظات .
وقد جمع الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر «رحمه الله» بين الاثنين معا فقد كان زعيما وحكيما طيلة حياته، كان زعيما ارتبط اسمه بالعديد من الانجازات والأعمال العظيمة بدءا من ثورة 26 سبتمبر مرورا بالوحدة اليمنية المباركة والعشرات من الانجازات الأخرى .
وكان حكيما استطاع بحكمته أن يجنب اليمن الكثير من الويلات والمآسي، كانت حكمة الشيخ عبد الله تسبقه دائما فتمكن بفضلها من امتصاص فتائل العديد من الأزمات التي كان يمكن أن تقود البلاد إلى ما لا يحمد عقباه، ولم يكن زعيما وحكيما فحسب بل لقد كان قبل هذا وذاك وطنيا غيورا ظل مدافعا عن الوطن وقضاياه حتى آخر أيامه.
وعلى الرغم من أن البعض في اليمن كان يختلف مع الشيخ الأحمر حول العديد من القضايا إلا أن أحداً من لم يتهمه يوما بالتفريط بالوطن أو يشكك في وطنيته، كما أن أحداً ممن يمكن أن نسميهم بخصوم الشيخ عبد الله لم يتهمه قط بالجور أو الظلم او الفساد رغم الهيبة والسطوة والسلطان الذي كان يتمتع به، فقد ظل دائما نصيرا للمظلوم، ناصحا للظالم وواقفا كالطود في وجهه إن استلزم الأمر .
ولن ينسى اليمنيون للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر موقفه يوم 22 مايو 1990 عندما توجه إلى عدن مع الرئيس صالح وشهد إعلان قيام الوحدة اليمنية وما ذاك إلا لأنه تصرف يومها كزعيم، كما لن ينسى له اليمنيون موقفه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة يوم خالف حزبه ووقف إلى جانب الرئيس علي عبدالله صالح بعد أن كادت الأمور تنفجر.
وما ذاك إلا لأنه تصرف يومها كحكيم، أدرك أن أوان التغيير لم يحن بعد وان تصعيد الأمور لن يكون في صالح اليمن، وذلك نابع من قناعة شخصية بان الرئيس علي عبدالله صالح كان هو الأجدر لقيادة البلاد في هذه المرحلة .
والاهم من هذا وذاك أن اليمنيين لن ينسوا للشيخ الأحمر موقفه من الصراع اليمني السعودي الذي استمر طويلا، خصوصا عندما ترأس في يناير 1995 وفداً يمنياً مهما إلى المملكة العربية السعودية لمواجهه التداعيات الخطيرة حول أزمة الحدود اليمنية السعودية.
وظل حينها مرابطا في الرياض قرابة 40 يوماً حتى نجح في التوصل إلى توقيع مذكرة التفاهم التي فتحت الطريق أمام عودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية وصولاً إلى توقيع اتفاقية الحدود النهائية في 12 يونيو 2000.
تلك فقط شذرات من المواقف العديدة التي لن ينساها اليمنيون لشيخهم الراحل، وهناك بلاشك في حياة الشيخ عبدالله الكثير من الحكم والدروس التي ستظل نبراسا يستنير بها أهل اليمن فقد كان بحق مدرسة في الزعامة والحكمة وفي فن الاختلاف قبل الاتفاق. اذكر أنني التقيته ذات مرة في فندق جراند حياة دبي أثناء عودته من مملكة البحرين، وكان اللقاء قرابة العاشرة صباحا.
واذكر يومها جيدا انه خرج علينا في صالة الضيوف بالجناح الذي كان ينزل فيه وهو يحمل بين يديه صحيفة الشرق الأوسط وكان يقرأ فيها خبر تنازل العقيد القذافي عن برنامج ليبيا النووي وتسلميه للولايات المتحدة الأميركية، وبعد أن انتهى من قراءة الموضوع قال وقد بدت عليه علامات الأسى و الأسف : مسكين القذافي يعتقد أنهم سيكتفوا بهذا، إنها مجرد البداية ثم سكت.
بعدها سأل عني فقدمت وسلمت عليه وجلست بجواره وقلت له أريد تصريحا عن زيارتكم للبحرين والنتائج التي تمخضت عنها وأريد أن اعرف تقييمكم للعلاقات اليمنية الخليجية، فأجابني بكل تواضع ورحابة صدر، وأذكر يومها أنني خرجت من عنده وأنا على يقين تام بأنه ليس زعيما فحسب وليس حكيما فحسب بل هو الاثنين معا.