خيار الانفصال يعود مجددا ...حلف قبائل حضرموت يعلن رفضه لنتائج اجتماع مجلس القيادة الرئاسي ويهدد بالتصعيد مجددا قوات الجيش الوطني تفتك بالمليشيات الحوثية جنوب مأرب.. حصيلة الخسائر عاجل.. رئيس حزب الإصلاح يلتقي قائد قوات التحالف العربي .. تفاصيل الاجتماع منظمة دولية تتهم إسرائيل بممارسة جرائم حرب في اليمن وتوجه دعوة للمجتمع الدولي جامعة العلوم والتكنولوجيا بمأرب تقيم اليوم العلمي الأول لطب الأسنان بمأرب باحثة إسرائيلية متخصصة بالشأن اليمني تقول أن الحوثيين قد يُشعلون حربًا جديدة وتكشف عن صعوبة تواجه اسرائيل في اليمن الأمم المتحدة تطلق خطة استجابة لجمع 2.47 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن حرصًا منها على مبدأ الشفافية.. وزارة الأوقاف اليمنية تعلن استرداد 15 مليون ريال سعودي تمهيداً لإعادتها إلى الحجاج السعودية تدخل عالم التصنيع المطور وتوقع اتفاقية تاريخية مع الصين نتنياهو يراوغ بشأن اتفاق وقف الحرب في غزة ويكذب على حماس.. ماذا قال؟
محافظة مأرب
الموقع : تقع إلى الشرق من العاصمة صنعاء بمسافة ( 173 كم ) ، ويحدها من الشمال محافظة الجوف وصحراء الربع الخالي ومن الغرب محافظة صنعاء ، ومن الجنوب محافظتي البيضاء وشبوة ، ومن الشرق محافظة شبوة وصحراء الربع الخالي .
السكان: يبلغ عدد سكان محافظة مــــأرب حسـب نتائـج التعـداد السكاني لـعـام 1994م ( 183,053 ) نسمة .
المناخ : مناخ محافظة مأرب بشكل عام حار صيفاً وبارد شتاءاً أثناء الليل والصباح الباكر في المناطق الداخلية والأطراف الصحراوية .
التقسيم الإداري : تتكون محافظة مأرب من أربعة عشر مديرية إضافة إلى مدينة مأرب ـ المركز الإداري للمحافظة
لقد أثبتت الدراسات والأبحاث الأثرية أن الإنسان قد أستوطن أراضي مأرب منذ عصور غابرة ، فهناك بقايا مواقع العصور الحجرية في شرق مدينة مأرب في صحراء رملة السبعتين ، وهناك المقابر البرجية في منطقة الرويك والثنية والتي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ ، أما بالنسبة للمواقع التاريخية والتي يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من مطلع الألف الأول قبل الميلاد وحتى فجر الإسلام فهناك الكثير منها يأتي في مقدمتها موقع مدينة مأرب القديمة والسد
وقد شهدت هذه الأراضي قيام واحدة من أعظم الدول اليمنية القديمة هي دولة سبأ التي بـدأت
في الظهور في مطلع الألف الأول قبل الميلاد ، وقد شهدت في القرون الممتدة من القرن التاسع إلى القرن السـابع قبل الميلاد نشاطاً معمارياً واسعاً ، شيدت خلالها المدن والمعابد ، وأعظم منشآتها سد مأرب العظيم الذي وفر للدولة ومنحها صفة الاستقرار .
نشـأت الدولة السبئية نتيجة لاتحـادات قبليـة كانـت تقطن أراضـي صـرواح ومأرب ووادي رغوان …….. وبعض أجزاء من الهضبة ، وقد تزعمت وهيمنت قبيلة سبأ الكبيرة على بقية القبائل الصغيرة بالمقارنة معها ، وضمتها تحت جناحها ، فأعطت للدولة اسمها (سبأ) .
