حيث الإنسان يرسم الابتسامة ويضع مداميك المستقبل لنازح بمحافظة المهرة.. الحلاق الذي تحققت أحلام حياته بمشروع مستدام يؤمن مستقبله ومستقبل أسرته
عودة العليمي إلى عدن ومصدر في الرئاسة يكشف عن التحركات القادمة للرئيس
اتفاق تاريخي وقعته الرئاسة السورية مع قسد
مؤتمر مأرب الجامع يلتقي جرحى الحرب ويتعهد بمتابعة مطالبهم وحل قضاياهم
مانشستر يونايتد يقدم هدية لليفربول ويقربه من لقب الدوري الإنكليزي
الذهب يرتفع في الأسواق العالمية لهذة الأسباب؟
أجهزة الأمن بالمهرة تضبط أجهزة اتصالات لاسلكية ممنوعة الاستيراد إلا من قِبل الجهات العسكرية بمنفذ صرفيت
انجاز تاريخي للحكومة السورية.. توقيع رئاسي مع قائد سوريا الديمقراطية يؤكد على وحدة البلاد واستعادة الثروات النفطية والغازية
مستشار وزير الشباب والرياضة يدشن المسابقة الثقافية الرمضانية بالمهرة
الزنداني يناقش مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر دعم المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن وبادي يصف العلاقات بالتاريخ المشرق
" مأرب برس - خاص "
التغزل بالوطن لم يعد ممتعا إذ أن الفاسدين شوهوا جماله وأحالوا ملامحه إلى( سخام فحم أسود) مهتريء مليء بالفجوات والتجاعيد الشائخة.. يتمدد الوطن في قلب المأساة وعلى مساحة التلاشي يذوى هذا الجسد المنهك إلا من بقايا مقاومة هي مقاومة الموت في لحظات الاحتضار ... واهنٌ هذا الوطن... أوهنه الزعيم بتحريفاته المبتذلة على الشاشات حز فيه خزي التسول الذي يمارسه القائد الأعظم مستحلبا باسمه منح المانحين والمتصدقين والمتعالين بما ينثرونه من فيض جيوبهم المتخمة ، الوطن هذا النازف الذي لايعرف من أين تتسلل إليه خناجر النزف وكيف تدق أوردته كأني به عجوز شائخ متقدم في السن مقوس الظهر يقف على عكاكيز تنخرها دواب كتلك التي نخرت منسأة سليمان حتى سقط على الأرض دون حركة ..هذا الوطن الممتد بترابه الضيق بفلذات أكباده المكنوز بالثروات المتأبد في محنة مزمنة أفقدته وعي الوقوف على أقدام الشموخ بين أهله وجيرانه منبوذا لايقترب منه لأنه مصاب بسل معدٍ ومرض مزمن مشحون بالموت والبارود والقات تسكنه أشباح مدججة بالعسس والسلاح .. هذا الوطن الذي نحبه ونعتز بانتمائنا اليه رغم استحياء البعض من أن يقال له أنت يمني لأن كلمة يمني أضحت في قواميس الجيران رديف التخلف والجهل ولوحة مشوهة لصورة إنسان بليد فاغر الفاه متورم الخدود والشفاه لعابة قطران اسود يرتدي سكينا ويهوى القتل والموت والنهب وتحكمه عصابة أوغاد أتقنوا إلهائه بالثأر والكر والفر كرسوا فيه قيم الغباء والبلادة وملاحم داحس والغبراء وناقة البسوس ووهم البطولة والرجولة التي تسحق أشلاء بعضها سحقا.. وطن مكدس بالموت والجوعى والمتسولين .. وجثث غير معروفة تلازم الرصيف وتكابد قر الليل وحر النهار ..ويسيطر عليه نحيب صامت مكنوز بالأماني والأحلام والرؤى الجميلة يفيق كل يوم على صوت القرصان وهو ينادي: وصلنا الشاطئ ها هو الأمان، لكن دون جدوى فليس هناك ساحل نرسو عليه ولا حتى ضفاف آمنة لأن القرصان هو القرصان والقراصنة هم القراصنة وليس ثمة شيء ينتظره سوى جزيرة نائية تسكنها ضباع الموت ووحوش الشتات وصحاري التبخيس وشق الأنفس وخنجر الهزيمة.. ما ذا تبقى لنا فيك أيها الوطن ..سوى أمانٍ شاحبة هزيلة ووجوهٌ بلون القمح الأسمر وتماثيل قديمة لمجد غارب تقتات منه أسماعنا بينما بطوننا خاوية فنحن يا وطن لا نقتات تماثيل وأحجار ونأكل أمجاد (لأن الفتى من قال ها انا ذا ليس الفتى من قال كان أبي) نحن أبناءٌ أضاعتنا شهرتك يا وطن ..أيتام نتسول الجيران قطعة خبز بينما يلهو المجد على أسنة رماحنا وذبائب خناجرنا ونجهز على ما تبقى منَّا من أجل أن نرسم ننحت لك مجدا لكن على أجسادنا.. كل شيء فيك يا وطن (يتكبسل) الإنسان، الرغيف ، الأرض، الكهرباء، ولم يبقى فيك شيئا مجانا غير الهواء وقد نصحو ذات يوم على اختناق مرتعش حين يأمر الزعيم باستثماره من أجل إنعاش ما تبقى فيك من انهيار ..