تهديدات الحوثي لإسرائيل هل تنعكس بـمواجهة مباشرة مع أمريكا؟
من حضرموت.. حيث الإنسان يوثق حضورا إنسانيا جديدا عبر تقديم مشروع مستدام لمرجان .. ويعيد له الأمل والحياة
توكل كرمان تدعو في مؤتمر دولي إلى إنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان ومحاسبة مجرمي الحرب
بتمويل كويتي ...افتتاح مسجد إيلاف في حي الروضة بمأرب
العقوبات الأميركية تخنق اقتصاد الحوثيين.. هل يقترب القطاع المصرفي والتجاري من لحظة الانهيار؟
تركيا تكشف رسميا عن معدلات انتاجها اليومي من النفط
محور تعز: كمين محكم يقتل 3 من عناصر مليشيا الحوثي في الجبهة الغربية
محمد صلاح يقود ليفربول لتخطي عقبة ساوثهامبتون
الصحافة الفرنسية تعلن عن ذهولها من الصناعات الدفاعية في تركيا
مجندات تركيات يحتفلن بيوم المرأة على متن سفينة حربية
للوجوه والأمكنة تاريخ يرافق الرسم والحفر منذ فجر التاريخ تشهد على تنوعه اللقى والمحفورات والجدران.
يمكن أن نعدَّ كتاب الرسام اليمني شهاب المقرمي “وجوه رصاصية” محاولة غير مسبوقة، تؤصل ما كان بدأه في فن البورتريه الكاريكاتيري بقلم الرصاص تحديداً، جامعاً بذلك ثلاثة فنون فرعية، عبر البورتريه الذي لا يلتزم بأبعاد الوجوه وتقاسيمها كما تتراءى لنا، قدر محاولة تقريب انفعالاتها وتعبيراتها؛ ليقدمها بطريقة أقرب إلى الكاريكاتير ليس بحصره في مهمة السخرية، بل بإحياء تقاليد الكاريكاتير كفن يتمثل شخصية المرسوم باعتماد الخطوط الخارجية الدقيقة، والتركيز على أبرز الملامح وتضخيمها أحياناً واصطياد البارز منها.
ويكتمل البعد الثالث لمحاولة المقرمي بالأسلوب المعتمد في رسم تلك الوجوه، وذلك بقلم الرصاص من دون ألوان مستغلاً رهافة القلم ونحافة خطوطه الخارجية..
وجوه المقرمي متنوعة: فنانين وأدباء وسياسيين ورياضيين وعلماء ومخترعين نساء ورجالا، قدامى ومعاصرين، وانتبه المقرمي لطرافة محاولته؛ فجمع تلك الوجوه في لوحة واحدة أسماها الذاكرة الشهابية وتضم ثلاثمائة وجه وصفها في مقدمة الكتاب بأنها من الشخصيات المؤثرة محليا وعالميا خيراً وشراً، فالمقرمي لا يهتم بالتطابق مع أفكار الشخص المرسوم ؛ لذا كانت لوحته الجماعية هذه ـ كما صفحات كتابه ـ بانوراما رصاصية لشخصيات تتناقض وتتقاطع وتتطابق فكرياً وزمنياً، لكنها كلها تكمل لوحة عالمنا بحاضره: بالغ التعاسة وقليل الأمل.
وللوجوه قصة في ذاكرة المقرمي؛ فهو كما يصارح القارئ في المقدمة؛ عشق قراءة السير والتراجم صغيراً، ما دفعه للغوص في أعماقها، وتطور ذلك الهاجس عبر الاهتمام بمراقبة وجوه الناس في الحياة اليومية ورصد حركاتها وتعبيراتها. ولا يخفي المقرمي قلقه أو خوفه وشعوره بالرعب وهو يرسم من يسميهم قادة الحروب والدول، وكي يزيل اللبس من عيني قارئ متعجل أو سطحي؛ فقد كتب في المقدمة إنه قد يرسم عدواً كزعماء الصهاينة والنازيين والدكتاتوريين من الحكام و المتسلطين، لكن ذلك لا يعني تبنيه لأفكارهم لأن مقياسه في اختيار الوجوه هو مدى تأثيرها ورسوخها في الذاكرة، وأحياناً كما يعلل من باب التعرف على العدو عبر قراءة قسمات وجهه.
لكنه سيبتهج إذ يرسم فناناً تشكيلياً أو مطرباً أو موسيقياً أو رياضياً أو عالماً، فضلاً عن عشرات الأدباء اليمنيين والعرب والأجانب.
هكذا يصطف في جو رصاصي أصحاب لحى ولابسو نظارات وعمائم وحداثيون، نساء وشيوخ.. روائيون وشعراء، تعطيك مطالعة وجوههم فكرة عن اهتمامات المقرمي وثقافته: مانديلا ومارادونا، فيروز وأيوب طارش، السياب وشكسبير، البردوني وعبدالصبور، المقالح والماغوط، محمد الشيباني وشوقي، ماو وهتلر، نادية الكوكباني ونازك الملائكة، ومئات ممن يحضرون في الذاكرة أنداداً وخصوماً أحياناً، كل ذلك بتقنية الرصاص؛ فيعالج الوجوه من دون استعانات لونية أو خلفيات أو تفاصيل، ويهبه القلم الرصاص قدرة التعبير بكثافة أحياناً إذا تطلب التعبير ذلك.
*نقلاً عن الإتحاد الإماراتية