يقول الدكتور يوسف عبد الله عن سبأ في مقالة - بعنوان - ( سد مأرب ) الذي نشره في مجلة الإكليل العدد (1) ، (1985م) : " فسبأ الأرض والقبيلة والدولة هي عمود التاريخ اليمني القديم وتكوينه السياسي الكبير ، وقد ارتبطت بسبأ معظم الرموز التاريخية القديمة لليمن … فسبأ ـ عند النسابة ـ أبو حمير وكهلان ومنهما تسللت أنساب أهل اليمن جميعاً و( بلقيس) وإن اختلف الناس في اسمها وحقيقتها وتفاصيل قصتها ، هي عندهم في جميع الأحوال ملكة سبأ ، وهجرة أهـل اليمن إلى بقاع الجزيرة وخارجها وما نتج عن ذلك من ملاحم قد ارتبطت بشكل أو بآخر بسبأ ، وقيل في الأمثال ( تفرقوا أيدي سبأ ) ، وآخر دولة في اليمن قبل الإسلام عرفـت عند الإخـباريين بدولة حمـير ، ولكـن ملوكها كانـوا يحرصـون على أن يتصـدر ألقابـهم الملكيـة لـقـب سبأ … فكانوا يلقبون بملوك سبأ وذي ريدان ـ وذو ريدان هم حمير ـ ، والبلدة الطيبة التي أشار القرآن الكريم عنها هي في الأصل! سبأ ، فتاريخ سبأ في حقيقة الأمر هو تاريخ الحضارة اليمنية في فجرها وازدهارها وأفولها ، وسد مأرب في أرض سبأ هو رمز تلك الحضارة نشأ معها وصاحب أوج نفوذها وواكب فترات ضعفها وقوتها وشهد لحظات انهيارها وانهار على إثرها ؛ بل إن صدى تلك الحضارة ظل يتردد وعلى مسامع الزمن مرتبطاً بسد مأرب إحدى معجزات حضارة الدولة السبئية، والآية الكريمة الدالة على تلك الحضارة قوله تعالى : " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية " .
وقد اعتمدت حاضرة دولة سبأ في اقتصادها ـ إلى جانب الزراعة ـ على دخل الضرائب التجارية؛ لأنها كانت تتحكم بطريق التجارة الهام المعروف بطريق اللبان والبخور الذي كان يمتد من ميناء قنا ـ بير علي اليوم ـ على ساحل البحر العربي إلى غزة ـ في فلسطين ـ على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، والتي كانت تمر بمدينة شبوة ـ شبوة القديمة ـ عاصمة مملكة حضرموت آنذاك ، ثم مدينة مأرب ومنها شمالاً إلى مدن معين في وادي الجوف ومنها إلى نجران لتصل بعدها إلى شمال
الجزيرة العربية .
وقد اشتهرت سبأ في القرن السابع قبل الميلاد بحاكمها " كرب إل وتر بن ذمر علي " مـكرب سبأ
الذي اشتهر بنقشه المشهور بنقش النصر ، ويقول الدكتور محمد عبد القادر بافقيــه فـي مقالة بعنوان ـ موجز تاريخ اليمن قبل الإسلام ـ المنشورة في كتاب مختارات من النقوش اليمنية القديمة ، تونس ( 1985م ) : " إننا مدينون " لكرب إل وتر بن ذمر علي " الـ : ( م ك ر ب) والملك السبئي بنقش يعد أطول وأهـم النقوش اليمنيـة العـائـدة إلـى عصـر مـا قبل الميلاد ( ربرتوار رقم (3945) ) ، وهو وإن جاء ، من الناحية الزمنية بعد فترة من الازدهار التجاري والحضاري وإقامة السدود والمعابد والقصور في الممالك اليمنية القديمة ليقدم لنا من خلاله حرص الملك الشديد على تعداد حملاته ونتائجها ، فكان أقدم مرجع يعرفنا بالجغرافية السياسية لليمن ، شملت تلك الحملات منطقـة واسعـة خارج الهضبة اليمنية الكبـرى مـن أنـحـاء المعـافـر ـ الحجرية اليوم ـ في الجنوب ! الغربي قريباً من باب المندب مروراً بدلتا تبن (ت ب ن و !) ودلـتـا أبـين ( ت ف ض ! ) حول عدن فيافع ( د هـ س ! ) ودثينة وسلسلة جبال الكور وأوديتها ، حتى أطراف حضرموت من ناحية ، والجوف فنجران من ناحية أخرى ، ويبدو من النقش أن " كرب إل " الذي يصفه البعض بنابليون اليمن لسعة وتعـدد حـروبـه كان قد استفـزه ( م ر ت و م ) ملك أوسان الذي كان – على ما يظهر – يسيطر على المناطق الجنوبية حتى البحر، بعد أن استحوذ على بعض أراضي جارتيه حضرموت وقتبان اللتين تحالفتا عندئذ مع " كرب إل " ، كما جاء في النقش ولا ننكر هنا أن دولة أوسان التي تكالبت عليها ثلاث قوى هي سبأ وحضرموت وقتبان لم تكن دولة عادية أو حتى تقترب في حجم أراضيها وقوتها مع واحدة من تلك القوى الأمر الذي جعل تلك الثلاث القوى تجتمع عليها لتقضي عليها لنجد بعدها دولة قتبان وقد ظهرت باعتبارها الوريث الشرعي لدولة أوسان.